خلق إعلان وزارة الثقافة والشباب والرياضة- قطاع الثقافة، الاثنين الماضي، عن نتائج برنامج “الدعم الاستثنائي المخصص لمجال الفنون برسم سنة 2020″، جدلا واسعا في صفوف الفنانين والنشطاء الأمازيغ، بسبب ما وصفوه بـ”الحكّرة” و”التمييز” الذي مارسته وتمارسه الوزارة الوصية على القطاع اتجاههم.
وانتقد العشرات من النشطاء والفنانين الأمازيغ ما قالوا عنه “تضخيم” الدعم المخصص “للفنون” المتعلقة “بالدارجة” و”العربية” مقابل ممارسة “الإجحاف” و “التمييز” و”العنصرية” اتجاه الفن والفنانين الأمازيغيين.
وأظهرت اللائحة المستفيدة من الدعم الاستثنائي المخصص لـ”تشجيع المشاريع الثقافية والفنية في مجالات المسرح والموسيقى والأغاني وفنون العرض والفن الكوريغرافي والفنون التشكيلية والبصرية، ومواكبة مختلف الفاعلين في هذا الميدان”، التي كشفت عنها الوزارة، حجم “التمييز” في الدعم الموجه لكل طرف.
وكشفت اللائحة حجم الدعم المخصص للفنانين “الدارجين” “منهم من يملك مشاريع وعقارات، ومنهم من يعيش خارج المغرب، ومنهم من بدأ حديثا في المجال” حسب النشطاء، مقابل “التمييز” في الدعم المخصص للفرق الأمازيغية العريقة، كمجموعة أودادن، ومجموعة الرايسة فاطمة تابعمرانت، وإقصاء مجموعات أمازيغية وفرق وشركات لها تاريخ كبير وعريق في مجال الفن والثقافة الأمازيغيتن، وأغلبهم يعيش بالفن”. حسب تدوينات النشطاء.
ويهم دعم الوزارة لهذه المشاريع، 173 مشروعا في مجال الجولات المسرحية (19 مليون و630 ألف درهما)، و 140 مشروعا في مجالي اقتناء الأعمال الفنية التشكيلية والبصرية ودعم معارض الفنون التشكيلية والبصرية التي تنظمها أروقة المعارض المتخصصة (3 ملايين و148 ألف و500 درهما)، و146مشروعا في مجالات الموسيقى والأغاني وفنون العرض والفن الكوريغرافي (14 مليون درهما).
و بالنسبة لدعم مشاريع الجولات المسرحية الوطنية برسم سنة 2020، فمجموع الفرق المدعمة بلغ 173، منها فقط 20 فرقة مسرحية أمازيغية. أما بخصوص الدعم المخصص للموسيقى والأغنية و فنون العرض و فن الكوريغرافي، فقد استفاد من الدعم 146 فرقة ضمت فقط 14 فرقة و فنان أمازيغي.
ووصل مجموع مبلغ الدعم للفرق المسرحية المدعمة إلى 19.630.000 درهم، استفاد منه المسرح الأمازيغي بـ 2.535.000 درهم فقط، فيما وصل مبلغ الدعم الخاص بالموسيقى و الأغاني و فنون العرض و فن الكوريغرافي، إلى ما مجموعه 1.140.000 درهم، منها فقط 14.000.000 درهم للفرق و الفنانين الأمازيغ، علما أن لجان الدعم المكلفة قامت بدراسة ملفات طلبات الدعم وعالجت 1096 مشروعا، ودعمت منها 459 مشروعا.
وفي هذا الصدد، قال الفنان الكوميدي الأمازيغي، رشيد أسلال إن:”هناك عدد من الفنانين يستحقون صدقة و ليس دعم الدولة”، وأضاف :”حضرت لهم بأم عيني يستعدون لإعداد طلب ملف الدعم و خسروا من جيوبهم ما كانوا يتوفرون عليه تلك اللحظة لإعداد الماكيت و التسجيل و ما يليه من مصاريف، زد على ذلك السهر و الأرق و كلهم أمل في دعم سميتموه استثنائيا”.
