عبرت عدد من الهيئات والفعاليات المدنية عن اندهاش شديد جراء التخريب المتعمد الذي تعرض له موقع لغشيوات الأثري بإقليم السمارة يومي 4 و5 يونيو 2020، وذلك من طرف شركة متخصصة في استغلال مقالع الحجارة”. واعتبرت ما وقع للموقع ب”الخرق السافر للقوانين والتشريعات المعمول بها، علما أن الموقع مسجل في لائحة التراث الوطني (قرار وزير الثقافة 17.352 الصادر سنة 2017)، وحظي مؤخرا باهتمام كبير في إطار المجهودات الرامية إلى إنجاز مشروع مندمج لتهيئة وتثمين التراث الثقافي والطبيعي للمنطقة.
و”أمام فداحة هذا الفعل الاجرامي في حق جزء من التراث المادي الوطني والإنساني، والذي يعد حلقة جديدة من حلقات مسلسل التخريب المستمر لمواقع التراث الصخري المغربي”، طالبت الجمعيات الموقعة على البيان، وزيري الداخلية والثقافة والشباب والرياضة بالتدخل العاجل لحماية هذا الموقع الأثري الهام والفريد من نوعه على المستوى الوطني، وفتح تحقيق جدي في الواقعة قصد تحديد المسؤوليات وترتيب ما يلزم.
كما عبرت عن شجبها “القفز على دور جمعيات المجتمع المدني في حماية المواقع الأثرية بالأقاليم الجنوبية”. ودقت ناقوس الخطر “أمام موجة التخريب الذي تتعرض له مواقع التراث الصخري المنقوش والمرسوم ببلادنا (أكدز، الطاوز، تيباسكسوتين، مويه لغريب، أوكاس، لغشيوات، الفارسية، أوسرد…).”
وطالب ذات المصدر ” بمراجعة قرار توقيف محمد سيدي مولود بيبا من عمله كمحافظ للمواقع الأثرية بإقليم السمارة لكفاءته في هذا المجال ولغيرته ودفاعه على التراث الصخري بالأقاليم الجنوبية، فضلا عن دوره الكبير في حماية مواقع التراث الصخري بهذا الإقليم لسنوات عديدة:.
ودعا وزارة الثقافة والشباب والرياضة للانخراط الجدي في التصدي “للبحث العلمي السري” الذي يقوم به بعض الأجانب بالأقاليم الجنوبية، وتوفير الإمكانيات اللوجيستية والبشرية لمصالحها التي عُهِدَ لها بالسهر على حماية التراث الصخري الوطني (المحافظات والمفتشيات الجهوية والمنتزه الوطني للنقوش الصخرية).
كما دعا ذات البيان الجهات المعنية (الجماعات الترابية، وزارة التجهيز…) لتشديد المراقبة وإلزام شركات المقالع وتلك المكلفة بإنجاز أوراش البنيات التحتية والتجهيز باحترام دفاتر التحملات في شقها المتعلق بضرورة إنجاز دراسة الوقع على البيئة وعلى الآثار قبل بداية الأشغال.
وعبر البيان عن استغرابه من ندرة برامج البحث العلمي بالأقاليم الجنوبية القمينة بالتعريف بالتراث الأثري بها مقارنة باقتصارها غير المفهوم على وسط وشمال المملكة”.
هذا الفعل مقصود لاشك فيه اختارو هذه الفترة بالضبط لمحو كل ماهو ثقافي امازيغي وهذا الفعل جريمة في حق الانسانية