اليوم تطفأ جمعية تيويزي للتنمية الإجتماعية لأيت عبد الله شمعة عيد ميلادها الثالث، بعد أن أوقدت شعلة وهاجة في سماء العمل الجمعوي الجاد على مدى 3 سنوات بتمازيرت، وأطلقت نجمة ساطعة بين نجوم العمل المدني الميداني المتميز في المجال الترابي لأيت عبد الله، بإقليم تارودانت.
في مثل هذا اليوم 26 مارس 2022 خرجت الجمعية للوجود بتشجيع قلة من العقلاء في ظروف ما بعد الوباء العسيرة وبوسائل جد متواضعة وموارد مالية شبه منعدمة، رغم مصاحبة الولادة بتوجسات وانتقادات البعض وتخوفات البعض الآخر وإستهزاء البقية، لكون أهداف الجمعية المعلنة للعناية بالفئة الهشة وخاصة النساء والنهوض بالتنمية المحلية والأحوال الاجتماعية لساكنة 22 دوار المشكلة للجماعة الترابية لأيت عبد الله المهمشة أصلا، كانت تبدو حلما أكبر من خيال واقع الحال.
كادت المحاولة أن تجهض قبل الولادة، لكن شاءت الأقدار أن يصاحب التحضير لولادة الجنين القيصرية فريق عمل متكامل بنية صادقة ورؤية طموحة وتجربة إدارية ومعرفة عميقة بحاجيات الإنسان بالمغرب العميق. وما زاد من حظوظ وتفاءل نجاح الولادة، حضور وازن لنساء ورجال البلدة عند الجمع العام الأول. الميدان متعطش لمساهمة الوافد الجديد من موقعه المجتمعي وواجبه المعنوي بجهود وإنخراط الساكنة وثقة الداعمين وتكتل الفريق بتبني إستراتيجية عمل متجددة وأنشطة تطوعية هادفة ومنظمة ومستمرة، ومشاريع نوعية ومستدامة ومبادرات مبتكرة.
رغم أن عمر الجمعية لا يتجاوز ثلاث سنوات، إلا أن أعضاءها راكموا تجارب مهنية غنية لعقود من الزمن. فرقت بينهم دروب الحياة وأجمعوا بين خبرات تجارة القرب والتجارة الحرة والمقاولاتية، والتسيير الإداري والتدبير المالي والعمل التربوي والنقابي وميدان الجمعوي، الهتهم أسفارهم واختلاطهم بعدة أجناس، وأضاف العنصر النسوي بالفريق طابع خاص يمزج بين خبرة العيش بالقرية والتوصل الدائم مع نساء تمازيرت. هذه المجموعة المتكتلة جمعت بينهم رغبة تنمية البلدة والغيرة عن الشأن المحلي والإعتزاز بالانتماء للأصل وخدمة الصالح العام.
بفضل العمل بالمقاربة التشاركية، خلقت تيويزي جسور التواصل وقنوات الإنصات والتفاعل مع حاجيات الساكنة القاطنة بشكل دائم بأعالي جبال الأطلس الصغير بفضل لجنة الإحصاء المكونة من ممثلي الدواوير المتواجدين بأدرار، فأطلقت مبادرات ميدانية بأهداف تروم الإستثمار في العنصر البشري، قاطرة التنمية المحلية.
أنجزت الجمعية عدة مشاريع فعلية نموذجية لفائدة الفئة الهشة والأسر المعوزة للحفاظ على العيش بكرامة وسط القفار. من بين هذه المشاريع يمكن الإشارة لما يلي:
إنجاز المرافق الصحية لحفظ الكرامة الإنسانية:
تميزت الجمعية بإطلاق مبادرة تعميم بناء المرافق الصحية بمنازل الفئة الهشة، للحد من قضاء البعض أغراضه في العراء مما يحط من الكرامة البشرية وقد يسبب تنقل الأمراض المعدية والتعفنات. أنجزت الجمعية 6 مرافق صحية بمعايير جيدة ومساحة صالحة كذلك للاستحمام مع تجهيز وربطها بمطفية والماء والكهرباء. ولازالت بعض الحالات في لائحة الانتظار لقلة اليد العاملة بالمنطقة.
كما قامت بتثبيت مرافق عمومية قابلة للتنقل للنساء والرجال بتعاون مع المجلس الجماعي ودعم شركة مواطنة لصاحبها من أبناء المنطقة. ومازالت للأسف هذه المرافق تنتظر الربط بالماء والكهرباء وقناة الصرف الصحي من الشركاء.
