تثمين التراث بمنطقة أفلاإغير نموذج كدورت

   من المعلوم أن منطقة أفلاإغير تعتبر من أهم المناطق التي لها تاريخ عريق، وتزخر بموروث ثقافي غني من التراث المادي واللامادي لا زال طي الخزائن والمخطوطات والعقود المختلفة التي توثق للأعراف التي تنظم الحياة العامة من زواج وبيع وشراء ومختلف المعاملات التي تجري بين الناس، والتي ضاع أغلبها واندثر معظمها بحكم الإهمال أحيانا والعبث بها أحيانا أخرى. كما تخزن ذاكرتها الجماعية تراثا شفويا كبيرا ضاع كثير منه بموت أصحابه الذين لم يجدوا أمامهم من يقوم بمهمة تدوين وتوثيق كل ما حفظوا من ذلك.

ولا يخفى عليكم أن بعض الاجتهادات الفردية والمحاولات القليلة التي حاولت أن تكشف عن ذلكم الموروث وتبرز قيمته التاريخية والثقافية _ رغم قلتها _ تعطي دليلا واضحا على أن للمنطقة تاريخا وثقافة أصيلة لها من المقومات ما يجعلها مرجعا أساسا من المرجعيات للتراث الثقافي لمنطقة سوس بشقيه بصفة خاصة، ولتاريخ المغرب بصفة عامة.

وسأتحدث في هذا المحور عن قرية كدورت باعتبارها من أهم القرى التي تميزت في هذا المجال والتي تعتبر نموذجا واضحا لما ذكر محاولا إبراز بعض الوجوه والمظاهر التي لا زالت معالمها قائمة شاهدة على نبوغ أجدادنا وعلى تميزهم وعلو شأنهم في هذا المجال.

تتحدث أغلب الروايات الشفوية وكذا بعض المصادر التاريخية أن سكان كدورت ينحدر أغلبهم من منطقة تمدولت أقا التابعة لإقليم طاطا، وذلك إبان خراب تمدولت أقا في عهد السعديين.  مما يعني أن قرية كدورت ضاربة في التاريخ. ذلك أن بعض المصادر التاريخية تحدثت أن خراب تمدولت أقا كان في النصف الأول من القرن الرابع عشر الميلادي حسب ما ذكره الدكتور جاك مونيي في كتابه: المغرب الصحراوي من الجذور إلى القرن السادس عشر.  كما يمكن أن نستأنس في هذا السياق بدليل آخر يتعلق بتأسيس مسجد كدورت القديم والمعروف أن مؤسسه هو: عبد الله بن مبارك الأقاوي المتوفى سنة 16016م.  وهو حفيد محمد بن مبارك الأقاوي المشهور المتوفى سنة 1500م. والذي يقام له موسم سنوي بأقا. والذي كان له دور رئيس في تأسيس الدولة السعدية لما التفت حوله قبائل سوس وأشار إليها بمبايعة مؤسس الدولة السعدية.

ولا شك أن السكان قد استقروا قبل ذلك التاريخ في قرية كدورت كما هو مشهور حسب التاريخ الشفوي حيث يذكر أنهم توزعوا ما بين تمكرض أضاض جهة تكاترت، وأكني إغالن. جهة أكرض إملالن.  متفرقين بين هاتين النقطتين ويتصارعون حول توزيع المياه إلى أن جاء عبد الله بن المبارك المذكور وأسس المسجد المعروف بمسجد كدورت حاليا وجمع السكان حوله وعقد الصلح بينهم، وتم إنشاء الدوار الذي نشاهده حاليا بتلك الهندسة الرائعة التي روعي فيها الجانب الأمني من جهة، حيث تم بناؤه على هضبة محصنة من جميع الجوانب وضعت له أبواب لا يمكن الولوج إلى داخل الدوارإلا من خلالها كما هو الشأن في جميع المدن القديمة، فضلا عن أبراج لمراقبة الغارات موضوعة على قمم الجبال المحيطة بالقرية. والجانب التضامني من جهة أخرى، حيث نجد أن المنازل ملتصقة بعضها مع بعض بحيث يمكن التنقل من منزل لآخر من على الأسطح وأيضا لتسهيل التواصل والتآزر بين الجيران. فضلا عن التميز الهندسي للمنازل والتي لا تخرج في الغالب عن المعتاد والتي تعبر عن ثقافة الأمازيغ وعاداتهم الأصيلة فيهم والتي رسخها وأكدها الدين الإسلامي والمتمثلة في قيم التضامن والتعاون والكرم والاحترام.

