تغيب الإنجازات بالحضور الباهت..

بقلم: سميرة بن حسن (تونس)
يكتسي دور المرأة أهمية بالغة في الحياة اليومية الأمازيغية فهي “دينامو” الحياة ومحركها الأساسي ومنبع الخصب والوجود إجمالا.. وفي تونس -على وجه التحديد- كان للمرأة الأمازيغية، و ما يزال، دور محوري في الحفاظ على الهوية و في التوعية الهادفة و في السعي الجاد لمصالحة الشباب مع هويته الأم و ذلك بالتوازي مع ضرورة إعتزازه بالإنتساب إلى هذه الأرض الطيبة، أرض الأباء و الأجداد، رغم محاولات الطمس التي إرتكبتها عصابات حاكمة منذ قرون عديدة، و قد أثمرت جهود المرأة الأمازيغية التونسية في هذا السياق صحوة مشهودا بها خصوصا أن نون التأنيث الأمازيغية في ربوعنا الفيحاء قد حافظت على عاداتها و تقاليدها الأصيلة مثل طقوس العولة و الأعراس و النقوش التي تزخرف المرقوم و التحف و الأواني و رسخت عناوين ومعالم الهوية لدى أبنائها و بناتها و هو ما تناقلته الأجيال جيلا بعد اخر و ذلك بشكل سلس و دون أية تعقيدات يسببها ما يتوهمون أنه صراع اجيال.
و طبعا لا يمكن أن نغفل عن الإساءات الفظيعة التي تتعرض لها الأمازيغية و ذلك في أغلب التظاهرات التي تقع في أنحاء مختلفة من التراب التونسي إذ يتم تقديمها في إطار من التهميش الكبير يتجلى في صور ضيقة و محدودة أساسها ضربات الطبال و إعداد الكسكسي و إرتداء الملاءة..
هي صور سخيفة جدا و تنم عن فقر في الخيال و عن ضحالة في الذهنية ،و تلك الصور التي تقطر سذاجة يرقص عليها المواطن التونسي و السائح الأجنبي و يسخران منها و بلا شك فإن مسؤولية ذاك التهميش ملقاة على عاتق الجهات المنظمة لتلك التظاهرات و ربما هي قد تواطأت في ذلك مع رغبة السلطة في إبقاء التراث الأمازيغي حبيس مساحة لا تكاد تذكر في الخارطة الثقافية التونسية و هذا مايبعث الحسرة العميقة لانها من المفروض أن تكون الجهات المنظمة من أوائل المدافعين عن المخزون التراثي العظيم للأمازيغ و في طليعة الذين يعرفون به و بكافة خصوصياته..
و بالنظر الى ما سبق فإن عدة مراجعات تظل مطلوبة الآن -أكثر من أي وقت مضى – و ذلك من أجل تصحيح المسار الذي إنحرف في أكثر من تظاهرة و أضحى يقدم الأمازيغ في رسم كاريكاتوري لا يليق البتة بتاريخهم التليد و ماضيهم المجيد و جهودهم الجبارة في صنع حضارة هذا البلد.

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *