احتضنت قاعة باحنيني بالرباط، الجمعة المنصرم 14 شتنبر، حفلا تأبينيا، تكريما لروح الفقيد الراحل الفنان “الرايس” إحيا بوقدير، وذلك بحضور وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، و أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، و أعضاء الرابطة الوطنية لشاعرات وشعراء أسايس، والأسرة الفنية للفقيد.
و حسب الكلمة التي ألقاها وزير الثقافة و الاتصال في هذا الحفل فإن ” الساحة الفنية المغربية فقدت أحد أعمدة الفن الأمازيغي ورمزا من رموز الثقافة الوطنية، كرست حياتها لخدمة التراث الثقافي الوطني عامة والموروث الثقافي والروحي الأمازيغي خاصة، باعتباره فنانا من الرعيل الأول لفن أحواش ومن أبرز أعلامه الذين أتقنوا كل أنماط هذا الفن الأصيل ببلاغة في النظم وبراعة في الغناء والإنشاد “.
وأكد الوزير الأعرج بأن ” الراحل استحق لقب سفير الشعر والنظم لأنه استطاع أن يروج هذا الفن وينقله من النطاق المحلي والإقليمي إلى العالمية، من خلال مشاركته في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية، كما أنه ترك إنتاجا غزيرا يعتبر مادة دسمة للباحثين والمهتمين بالثقافة والشعر الأمازيغي ” (…) وبأنه ” كنزا بشريا وهرما وطنيا بارزا، نظير ما ساهم به في توثيق ونقل ركن من أركان الثقافة الأمازيغية الأصيلة إلى الجيل الجديد “.
و أكد أحمد عصيد، رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق و الحريات، و عضو الرابطة الوطنية لشعراء و شاعرات أسايس، في تصريح ل”أمضال أمازيغ” أن الهدف من هذا اللقاء الذي نظمته الرابطة هو تخليد ذكرى وفاة الفنان الكبير ئحيا بوقدير الذي توفي 1 غشت 2018، و كذا التفكير في التراث الذي خلفه الحاج بوقدير، و كيفية تدبيره و تصريفه، و خاصة ديوانه الشعري الضخم الذي وجب نشره و تدوينه بطريقة علمية و أكاديمية “.
و أضاف أن ” متحف الراحل سيبقى مفتوحا للعموم في أي دار ثقافة أو مركز ثقافي “، و من جهة أخرى يلح عصيد على ” ضرورة تسمية أو إنشاء قاعة عمومية أو شارع عمومي في الدار البيضاء تحمل إسم أنظام ئحيا بوقدير تخليدا لذكراه، كذلك في أكادير و تارودانت و مدن أخرى” ، و كذلك ضرورة ” التفكير في الفن الذي مارسه بوقدير و كيفية استمراره مع جيل جديد من الشباب، الذي كونه هو بنفسه، لأن الأساسي في المهارات و موهبة ئحيا هو الاستمرارية مع الشباب “.
بدوره؛ أكد الشاعر و الأستاذ الباحث ابراهيم أوبلا و عضو الرابطة الوطنية لشعراء و شاعرات أسايس ” للعالم الأمازيغي “، على ” التواصل القائم مع عائلة الراحل لجمع و تدوين شعره و كذلك إثراء متحفه “. كما تحدث أيضا عن ” وضع مشاريع مستقبلية التي ستمكن من خدمة الجيل الصاعد من إنضامن “.
و علاقة بالكلمة التي ألقاها أوبلا في هذا اللقاء صرح ل ” أمضال أمازيغ” بأنه يتم حاليا ” تدارس مشروع إعطاء و رد الإعتبار لفن أحواش ، و لكل الأشكال و الأدوات التعبيرية المتواجدة، و جمع و تدوين شعر أسايس في مؤلف بعنوان ” تاريخ الشعر الأمازيغي في سوس “، و سيتم إعطاء النور لمشروع حقوقي يحمي الحقوق الجماعية لفناني المنطقة والحقوق الفردية لكل فنان، و ذلك بشراكة مع الجهات المختصة كالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، و وزارة الثقافة و الاتصال و كذا وزارة التربية الوطنية.
و في نفس الوقت يضيف المتحدث؛ سنعمل كشعراء على تأطير ندوات إشعاعية و أيام دراسية تحسيسية و توعوية لضرورة و أهمية الحفاظ على هذا التراث اللامادي، معززا كلامه بمقولة لمحمد الخطابي ” شتان ما بين التغيير و التحديث لا للتغيير و نعم للتحديث “؛ فإن أردنا أن نطور فنّا لمواكبة العصر وجب التشبث بثوابته، لأنه مأخرا بدأت تنتشر ظاهرة خطيرة في فن أحواش و هي الخلط بين الأشكال التعبيرية و إدخالها دفعة واحدة في نفس القالب الفني”. على حد قوله
من جانبه؛ طالب عبد الله أمغار رئيس جمعية أحواش المعمورة للتراث الأمازيغي الأصيل في تصريح له ل ” العالم الأمازيغي ” ب ” برفع التهميش عن الهوية و الثقافة الأمازيغيتين، و الاهتمام بالجيل الصاعد من إنظامن و إعطاءهم القيمة المفروضة، بشخص المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، و وزارة الثقافة، و كل المعجبين بفن تانضامت”، لأن “هذا الفن في الجنوب لا يتم تدوينه و إنما يقدم من خلال طقس فرجوي و شفوي محظ “. يورد المتحدث
وعبر أمغار عن أسفه لوفاة الفنان ئحيا بوقدير، و كذا ب” تعامل الإعلام الوطني مع الفنانين الأمازيغ عامة وإحيا بوقدير خاصة، و كذلك الدولة التي لم تكرمه في حياته، باعتباره مايسترو وسفير الثقافة الأمازيغية عبر العالم “.
الرباط/ خديجة الصابري
صحافية متدربة