يقول المختار السويسي في كتابه المعسول واصفا قرية كدورت لما زارها: (فتجولت في أنحاء سواقيهم الكثيفة الأشجار الملتفة النخيل الكثيرة العيون القليلة الأرض المكتنفة الجبال الشامخة.)

لا شك أن أهل كدورت لما قدموا إليها واستقروا لم تعوزهم أسباب الحضارة والتمدن فهم كما ذكرنا سابقا ينحدرون من تمدولت أقا معروفة تاريخيا بحضارتها وعمرانها فقد تأسست في عهد الأدارسة واستمر وجودها على مدى قرون عديدة نظرا لموقعها الاستراتيجي على ضفاف وادي درعة ولأنها ممر القوافل التي تذهب من وإلى إفريقيا، فضلا عن كونها تضم مناجم من أهمها منجم الفضة والذي بفضله لاقت عناية خاصة من لدن الدول المتعاقبة على المغرب منذ الادارسة وحتى خرابها. فكانت بذلك من أهم الحواضر التي مرت في تاريخ المغرب.  لذلك لم يجدوا سكان كدورت المنحدرين منها عناء كبيرا في بناء مجتمع متميز سرعان ما نبغ فيه علماء وفقهاء كثيرون حتى صارت كدورت من القرى المعروفة بالعلم والمعرفة ويشد الرحال إلى علمائها ويستفتى فقهاؤها وقضاتها في مختلف القضايا. كما بنوا نظاما متميزا من الأعراف والقوانين تنظم بها حياتهم العامة والخاصة فاستحقت بذلك أن تكون نموذجا للمجتمعات الأمازيغية الراقية في نظامها وثقافتها.

وسنورد هنا بعض النماذج التي تعطي لنا صورة ولو مختصرة عن ذلك التراث الذي خلفه لنا أجدادنا.

 

 

 النظام الهندسي لدوار كدورت.

سبق أن أشرنا إلى أن الدوار القديم شيد على هضبة وسط جبلين شامخين يشكلان حماية وحصنا طبيعيا. ذلك أن تلك المرحلة تميزت بكثرة الصراعات والحروب بين القبائل فكان من اللازم الأخذ بعين الاعتبار الجانب الأمني للسكان ولمزيد من الحماية والأمن وضع أبراج المراقبة من على قمم الجبال التي تحيط بالقرية من كل الجوانب بحيث يصعب الدخول إليها خلسة.

وأما على المستوى الهندسة المعمارية الداخلية فتتميز بأن بناياتها ومنازلها متصلة ببعضها بحيث يمكن أن تمر من منزل لآخر من فوق السطوح، حيث شكلت بمجموعها مبنى كبيرا محصنا لا يمكن الدخول إليه إلا من خلال الأبواب المخصصة توضع عليها الحراسة كما هو الشأن في المدن القديمة، وهي المنفذ الوحيد لداخل الدوار. وعدد الأبواب الرئيسة ستة ثلاثة جهة الشمال، يقابلها ثلاثة جهة الجنوب. وتربط بينها ممرات رئيسية تسمى: تسواك، تتفرع عنها طرقات مختلفة تتصل بجميع المنازل والبنايات من الداخل. وتعبر تلك الصورة التي أصبحت عليه القرية عن تكتل أهلها وتضامنهم واجتماع كلمتهم بعد فترة من الصراعات والمواجهات التي كانت بينهم في الأول.

وقد توزعت العائلات داخل الدوار بشكل منظم ومدروس فكل عائلة/ أفوس اجتمعت في مكان واحد/ حي واحد، فمثلا تسوكت واس تضم أفوس نايت بوعل وأفوس نايت يعقوب، وتسكوت نايت أشلح تضم أفوس نايت أشلح، وتسوكت إدق تضم أفوس نايت عبد الكريم وهكذا.

التراث الشفهي:

عندما نتحدث عن التراث الشفهي لمنطقة سوس عامة فإننا لا شك سنتحسر ألما على الكم الهائل من التراث الذي ضاع واندثر ودفن مع أهله، ومن ثم ضياع جانب كبير جدا من تاريخ الأمازيغ بسوس وثقافتها، ذلك أن أجدادنا وعلماءنا لم يعتنوا بالشكل المطلوب بتدوين تاريخيهم وثقافتهم لأجل الحفاظ عليها. وهذا الأمر ينطبق على جميع مناطق سوس مدنها وقراها. لذلك فقرية كدورت ليست مستثنى من القاعدة. غير أن ما بقي مما سمعناه من آبائنا دليل على عنايتهم الكبيرة بالتعبير الشفوي على جميع أمورهم الخاصة والعامة. وهكذا نجد أن لكل مناسبة دينية كانت او اجتماعية أو غيرها لها أهازيجها الخاصة بها يعبرون بها بطريقة شعرية متميزة في الأسلوب والألحان. ونكتفي بذكر بعض الأمثلة.

فالأعراس تعتبر من أهم المناسبات الاجتماعية التي يعبر فيها الناس عن أفرحهم وسعادتهم.  وجميع طقوس الأعراس دائما ما ترافقها مجموعة من الأهازيج والأغاني التي تعبر عن تلك المناسبة مثل ما يعبر عنه ب: تسوغانت، والفأل، وغيرها…

وأما المناسبات الدينية فنذكر على سبيل المثال ذكرى المولد النبوي التي عني بها أهل كدورت خاصة كما هو الشأن في جميع مناطق سوس.  حيث يعبرون بأهازيج تلهج بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم والفرح بمولده فيقمن النساء في أسطح المنازل كل مساء طيلة شهر ربيع الأول وكذا طلبة وتلاميذ المسجد بترديدها والتغني بها.

ومنها الأوراد التي يقوم بها كل فرد من أفراد كدورت في مناسبة موسم سيدي عبد الله بن مبارك الذي قلنا بأنه عمل على جمعه كلمة الكدورتيين وأنهى الصراع الذي كان بينهم بتأسيس المسجد

وهناك أمثلة كثيرة لا يسع المجال لذكرها، فلا تكاد تجد مناسبة أو اجتماعا بين الناس وخصوصا النساء إلا وتجد أن لهم أغاني وأهازيج تعبر عن ذلك الاجتماع.

وما يعبر عنه بالجهاد عند النساء وهو عبارة عن ذكر الله ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر سيرته العطرة فهو لا ينقطع عندهن صباح مساء في المنازل وفي البساتين وفي جميع الحالات.

نماذج من علماء كدورت ورجالاتها.

كل ما سبق ذكره نستشف من خلاله أن كدورت تعتبر قرية العلم والمعرفة، والأمر كذلك فقد تحدث المختار السوسي رحمه الله عن مجموعة من الفقهاء والعلماء ينتمون إلى هذه القرية ووصفها رحمه الله بأنها قرية تخرج من مدرستها علماء كثيرون. وذكر بعض أعلامها منهم:

  • أحمد بن عبدالله الايسي الكدورتي:فقيها مجودا فصيحا، وهو أول من خطب في جامع حاضرة إيليغ، في عصر إمارة إيليغ الذهبي، وتوفي سنة 1051 هـ..
  • عبدالله بن أحمد بن ابراهيم بن أيوب الكدورتي الايسي: عالم كبير اشتهر إذ ذاك وتوفي في أواخر القرن 12 الهجري

يونس بن محمد الكدورتي: عالم يذكر بين معاصريه من مقدميهم، وتوفي في القرن 12 الهجري

بلقاسم بن احمد الكدورتي: عالم جيد أنجب ولده عبد الرحمن، وتوفي قبل سنة 1250 هـ.

عبدالله بن منصور الكدورتي.

محمد بن احمد من بني عبدالمومن  الكدورتي.

محمد بن احمد من بني ادريس الكدورتي.

فهؤلإ  نماذج من علماء ذكرهم المختا السوسي في المعسول، وختم بترجمة الحاج امحمد بن عبد السلام نايت بوركان وابنه الحاج محمد رحمهما الله جميعا.  وأشار إلى أن العلم قد انقطع في هذه القرية مع هذين العالمين .

وهناك علماء آخرون لم يذكروا وكان لهم دور بارز من أهمهم الفقيه الجليل عبد الواحد نايت عبد الواحد الذي ينسب إليه الفضل في وضع قانون تقسيم مياه السقي وهو الذي اعتمده الكدورتيون إلى يومنا هذا.

ومنهم قضاة الجماعة الذين تشد إليهم الرحال ويحتكم إليهم من طرف قبائل الأخرى أمثال عبد المجيد نايت داوود.

كما ذكر محمد أبناو رحمه الله في كتابه سر الصباح بعض أعلام كدورت وفقهائها.

وحينما نتحدث عن رجالات كدورت فلا يمكن أن ننسى رجل كدورت ومقاومها الاول الحاج أحمد نايت أبلا من المقاومين الكبار الذي يرجع إليه الفضل في مجموعة من المصالح ليس فقط في قرية كدورت وإنما في منطقة تافراوت كلها لما كان قائدا فيها، ولا ينكر أحد فضله.

نماذج من أعراف الكدورتيين:

بعض مظاهر التراث المادي وغير المادي في قرية كدورت

لا شك أن كل ما تقدم ذكره من تنوع الفئات التي استوطنت قرية كدورت مرورا بازدهار سوق المعرفة والعلم عند أهلها واهتمامهم الكبير بهما وكذا احتكاكهم واختلاطهم بمختلف القبائل والقرى لما عرف عنهم أنهم كانوا يألفون ويؤلفون كما وصفهم المختار السوسي والحضيكي، كان لذلك كله أثر مباشر في بناء التراث الذي تتميز به قرية كدورت والذي يتمثل في كثير من الأمور المادية وغير المادية، وهنا نشير إلى بعض أهم مظاهر ذلك.

فعلى مستوى الداخلي كان لكدورت مجلسا خاصا يتكون من وجهاء الدوار ومن كبارهم وهم يمثلون أهل الحل والعقد ويسمون بالتعبير المحلي: “إنفلاس”. وكانت لهؤلاء سلطة تشريعية، حيث يقومون بإصدار القرارات والقوانين التي يحتكم إليها الجميع ويكونون تحت سلطتها وهنا يظهر لنا ما تمت الإشارة إليه في مسألة التقسيم العائلي على أفوس، حيث كان هذا المجلس يضم في تمثيليته جميع إفاسن حتى يكون للقرارات والقوانين التي تشرع على هذا المستوى محل اتفاق بين الجميع، وكان المصدر الأول الذي يتم الرجوع إليه هو الشريعة الإسلامية حيث يتم استشارة العلماء والفقهاء الموجودين في كدورت أو حتى خارجها. وتحت السلطة التشريعية تم إنشاء سلطة تنفيذية تسهر على تطبيق القرارات والقوانين على المستوى الداخلي وتقوم بمهمة تنفيذها. ويسمى هؤلاء بالتعبير المحلي: “إنفكار”. وغالبا ما يتم اختيار الشباب لهذه المهمة.

وكما سبق الذكر بأن الصراع الذي كان بين سكان كدورت قبل اجتماعهم كان على تقسيم المياه وسقي الأراضي وقد وضع لهذا الغرض قانون خاص وضعه أحد علماء كدورت وهو سيدي عبدالواحد نايت عبد الواحد الأول حيث قام بوضع تقسيم خاص للمياه على كل الأملاك وعلى جميع العائلات وفق جدول زمني محدد على مدار الأسبوع  وسخر لذلك أذاوات تم وضعها لتؤدي هذا الغرض أولها: ما سمي ب: “إزماز” وتستعمل أذاة إزماز لضبط الوقت عن طريق ظل الشمس وعلامات وضعت لذلك.وثانيها “أسقول”، وهو عصا توضع فيه علامات ويوضع في صهريج المياه “تنوضف” لتحديد مقدار الحبات لكل واحد فإذا استنفذ حقه يتم إغلاق تنوضف ويحول المياه إلى صاحبه. وهو عرف/ نظام حل مشكلة توزيع المياه وسقي الأراضي ولا زال يعمل به إلى الآن.

تعتبر قرية كدورت محلا لدفن كثير من الأولياء والصاحين وأغلبهم تقام ذكرى سنوية ومواسم يحييها أهل القرية ويتكلفون بها منها ما هو محلي يقتصر فيه على أهل القرية، ومنها ما هو عام حيث تحضره القبائل في مختلف المناطق. ولهم في إحياء هذه المواسم نظام خاص وأعراف محددة. ومن مميزات هذه المواسم أنها مرتبطة زمنيا بالفلاحة فمنها ما يكون وقت الحرث ومنها ما يقام وقت الحصاد ومنها وقت جني التمور فغالبها يكون إيذانا ببدء عمل فلاحي أو انتهائه. كما كان توزيعها يتأسس على التقسيم العائلي للسكان كما سبق، فكل عائلة/ أفوس ترتبط بولي ما معروف تتكلف بإحياء ذكرى لذلك الولي ويكون ارتباط العائلة بالولي غالبا عن طريق النسب. وهذا يختص بالمواسم المحلية، وأما العامة أو المرتبطة بقبيلة إيسي ومن أهمها: موسم سيدي بلقاسم أفيلال وهو ما يسمى محليا ب: “تغرسوين”. فيتكلف به كل السكان على أساس التناوب في كل سنة تتكلف عائلتين أو ثلاثة بالتسيير.

ونشير هنا إلى بعض أهم تلك المواسم مع التنبيه إلى أن أغلبها لم يعد يقام وبعضها الآخر قد غير زمان إحيائه بناء على رغبة السكان وظروفهم.

  • موسم سيدي عبد الله بن مبارك الذي ذكر سابقا وقد ارتبط به لكونه مؤسس مسجد كدورت، الذي كان سببا في اجتماعهم ومصالحتهم. ويقام في الخميس الأول من يناير الفلاحي ومن مميزات هذا الموسم/ سلوكت، قراءة الأوراد وهي التي تسمى: توماض
  • ذكرى سنوية تقام في مسجد، تمزكيد واس يتكلف بها عائلة أيت الحاج، كما كانوا يكلفون بضيافة كل من نزل في هذا المسجد من الغرباء والضيوف
  • ذكرى سيدي الحاج عمرو بن يوسف تقام في عاشوراء، ويتكلف بها عائلة الرادكيين لانتسابهم إليه.
  • ذكرى سيدي أبوداوود قيل بأنه مدفون في نواحي الصويرة غير أن أهم مقبرة في قرية كدورت تنسب إليه ويقيم له هذه الذكرى أيت سيدي عبد المجيد.
  • ذكرى سيدي عبد الجبار دفين أكني
  • ذكرى سيدي يوسف أوبرايم ذكرى
  • سيدي عبد الوهاب.
  • ذكرى سيدي عبد الواحد نايت عبد الواحد.

وهذه كلها مواسم محلية، وأما العامة فمن أهمها كما سبق:

  • موسم تغرسيوين ويقام في أول الخميس من أكتوبر الفلاحي حيث تحضره مجموعة من القبائل ويقوم بالتسيير كما تقدم عائلتين أو ثلاثة في كل سنة ولهم فذا الموسم مجموعة من الأعراف  والتقاليد.
  • ذكرى سيدي امحمد بن أحمد الحضيكي الفقيه والعلامة المشهور دفين أفيلال وفقيد مدرستها العتيقة. فقد كان أهل كدورت هم الذين يتحملون جزءا كبيرا من مئونة المدرسة وشرط فقهائها يصل  إلى الثلثين، بينما كان الثلث الآخر موزع على باقي دواوير إيسي.
  • كما أن إحياء المواسم والأعياد الدينية كانت لها مكانة خاصة عند أهل كدورت.
  • ومن أهم المناسبات الدينية التي يحتفل بها أهل كدورت فضلا عن العيدين الفطر والأضحى، ذكرى المولد النبوي الشريف، فهذه الذكرى لها أهمية كبيرة عندهم لما لها من دلالات كبيرة حيث يجتمعون ليلة الثاني عشر في المسجد للاحتفال بقراءة الأمداح النبوية والمتمثلة في قصيدتي البردة والهمزية شأن باقي قبائل ودواويرسوس، غير أن كدورت تنفرد في هذه المناسبة بالاحتفال بيوم الثاني عشر كذلك بقراءة قصائد من المدح النبوي تمسى عندهم “المدح” وضعها أحد أعلام والمعروف بابن شبشخ ويلقب بابن غازيكما ذكر ذلك في إحدى قصائده هذه. وجدير بالذكر أن هذه القصائد “المدح” لاتقرأ في أي مكان آخر غير مسجد كدورت في هذه المناسبة، ويقال بأن أحد علماء كدورت وهو من أيت بواركان كان في مدينة وزان شمال المغرب ووجد فيها هذا المدح وجاء به إلى بلده، ويبلغ عدد هذه القصائد ثلاثة عشر قصيدة كلها في ذكر شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ومعجزاته وصفاته وسيرته العطرة. وتقرأ بأنغام خاصة تسمى “الأرياح” كل قصيدة منها على حدة تؤدى بريح متميز عن الأخرى. ويعد اليوم الثاني عشر من ربيع الأول من أهم الأيام في كدورت فرحا بهذه الذكرى العظيمة. حيث يحضر الجميع إلى المسجد من رجال ونساء وأطفال يشاركون في الاحتفال.

وثمة كثير من الأولياء مدفونون في قرية كدورت أو كانت لهم علاقة مع أهلها يتذكرونهم  بإحياء ذكراهم بالمواسم والمعارف.

