بعثة علمية مغربية إنجليزية تعثر على اكتشاف أثري جديد بموقع “تامدولت” التاريخي بمنطقة “أقا”

عثرت بعثة مشتركة مغربية وإنجليزية على اكتشاف أثري مهم بموقع «تامدولت» التاريخي بمنطقة «أقا»، التابعة إداريا لإقليم طاطا، وذلك خلال عمليات البحث التي تتواصل بالموقع منذ حوالي ثلاث سنوات.

وبحسب مصادر جريدة “الأخبار” التي أوردت الخبر، فقد عثرت البعثة الأركيولوجية خلال عمليات الحفر المتواصلة بمدينة «تامدولت» على فرن صناعي كانت تصهر فيه المعادن، الأمر الذي يبين أن المدينة التاريخية كانت مأهولة وتعرف حركية كبيرة، بل إن فيها حيا صناعيا لمختلف الصناعات التي عرفتها المنطقة آنذاك.

هذا الاكتشاف الجديد الذي عثر عليه أخيرا الباحثون في الآثار، يميط اللثام عن حقبة تاريخية مهمة من تاريخ المنطقة، حيث كانت المدينة التي تحولت إلى أطلال طواها النسيان، مركزا تجاريا كبيرا ما بين شمال المغرب وجنوبه، كما أن المنطقة كانت ممرا للقوافل التجارية ما بين شمال إفريقيا والصحراء الكبرى، ومعقلا للمعاملات التجارية.

ومن بين الأشياء التي عثر عليها أثناء البحث الأثري بموقع «تامدولت» بعض اللقى التي تعود إلى قرون عديدة، منها مسكوكات نقدية تعود إلى دولة الأدارسة، وبالضبط إلى فترة عبد الله بن إدريس الذي تحكي المؤلفات بأنه هو من قام بترميم هذه المدينة، ثم نقود تعود إلى الدول التي تعاقبت على حكم المغرب من المرابطين، والموحدين والسعديين.

وفي هذا الصدد، فقد حل عامل إقليم طاطا بموقع أشغال الحفر المتواصلة بالموقع الأثري، وذلك من أجل الوقوف في عين المكان على أشغال الحفر والتنقيب، ثم الاطلاع على النتائج المؤقتة للأبحاث الأركيولوجية التي تتواصل بثلاثة مواقع من مدينة «تامدولت».

واستنادا إلى المعطيات، فإن البحث الأثري بموقع مدينة «تامدولت» التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي، ظل مستمرا منذ سنوات، حيث أفضى إلى العثور على نتائج مهمة قد تكشف الكثير من الأسرار عن تراث المنطقة وتاريخها.

وسبق لفريق البحث أن عثر خلال عمليات الحفر على «المسجد الأعظم» الذي يتوسط مدينة «تامدولت»، ثم بعده اكتشاف الفرن الكبير لصهر المعادن، وتتواصل الآن الأبحاث والحفريات حول «منارة القصبة» التي تم اكتشافها، وذلك من أجل تحديد الفترة التاريخية التي شيدت فيها هذه الصومعة، التي تتضارب حولها المعطيات بين من يقول إن تاريخ بنائها يعود إلى الفترة الموحدية، بينما هناك من يقول إن تاريخ تشييدها يرجع إلى فترة حكم الدولة السعدية.

وكان المشرف على البعثة، الدكتور الصغير مبروك، الأستاذ الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أكد بأن هذه الحفريات الأثرية تندرج ضمن برنامج دولي للتعاون المغربي الانجليزي في مجال البحث العلمي المهتم بالتراث والآثار، مشيرا إلى أن الحفريات التي تقوم بها هذه البعثة هي الثالثة على التوالي في مدينة تامدولت التاريخية التي تعود إلى القرن التاسع الميلادي، وفقا لما تشير إليه بعض المصادر التاريخية.

وأضاف في تصريح لوكالة المغرب الرسمية للأنباء أنه بعدما تم خلال السنة الماضية اكتشاف المسجد الأعظم الذي يتوسط مدينة “تامدولت” ، فإن الحفريات التي يجري تنفيذها الآن تهم الحي الصناعي للمدينة ، مبرزا أن البعثة تمكنت من اكتشاف الفرن الكبير الذي كان يستخدم في صهر المعادن .

وقال إن البعثة تواصل الأبحاث والحفريات أيضا حول منارة القصبة التي تم اكتشافها، وذلك من أجل تحديد الفترة التاريخية التي شيدت فيها هذه الصومعة ، التي تتضارب حولها المعطيات بين من يقول أن تاريخ بنائها يعود للفترة الموحدية ، بينما هناك من يقول أن تاريخ تشييدها يرجع لفترة حكم الدولة السعدية.

من جهة أخرى، صرح الأستاذ مبروك أن هناك فريق بحث آخر يشرف عليه الأستاذ الباحث يوسف بوكبوط، يجري حفريات في منطقة أخرى غير بعيد عن مدينة طاطا، وهو فريق متخصص في البحث حول فترة ما قبل التاريخ في هذه المنطقة.

وأوضح أن الحفريات التي أنجزها هذا الفريق أفضت إلى نتائج مهمة، سيكون لها انعكاس إيجابي حول تراث هذه المنطقة لفترة ما قبل التاريخ.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *