قال سعيد بنيس، الباحث في العلوم الاجتماعية، إن لغة المدرسة والتعليم في جميع التجارب الناجحة ترتبط بمحددات هوياتية ووظيفية. ويرى أن ضرورة الربط بين لغة المدرسة والتعليم وهذه المحددات تنبع من دور المحددات الهوياتية في رسم مسارات المواطنة، بينما تؤطر المحددات الوظيفية احتياجات السوق الاقتصادية الوطنية والدولية.
وأكد بنيس، في سياق حديثه عن التعليم في المغرب، بكلية الآداب بالرباط حول اللغات بإفريقيا، أنه لا يمكن الحياد عن المحددات الهوياتية التي نص عليها الدستور المغربي، والتي تجعل من اللغتين العربية والأمازيغية لغتيْ المدرسة الأساس، إلى جانب لغة أو لغات أجنبية ذات خصائص وظيفية عالمية. وأوضح أن اعتماد هذه اللغات يجب أن يتم بما يتماشى مع الرهانات الجيوسياسية والتنمية الاقتصادية وازدهار الفرد والجماعة، بعيدا عن أي منطق إيديولوجي أو سياسوي.
وأضاف أن التجارب العالمية الناجحة، مثل الصينية واليابانية والكورية والفنلندية، أثبتت أن اعتماد اللغات الرسمية كلغات تدريس أولى في المدرسة يؤدي إلى نتائج إيجابية. وفي السياق المغربي، يرى بنيس أن تطبيق هذا الخيار سيمكّن العربية والأمازيغية من تجاوز صفتهما الرمزية والهوياتية الدستورية إلى اكتساب صفة اللغات الوظيفية. كما سيجعلهما قادرتين على الاضطلاع بدور لغات التدريس في جميع أسلاك التعليم المغربي، بدءا بالتعليم الأولي ووصولا إلى التعليم العالي.