ربط المنازل المحرومة بالكهرباء لدعم الاستقرار الأسري:
من بين أهداف الجمعية توفير الإنارة الكهربائية لمنازل للأسر المحرومة من نعمة الإنارة بالسكن وربطها بشبكة الكهرباء نظرا لغلاء واجبات الربط. ورغم تعقيد مسطرة الربط والعوائق الإدارية الأخرى وبفضل تبسيط السلطات المحلية للمساطر الإدارية تم ربط عدة منازل، وهناك أخرى في انتظار تصفية الإجراءات الإدارية وتعقيدات ميدانية أخرى.
دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي:
في ظرف تلاث سنوات قدمت الجمعية بتعاون مع عدة داعمين الأدوات المدرسية عند كل دخول مدرسي لكل التلاميذ المتمدرسين بالمؤسسات التعلمية، ابتداء من المستوى الإبتدائي، مرورا بالثانوي التأهيلي وانتهاء بالتعليم العتيق، إذ ساهمت الجمعية في سد الخصاص لأزيد من 1800 تلميذ وتلميذة. ووفرت الجمعية ورشات لدعم التلاميذ في تقنيات الإعداد للامتحانات لكسب الثقة النفسية وتجاوز بعض الصعوبات الشخصية.
تنظيم أنشطة موازية لتخليق الحياة المدرسية:
قامت تيويزي بتوقيع شراكة مع الثانوية الإعداية والمدرسة الجماعاتية من أجل الاهتمام عن قرب ببناء الإنسان والتركيز على تقوية قدرات المتعلمين وتحسين جودة التعلمات لإنتاج جيل متعلم قادر على تحمل المسؤولية. حيث نظمت عدة ورشات تكوينية: منها ورشة في صناعة التميز من تأطير أحد المؤطرين المرموقين على الصعيد الوطني، وورشة لتحفيز التلاميذ على الاهتمام بالقراءة الحرة لتنمية مهاراتهم التعبيرية، إضافة لورشة في المسرح المدرسي والأساليب التعبيرية. وفي عدة مناسبات قدمت الجمعية عدة قصص وكتب بعدة لغات لإغناء الخزانة المدرسية، ومؤخرا أطلقت تيويزي مبادرة “أقرأ” بخلق خزانة حائطية ببعض الأقسام وقاعة الأساتذة لتقريب الكتاب من القارء. كما قدمت الجمعية صبيحة ترفيهية للأطفال بالمؤسسة الابتدائية بشراكة مع جمعيات شبابية بمنطقة ماسة وتوزيع ملابس شتوية للأطفال. كما نظمت الجمعية زيارة لبعض التلاميذ المتمدرسين لمهرجان اللوز بتفروات السنة الماضية للمشاركة في الأنشطة الثقافية المنظمة على هامش التظاهرة بتنسيق مع جمعية أصدقاء مدارس تفراوت.
دعم الطلبة الجامعيين:
امتد دعم الجمعية للتمدرس ليشمل الطلبة الجامعيين، قدماء الثانوية الإعدادية المنحدرين من المنطقة والمتابعين لدراستهم العليا بالمؤسسات الجامعية عبر التراب الوطني، إذ قدمت الجمعية بدعم من أحد الفاعلين الاقتصاديين الغيورين على أهل البلدة وبعض المتعاطفين مع أنشطة تيويزي 18 حاسوب محمول ومعداته بمواصفات جيدة لتشجيعهم على مواصلة مشوارهم الأكاديمي وتوفير مبدأ تكافئ الفرص مع زملائهم المنحدرين من الحواضر.
ثقافة الاعتراف للأستاذ:
عملا بمقولة كاد المعلم أن يكون رسولا، ومن أجل الاعتراف بجميل الأساتذة المقيمين بالبلدة وسعيا لراحتهم، قامت الجمعية بتنسيق مع الأطر الإدارية للثانوية الإعدادية بتأثيث قاعة الأساتذة لينعم الأطر التربوية بالراحة الجسدية والنفسية بفضاء المؤسسة، كما جهزتها بمكتبة حائطية وعدة روايات وكتب مهمة لملأ الفراغ وتشجيع الأطر على مواصلة القراءة الحرة.
التعليم العتيق:
إضافة لدعم الدخول المدرسي لطلبة المدرسة العتيقة، قامت الجمعية بتوفير فرن من النوع الجيد يسع لأزيد 40 خبزة دفعة واحدة بدعم من جمعية أممية، كما وفرت آلة كهربائية للعجين وعدة أواني مطبخية بتعاون مع جمعية دراجو المغرب. بالإضافة ساهمت الجمعية بدعم من أحد فلاحي سوس بإهداء كمية مهمة من الخضر المتنوعة في عدة مناسبات، كما قدمت كمية من الأسماك الطرية للمساهمة في إطعام الطلبة المقيمين.
