ثورة 2 أكتوبر.. قبيلة إكزناين معقل جيش التحرير والكفاح من أجل الاستقلال

شقرون محمد

ﺧﺎﺽ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺜﻠﺚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑأكزناية ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻣﺮﻳﺮﺓ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻟﻤﺪﺓ 46 ﻳﻮﻣﺎ، ﺃﻱ ﻣﻦ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ 2 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1955 ﺍﻟﻰ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ 16 ﻧﻮﻧﺒﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻮﺟﻴﺰﺓ ﺍﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻼﻋﺘﺮﺍﻑ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ.

ﺍﺑﻄﺎﻝ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻫﺎﺟﻤﻮﺍ ﻣﺮﻛﺰ ﺑﻮﺭﻳﺪ ﺑﺴﻼﺡ ﺑﺎﺧﺮﺓ ” ﺩﻳﻨﺎ ” ﻭﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﺗﻢ ﻓﻴﻪ ﺗﻄﻮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﻫﺮﺏ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭ ﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻣﺎ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ” ﺍﻟﻜﺒﺘﺎﻥ ﺗﺎﺩﻱ ” ﻓﻘﺪ ﻓﺮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺒﺬﻟﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﺒﺮ ﻧﻔﻖ ﺍﺭﺿﻲ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺗﺎﻭﻧﺎﺕ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻓﻀﻞ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﻻﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﺎﻟﺮﻳﻒ ﺍﻛﺰﻧﺎﻳﻦ ﻫﻲ ﻣﺬﻛﺮﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻸﺳﻒ ﺿﺎﻋﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﻭﺿﺎﻉ ﻣﻌﻬﺎ ﺟﺰﺀ ﻫﺎﻡ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺣﺪ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻗﻀﺎﺽ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮﻱ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻏﻨﻢ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺃﺿﺮﻣﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺩﻉ ﻭﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ .

ﺗﻮﺍﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﺑﻮﻉ ﻗﺒﻴﻠﺔ إﻛﺰﻧﺎﻳﻦ، ﻣﺜﻠﺚ ﺍﻟﻤﻮﺕ “ﺗﻴﺰﻱ ﻭﺳﻠﻲ أﻛﻨﻮﻝ ﺑﻮﺭﺩ”:
– ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﺑﻮﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺗﻢ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﺑﻄﺎﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ” ﺃﻳﺖ ﺃﻋﻤﺎﺭﺕ ” ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ” ﻟﺒﻮﺯﻳﻨﺐ “.
– ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻏﺎﺑﺔ ﺑﻠﻮﻃﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻣﺴﺎﺀ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ .

هذه فقط لمحة عن بعض المعارك بالاضافة الى العشرات من المعارك لا تقل أهمية وقعت بين جيش التحرير و القوات الفرنسية التي منيت بهزائم شنعاء وتكبدت خسائر كبيرة كانت بمثابة بداية رحيل الاستعمار و ﻋﺠﻠﺖ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ” ﺇﻛﺲ ليباﻥ ” !!! ؟؟؟

ﺳﻜﺎﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﺟﺰﻧﺎﻳﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺪﺍﻫﻢ ﻟﻤﺪﺍﺷﺮﻫﻢ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﺠﺄﻭﺍ ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺑﺎﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻛﺄﻳﺖ ﺗﻮﺯﻳﻦ ﺃﻳﺖ ﻭﺭﻳﺎﻏﻞ ﻭﺗﻤﺴﺎﻣﺎﻥ ﻭﺃﻳﺖ ﻋﻤﺎﺭﺕ ﻣﻄﺎﻟﺴﺎ ﻭﺍﻟﻨﺎﺿﻮﺭ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﺇﻗﺒﺎﺭ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻛﺰﻧﺎﻳﻦ ﻭﺍﺑﺎﺩﺓ ﺍَﻫﻠﻬﺎ ﻭﻣﺤﻮ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ.

ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ أسماؤهم ﺑﺠﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﻌﺪﻱ – ﻋﺒﺎﺱ – ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﻋﻮﺩﺓ ﻣﺤﺮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ، ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﺣﺠﺎﺝ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻓﺾ أﻥ ﻳﺨﻀﻊ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﺑﻨﺒﺮﻛﺔ ﻭﻋﻼﻝ ﺍﻟﻔﺎﺳﻲ ﻭﺗﺸﻴﺮ أﺻﺎﺑﻊ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ إﻟﻰ ﻭﻗﻮﻑ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺯﻋﻤﺎﺋﻪ ﻋﻼﻝ ﺍﻟﻔﺎﺳﻲ ﻭﻣﻬﺪﻱ ﺑﻨﺒﺮﻛﺔ.

ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻤﻮﺕ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﻌﺪﻱ ﺃﺛﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﻣﺜﻠﺚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻮﺭﺩ – ﺃﻛﻨﻮﻝ – ﺗﻴﺰﻱ ﻭﺳﻠﻲ ﻣﻌﻘﻞ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻨﺔ 1955 ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻊ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺎﻟﺮيف.

لكن رغم ما قدمه أبناء المنطقة من تضحيات في سبيل حرية واستقلال المغرب لم تحظى إكزناين بنصيبها في التنمية، مازالت تعاني التهميش والإقصاء غياب تام لمشاريع تنموية وبنية تحتية منعدمة و شبكة طرقية غير معبدة فقط ما تركته فرنسا أيام الاستعمار هذا ما جعل الساكنة تعاني من العزلة والتهميش وهذا دفع العديد منها للهجرة الى اوربا والمدن الكبرى لتحسين ظروف عيشهم ويبقى مطلب الساكنة اليوم هو رد الاعتبار للمنطقة من خلال تنميتها و خلق مشاريع توفر فرص الشغل للشباب الذي تنخره البطالة، إضافة إلى إنقاذ المآثر التاريخية التي تركها الاستعمار الفرنسي خاصة القاعدة العسكرية التاريخية ببورد والمواقع الأخرى التي تزخر بها المنطقة باعتبارها ذاكرة تاريخية واستغلالها في المجال السياحي للمنطقة التي تزخر بمؤهلات طبيعية مهمة، هذا اضافة إلى مطلب إنشاء متحف لحفظ تاريخ المنطقة وجيش التحرير.

ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺛﻮﺭﺓ 2 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻛﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻭأﺣﺪﺍﺙ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﺎﻟﺮﻳﻒ ﻭﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍلأﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ، ﻣﻄﻠﺐ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺼﺎﻑ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ.

* كاتب وإعلامي

شاهد أيضاً

«مهند القاطع» عروبة الأمازيغ / الكُرد… قدر أم خيار ؟!

يتسائل مهند القاطع، ثم يجيب على نفسه في مكان أخر ( الهوية لأي شعب ليست …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *