في سياق انفتاح جمعية مدرسات ومدرسي اللغة الأمازيغية على الفضاءات التربوية والمساهمة في الرقي بالمنظومة التعليمية، وكرد اعتبار للغة الأمازيغية، نظمت الجمعية دورة تكوينية لفائدة الطلبة المقبلين على اجتياز مباراة التعليم تخصص الأمازيغية يومي 25 و26 نونبر 2023 بمقر جماعة أيت ولال، وقد استفاد منها 24 طالبا من مختلف مناطق جهة درعة تافيلالت.
وتأتي هذه الدورة التكوينية في إطار الأهداف التي تعمل عليها الجمعية والمتمثلة في تنظيم دورات تكوينية في اللغة الأمازيغية للطلبة والأساتذة والتلاميذ ولكل الفئات بهدف تعزيز دورها التربوي والاجتماعي وخلق تواصل تربوي وبيداغوجي بين المدرسين والطلبة والباحثين من أجل تطوير أساليب تدريسها ويتوخى من وراء تنظيم هذه الدورة التكوينية :
- التمكن من قواعد اللغة الأمازيغية،
- التعرف على الأدب والتاريخ الأمازيغي وبعض من مظاهر الثقافة الأمازيغية،
- التعرف على منهاج اللغة الأمازيغية،
- التمكن من ديداكتيك اللغة الأمازيغية.
- التمكن من ديداكتيك الرياضيات والعلوم..
هذا وقد تم افتتاح الدورة التكوينية بكلمة لرئيس جمعية مدرسات ومدرسي اللغة الأمازيغية بزاكورة حيث رحب فيها بالطلبة والطالبات المستفيدون والمستفيدات من هذا التكوين، وقدم شكره للجماعة الترابية أيت ولال في شخص رئيسها السيد إبراهيم البوسعيدي على فتحهم أبواب المؤسسة في وجه المستفيدين وعبره إلى كل أعضاء المجلس الجماعي شاكرا إياهم عن المجهودات المبذولة من طرفهم وعلى اهتمامهم بمشاريع التكوين والإصلاح في مختلف المجالات ذات الأولوية، كما عبر من خلال كلمته عن السياق الزمني الذي جاءت فيه هذه الدورة التكوينية، مشيرا إلى أهمية هذه الدورات التكوينية في توسيع قاعدة أساتذة اللغة الأمازيغية من خلال تكوينهم، كما قدم شكره الجزيل لمؤطري هذه الدورة التكوينية من أساتذة ومفتشين كل باسمه.
وفي ختام كلمته أكد الأستاذ على أمله الكبير في تحقيق الأهداف المتوخاة من وراء تنظيم هذه الدورة التكوينية متمنيا النجاح للجميع.
بعد ذلك تناول الكلمة السيد مدير المصالح نيابة عن السيد رئيس جماعة أيت ولال مؤكدا على أهمية مثل هذه اللقاءات بالمنطقة وبأهمية التعاون لإنجاحها كل من موقعه وأفصح بدوره عن نيته تقديم كل ما بوسعهم لإنجاح هذه الأنشطة، وهو ما دأبت الجماعة بأعضائها من تقديمها لكل الهيئات والجمعيات المهتمة بمشاريع التنمية والبيئة والتعليم وغيرها.. العاملة بالمجال الترابي لأيت ولال، ملحا على ضرورة الاسهام في إصلاح المنظومة التربوية لتحقيق الغايات المنشودة من القطاع عموما ومشروع تعميم تدريس الأمازيغية بشكل خاص وإيلائها ما تستحق من عناية بجهة درعة تافيلالت متمنيا للجميع التوفيق والسداد. آملا الاستمرار على النهج وخلق جسور التواصل بين الجمعية والجماعة والعمل على مشاريع مستقبلية.
وبعدها قام السيد رئيس الجمعية بإطلاع الطلبة على برنامج اليومين التكوينيين والذي يتضمن الفقرات التالية:
تخلل الفترة الصباحية من اليوم الأول تقديم المحور الأول من الدورة من تأطير الدكتور محمد أيت إيشو المتعلق بقواعد اللغة الأمازيغية حيث قدم مدخلا عاما إلى اللسانيات الأمازيغية مركزا على مقاربات تهيئة اللغة الامازيغية من الصوتيات مرورا بالصواتة إلى التركيب والدلالية.
أما على مستوى المساء فكان لقاء الطلبة مع عرض الأستاذ داود ايت داود حول محاور الأدب والتاريخ وبعض من مظاهر الثقافة الأمازيغية مبرزا في بداية عرضه تجليات توظيف البعد التاريخي في منهاج اللغة الأمازيغية من خلال الشخصيات التاريخية من مماليك ومقاومين وباحثين أمازيغ.
ثم انتقل لتقديم مدخلا لتاريخ الكتابة الأمازيغية من خلال نماذج من النقوش الصخرية بالإضافة إلى تقديم بعض من مظاهر الثقافة الأمازيغية القديمة كثقافة الجنائز وعبادة الحيوان والوشم.. وغيرها من المعطيات ذات الصلة بحضارة الأمازيغ. كما كان للأستاذ محورا آخر في موضوع الأدب الأمازيغي الشفوي منه والمكتوب حيث قدم حصيلة للمنجز الأدبي الأمازيغي من التدوين إلى الإبداع.
بالنسبة لليوم الثاني خصصت الفترة الصباحية منه لديداكتيك اللغة الأمازيغية حيث انطلق الأستاذ إسماعيل مسعود من محور إدماج اللغة الامازيغية في المنظومة التربوية من خلال مرجعيات تدريسها والحديث عن المنهاج الدراسي الخاص بها. ثم التفصيل في المحطات الثلاثة التي تمر منها العملية التعليمية التعلمية من تخطيط وتدبير ثم التقويم والدعم. مبرزا خصائص كل مكون من مكونات مادة اللغة الامازيغية على حدة وطرق تدريسها.
أما في الفترة المسائية فكان العرض حول ديداكتيك الرياضيات والعلوم من تقديم المفتش التربوي أحمد أكني مبرزا مميزات وخصائص المكونين وكيفية التعامل معهما، دون أن ينسى تقديم توجيهاته للطلبة حول طرق الاشتغال على الامتحان عموما وديداكتيك الرياضيات والعلوم على وجه الخصوص.
كان تفاعل الطلبة مع جل العروض تفاعلا إيجابيا وانخراطا واسعا في النقاش وتبادل الأفكار في جو يسوده الرغبة في الاستفادة والإفادة، ويلاحظ كذلك المستوى الجيد للمستفيدين الذي عبروا عنه من خلال تدخلاتهم وتفاعلهم مع المعارف التي قدمت لهم.
لتختتم الدورة التكوينية التي دامت يومين بحفل ختام حضرته شخصيات مدعوة فاعلة في مجال التربية والتعليم وتدبير الشأن المحلي حيث كان فرصة ذهبية لتقديم الشكر الجزيل لكل المساهمين في إنجاح الدورة التكوينية والاعتراف بتعاونهم وفضلهم الكبير في بلوغ هذا المقام، ولحظة لتوديع المستفيدين من أنشطة هذه الدورة التكوينية لبعضهم البعض ومنحهم شواهد المشاركة في جو راقي يسوده الحب والوفاء والامتنان، كما منحت شواهد تقدير وشكر للمجلس الجماعي ولمؤطري الدورة.
وقد مرت هذه الدورة التكوينية في ظروف جد ملائمة وحسنة، نتمنى صادقين أن يكون قد استفاد منها الجميع، سواء من حيث التأطير أو من حيث المواضيع. وتجدر الإشارة إلى أن المصوغات وكذا الوثائق التي تم تقاسمها مع المشاركين في هذه الدورة كانت غنية بالمعارف ومعلومات ستساعدهم بلا شك في التحضير الجيد للمباراة.
أما بخصوص التنظيم والاستقبال فقد كانا في المستوى اللائق.
عن جمعية مدرسات ومدرسي اللغة الامازيغية بمديرية زاكورة