وأوضح أسلال في تدوينة على منصة التواصل الاجتماعي :”فنانون بمعنى الكلمة لا يملكون عقارات و لا سيارات.. يملكون فقط ملكة الإبداع و جمهور يحترمونه لا يرضون أن يراهم جمهورهم يتسولون”، وأردف قائلا:”أقسم لكم أن لائحة الدعم ظلمتهم و أقصتهم واتجهت نحو أعمال معهودة دعمت من ذي قبل و حفظها الجمهور و مرت مرور الكرام و التاريخ سيشهد أن الكثير مما دعمتموه من أعمال و إن عرضت بالمجان في القاعات لن يحضر لها حتى أفراد عائلتهم المقربين، بالمقابل لو عرضت الأعمال التي ظلمتموها بالتذاكر فسيكون الحضور مبهرا”.
وختم الفنّان الأمازيغي كلامه بالقول:”نحن نعرف الفنانين الحقيقيين من فناني المقاهي و الحانات و الصفقات و لغة الخشب…، لقد خذلتم فنانين عقدوا كل آمالهم على دعم سيعيد لهم الثقة في حضن هذه الدولة و جعلتموهم محبطين و سيشهد التاريخ على ذلك”.
بدوره، قال الشاعر والسيناريست الأمازيغي، عبد الله المناني، إن “النتائج التي أعلنت عنها الوزارة الوصية على القطاع، كانت صادمة بشكل كبير لأنها كرست من جديد الإحساس بالفوارق بين الفنانين الأمازيغ وفناني المركز”.
وأضاف المناني:”أظن أن وزارة الثقافة ومعها اللجنة المكلفة بالدعم، لم تستوعبا رسالة الفنانين الأمازيغ، خصوصا من منطقة سوس، من خلال مشاركتهم المكثفة في مشاريع الدعم لهذه السنة، وهي الرسالة التي حاولت “تجاوز أزمة الثقة بين الفنانين الأمازيغيين والوزارة الوصية، و ذلك جراء الإحباط الذي خلفته نتائج دعم الموسيقى للسنوات الماضية”.
وأوضح الشاعر الأمازيغي في تصريح لـ”العالم الأمازيغي” أن عدد من الفنانين الأمازيغ استبشروا خيرا بقراءة كلمة استثنائي إلى جانب عنوان طلبات المشاريع لسنة 2020 وعقدوا آمالا عريضة ظنا منهم بأن المسؤولين سيتداركون أخطاء السنوات الماضية من خلال توسيع عدد المستفيدين ليشمل عددا اكبر خصوصا في ظل تفشي فيروس كورونا وتداعياته على العمل الفني و الفنانين على حد سواء، لكن “النتائج المعلنة كانت صادمة بشكل كبير لأنها كرست من جديد الإحساس بالفوارق بين الفنانين الأمازيغ وفناني المركز”.
“لا يسعني إلا أن أقول بأن الوزارة وكما عاهدناها، ضربت عرض الحائط كل من مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين جميع المغاربة”. يورد المناني. موضحا في ختام كلامه أن :”رفضنا إذن واستنكارنا لهذا السلوك هو أمر طبيعي و منطقي يستدعي إعادة النظر من طرف الوزارة الوصية قصد تدارك الخطأ بفتح لائحة جديدة للدعم تشجيعا لفن عاش و لا زال يقاوم من جيوب حامليه”.
منتصر إثري
أغلبية الفنانين الامازيغ يعيشون في الحضارة لكن جهلاء. اهملوا التعليم والمعاصرة…، “التعليم” من يرتقي بالفنان.. التعليم من يجعل لك غزة، التعليم من ينير لك الطريق كي تعرف كيف تواجه قوة اكبر منك، وفرض الوجود عليها….
الهوية الامازغية لم تستفيد منهم اي شي، لا توعية االتيار الامازيغي ، ولا إعطاء صورة عصرية متألقة للفن،… (لا اعمم)
على العموم الله يخد الحق في الظالمين والعنصريين اعداء البلاد والهوية الامازغية