عناية الجمعية بتراث المنطقة

منذ أن تأسست جمعية كدورت للتضامن أخذت على عاتقها أن تعمل بجد لأجل رد الاعتبار لتراث المنطقة المادي واللامادي حيث قامت بإنشاء لجنة خاصة بالتراث المادي واللامادي تحت إشراف الأستاذة أمينة أوشلح وتضم مجموعة من أساتذة والمهتمين من أبناء كدورت عهد إليها وضع مشاريع وبرامج تهدف إلى خدمة التراث وتثمينه.

كما قامت الجمعية بمجموعة من المبادرات في هذا المجال حيث عملت على إحياء المناسبات والمواسم المعروفة والتي تقام سنويا بالمنطقة من أهمها:

ذكرى المولد النبوي الشريف: حيث قامت الجمعية بالعمل على توعية أبناء كدورت بأهمية هذه المناسبة وضرورة المحافظة عليه والعناية بها باعتبار أن الأمداح والقصائد التي تقرأ فيه والمعروفة بمدح ابن شبشخ لا توجد في منطقة أخرى حسب علمنا، لذلك قامت الجمعية بالتنسيق مع المحسنين المهتمين بطبعه وإخراجه في حلة جديدة، كما تعمل حاليا على تصحيحه شرح قصائده والتعريف به بمختلف الوسائل الممكنة.  كما قامت بتطوير هذه المناسبة تماشيا مع متطلبات الواقع حيث تقو بتنظيم ندوة علمية بالتنسيق مع المجلس الجماعي مشكورا بحضور مجموعة من الأساتذة والباحثين، وكذا تنظيم مسابقة في حفظ وتجويد القرآن الكريم، لفائدة أبناء المنطقة.

موسم تيغرسيوين: حيث عملت الجمعية بالتنسيق مع القائمين بها من قبل برد الموسم إلى تاريخه الأصلي وهو الخميس الأول من كل أكتوبر فلاحي ليتزامن مع انطلاق الموسم الفلاحي، كما عملت على تطوير الموسم بما يتناسب مع الوقت والحاجة فتقوم الجمعية بتنظيم لقاء تواصلي مع السكان إبان الموسم يتم فيه مناقشة بعض المشاريع وبرامج الجمعية وكذا استقبال بعض المختصين في مجالات مختلفة مثل المجال الفلاحي والهدف من ذلك توعية الناس بمدى أهمية هذه المشاريع وتكوينهم لخدمة أراضهم.

تقوم الجمعية حاليا بمجهودات لأجل إحياء أهم المناسبات واللقاءات التي كانت تقام في القرية بمنهجية الحفاظ على جوهرها مع تطويرها بما يتناسب مع متطلبات الواقع الراهن وتنمية المنطقة.

كما تعمل الجمعية على إحياء ما يسمى بإنفكار قصد المحافظة على أملاك الناس من العبث والتخريب على ان يضاف إليه في المستقبل وضع مجلي خاص على شكل إنفلاس للغرض ذاته. وإعادة إحياء القوانين المنظمة لتوزيع مياه السقي. ومجموعة من الأعراف المنظمة للحياة العامة لأجل رد الاعتبار لتراثنا وثقافتنا. كم تحاول الجمعية حاليا أن تجد منهجية مناسبة لجمع التراث الشفهي وتدوينه.

ومن أهم المشاريع الكبرى التي وضعته الجمعية في مشاريعها: مشروع إعمار كدورت الذي يهدف إلى إعادة ترميم الدوار القديم باعتباره من أهم مظاهر التراث المادي الذي يميز المنطقة كلها بهندسته المعمارية الفريدة وطريقة تشييده الفذة، وهذا المشروع الكبير يتطلب ميزانية كبيرة والعمل مع شركاء متعددين فالجمعية تقوم بالمجهودات لأجل إيجاد الدعم الكافي للمشروع.

مما تقدم يتضح لنا أن منطقة أفلا إغير منطقة غنية بتراثها عريقة في تاريخها تحتاج إلى العمل بالجد والتعاون المثمر لرد لاعتبار لهذا الجانب الذي لم يأخذ مكانته اللائقة به، وبصفتي ممثلا لجمعية كدورت للتضامن فنحن على استعداد تام للتعاون مع مخلتف الشركاء وتقديم كل الدعم لجميع المشاريع المقترحة في هذا المجال فيسعدنا أن نكون طرفا متعاونا وداعما لكل الفاعلين من المجتمع المدني والمنتخبين وجميع الشركاء.

الأستاذ محمد أبو السكين من دوار كدورث

إطار وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية

عضو جمعية كدورت

 

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *