بكل فخر واعتزاز، تسلمت يوم أمس 17 أكتوبر الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية صنف الإعلام المكتوب التي ينظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمناسبة تخليد الذكرى 23 لخطاب أجدير.
حصلت على الجائزة بروبورتاج حول الباحث الفرنسي “ميكايل بيرون” الملقب ب ⵉⵣⵎ ⴰⴱⵕⴱⴰⵛ والمنشور بجريدة “العالم الأمازيغي” وبهذه المناسبة اتوجه بشكري الجزيل للقائمين على الجائزة وللمعهد الملكي على دعمه لكل العاملين في سبيل النهوض بالثقافة واللغة الأمازيغي في بلدنا وللعالم الأمازيغي على صمودها.
هذا التكريم ليس فقط تتويجاً لمسيرتي المهنية، بل تتويج للعالم الأمازيغي، المنبر الاعلامي الذي قضيت فيه ما يقارب 22 سنة، كما انه تقدير وتتويج للجهود المستمرة التي بذلتها الجريدة والعاملين بها من أجل أن يكون صوت الأمازيغية حاضراً في الإعلام المكتوب، ولإيصال قضايا الامازيغ وتطلعاتهم إلى العالم.
أكثر من 22 سنة من العمل، لم تكن سهلة، لكنها كانت مليئة بالتجارب الإنسانية التي أثرت في مسيرتي. بدأت تلك الرحلة بأحلام كبيرة، وأمل في أن تكون الجريدة صوتاً يعبر عن طموحات كل الأمازيغ، صوت يلامس امالهم في الاعتراف والوجود.
على مدى سنوات عملي في “العالم الأمازيغي”، كانت رسالتنا واضحة وهي أن نكون صدىً لصوت الأمازيغ أينما حلو وارتحلوا، وأن نسعى لنقل قصصهم، معاناتهم، وإنجازاتهم عبر الكلمة المكتوبة.
هذه الجائزة هي تأكيد على أهمية الإعلام في الحفاظ على الثقافة الأمازيغية وتطويرها، وتشجيع على مواصلة العمل من أجل تحقيق مزيد من الوعي والاعتراف.
ومع مرور الأعوام، أصبحت “العالم الأمازيغي” ليست مجرد جريدة، بل رمزاً لنضال طويل، وشاهداً على تحولات مهمة في مسار القضية الأمازيغية، فقد كانت الجريدة حاضرة في كل لحظة تاريخية غيرت من مجرى ووضعية الامازيغية، فقد كنا نرى ثمار عملنا حين نسمع عن قرارات تلامس حقوقنا كأمازيغ، وحين نرى شبابنا يتحدثون اليوم بلغتهم بفخر ويطالبون بحقوقهم بكل ثقة ويبدعون بلغتهم الأم، عكس ما كان عليه الأمر من قبل.
وأنا أنظر إلى “العالم الأمازيغي” والتي بقيت صامدة ل23 سنة، رغم الاكراهات التي رافقت مسيرتها، أشعر بمزيج من الفخر والتواضع. فهذه الجريدة لم تكن فقط جزءًا من مسيرتي المهنية، بل كانت أيضا جزءًا من حياتي، وجزءًا من نضال وطني. هي قصة حب لقضية أومن بعدالتها كما نؤمن بها جميعا.
أهدي هذا التكريم إلى القائمين على الجريدة ولكل زملائي في “العالم الأمازيغي”، الذين شاركوني شغف العمل ونقل الرسالة، وإلى كل من آمن بأهمية الصحافة بشكل عام والمكتوبة بشكل خاص، كوسيلة للدفاع عن لغتنا وهويتنا.
شكراً للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على هذا التقدير الذي يحملني مسؤولية أكبر للمضي قدماً، والاستمرار في العمل بنفس الشغف والعزيمة من أجل الأمازيغية التي تستحق أن تكون في قلب اعلامنا الوطني وان تعطى لها القيمة التي تستحقها والدعم اللازم لتواصل رسالتها.
*رشيدة إمرزيك