وبتعاون مع جمعية موظفي الأمم المتحدة وفرت الجمعية بدلات رياضية ونعال لكل الطلبة المقيمين بالمدرسة العتيقة.
التنشيط الثقافي والمعرفي:
بتعاون مع جمعية الجوزاء للتوقيت والتعديل وعلوم الفلك، نظمت الجمعية ندوة علمية عند اقتراب شهر رمضان للتعريف بعلم الفلك ورؤية الهلال وطرق احتساب الشهر العربي، بحضور أحد الفلكيين المغاربة الذائع الصيت بالمشرق والمغرب، ومخترع البوصلة والألة الحاسبة للتوقيت الفلكي.
دار الطالب والطالبة والعمل التطوعي:
بتنسيق مع جمعية دار الطالب والطالبة قامت الجمعية بدعم نزلاء المؤسسة الايوائية بورشات تكوينية، كما نسقت الجمعية مبادرة تطوع مجموعة من الشباب الجمعوي بمنطقة أيت ملول في عدة أيام للقيام بعملية صباغة بعض المرافق وإضفاء رونق على قاعة الأنشطة. وبالمناسبة وزع المتطوعون ألبسة شتوية مستعملة على بعض المهتمات من نساء المنطقة.
الجانب الصحي:
كما قامت الجمعية بتنسيق مع الفرع الجهوي للجمعية الوطنية لصحة الفم والأسنان بتقديم حصص في أهمية العناية بصحة الأسنان للمتمدرسين بالمنطقة ووزعت فرشات ومعاجن الأسنان على المشاركين. كما قدمت الجمعية للمستوصف الصحي عدة أدوية تغطي بعض الأعراض المرضية الشائعة بالمنطقة.
العناية بالموروث الثقافي ذو البعد الهوياتي:
نظرا لما تختزنه المنطقة من مخازن جماعية، إكيدار، وأهمية إنقاذها كإرث لامادي ومعماري من الاندثار، استقدمت الجمعية مختصين في الميادان في عملية تحسيسية حول الموضوع، وقامت بزيارة تفقدية لبعض المخازن. تلتها جلسة بدوار أوكرماض، موقع أحد المخازن القريب الولوج. الجلسة تم بثها عبر موقع “أخربيش ميتينغ” أحد المواقع الإخبارية المؤثرة بالجهة. كما تم إثارة الموضوع في عدة مناسبات وأنشطة المعد الملكي للثقافة الأمازيغية.
تنمية السياحة القروية التضامنية:
نظمت الجمعية زيارة تفقدية للمنطقة لمروجين للسياحة الجبلية لإستقطاب زوار عابرين أو مقيمين بمنطقة تافراوت. وقعت الجمعية شراكة مع الجمعية الفرنسية: كوهيرونس لتنمية مستدامة” من أجل النهوض بالسياحة الجبلية والإيكولوجية المحترمة للبيئة، والتعريف وترويج المؤهلات السياحية الطبيعية والمواقع الأثرية والثقافية كإكيدار. الهدف تعزيز التنمية المحلية المستدامة وتقوية النسيج الاجتماعي من خلال تسويق منتوجات محلية وتقديم خدمات أخرى للزوار.
الجانب الإعلامي والتواصلي:
مع الطفرة النوعية والتحول الذي شهده الميدان الإعلامي عبر قنوات التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها على المتتبعين، ووعيا من الجمعية بأهمية التواصل الآني وفرص التفاعل والتجاوب مع المهتمين، أنشأت لجمعية صفحة على موقع الفايس بوك تتفاعل وتتجدد باستمرار لتنشر مبادرات وأنشطة الجمعية الميدانية بالصوت والصورة أحيانا، مما قوى جسر التوصل بين الجمعية والعالم الخارجي.
كما قامت القناة الثامنة الأمازيغية باستضافة رئيس الجمعية في برنامجها الحواري “أضواء على الأمازيغية” للحديث على منجزات تيويزي وتحديات التنمية بالعالم القروي عموما، وايت عبد الله على الخصوص. ولا ننسي الدور المهم الذي لعبه موقع “أخربيش ميتينغ” في التعريف بالجمعية وأعمالها ومنطقة ايت عبد الله عبر زيارات ميدانية وبرامج مباشرة ينشطها الأستاذ إبراهيم صريح، نائب رئيس جمعية تيويزي.
كما أن رئيس الجمعية كتب عدة مقالات على المنابر الإعلامية المكتوبة سواء الورقية أو الرقمية الغرض منها تحسيس القارء حول العمل الجمعوي بالمنطقة والتعريف مؤهلات المجال الترابي وطرح بعض تحديات التنمية بسوس.
الجانب الترافعي بالبرلمان:
حظيت الجمعية بدعوة من رئيس مجلس النواب لحضور جلسة ضمن الائتلاف الوطني من أجل الجبل بمقر مجلس النواب للترافع وتحسس لجنة برلمانية مكونة من نواب الأمة من مختلف الأحزاب حول إخراج مقترح مشروع قانون الجبل يضمن للمناطق الجبلية خصوصية وامتيازات تشريعية تساعده على تجاوز بعض العوائق التنموية التي تجر قاطرة الترقي بالمجال للوراء.
تمكين وتعزيز مكانة المرأة ومقاربة النوع:
في مبادرة نوعية واستثنائية بالمنطقة، استدعت الجمعية مكونة وفريقها النسوي من أجل ورشة نسوية بامتياز، حضرتها نساء المنطقة وشملت مناقشة بين الجنس اللطيف حول قضايا صحية تهم النساء، وتربية الأطفال، وتحسيس النساء حول أهمية التكوين الذاتي والتعلم وإنشاء الجمعيات والتكتل في تعاونيات نسوية منتجة والبحث على بدائل اقتصادية والانخراط في المشاريع المدرة للدخل للتمتع باستقلالية مادية للخروج من الأزمة التي تشهدها تمازيرت خلال الظروف المناخية الصعبة ودورة الجفاف الذي تشهده المنطقة.
المشاريع المدرة للدخل كبدائل اقتصادية:
أطلقت الجمعية مبادرة تربية الدواجن بشراكة أولية مع جمعية أكالينو من أجل مغرب أخضر، ودلك بإنتاج الفلاليس وتوزيعها على النساء المهتمات بتربية الدجاج البلدي المهدد بالانقراض في المنطقة وخلق نشاط منزلي مدر للدخل مع توفير اللحوم البيضاء والبيض البلدي للتغذية الأسرية عند الحاجة من جهة، وتوجيهه للتسويق في أفق انشاء تعاوني لتربية الدواجن. المبادرة لاقت نجاحا لتزايد الطلبات وانخراط النساء في التجربة والصيت الطيب الذي تركه على صعيد الجهة. بلغت التجربة الدفعة العاشرة، إذ وزعت الجمعية مجانا على 223 مستفيدة أزيد من 3336 كتكوت ودمتهن بما يتجاوز 6 طن من العلف الطبيعي وتجهيزات أخرى مصاحبة.
نقل التجربة:
بدعم من لجنة موظفي الأمم المتحدة لمساعدة متضرري الزلزال بالمغرب، قدمت الجمعية 13 آلة لتفقيص البيض المخصب لجمعيات الدواوير المتضررة بالزلزال، مع تكوين حضوري وعن تتبع عن بعد، كما وفرت أزيد 3000 بيضة مخصبة وكمية مهمة من العلف المصنع ومواد أخرى لإعطاء الانطلاق لمشاريع تعيد الحياة الطبيعية للمناطق المتضررة بالزلزال.
كما قامت الجمعية بنقل التجربة للجوار، إد وفرت في نفس الإطار 4 فقاصات للجمعيات والتعاونيات النسوية التي تعاملت مع الجمعية، منها جمعية أبناء إدوسملال وجمعية بمنطقة أمانوز ببلدية تافراوت التابعة ترابيا لإقليم تيزنيت، وتعاونيتان بمطقة أفراوى وايت علي التابعة ترابيا لقيادة أيت عبد الله، إقليم تارودانت.
التضامن مع متضرري الزلزال تلبية لنداء الواجب والوطن – التجرية الدولية:
إثر فاجعة الزلزال التي ضربت دواوير نائية بمنطقة الحوز وإقليم تارودانت، قامت الجمعية على الفور، على غرار باقي مكونات المجتمع المدني الوطني، بالتنسيق مع جمعية أوكرماض للتنمية والتعاون المنتمية لنفس المنطقة (أيت عبد الله) من أجل توفير مواد غذائية وافرشة وأواني مطبخية وخيام في زيارة ميدانية لعدة دواوير منكوبة بمناطق أولوز، تكوكا، الفيض، بإقليم تارودانت.
كما قامت الجمعية بشراكة مع ثلاث منظمات دولية منها منظمة الإغاثة الكاثوليكية فرع لبنان، والمؤسسة الخدمات الطبية الأمريكية السورية بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية من أجل إيصال المساعدات الإغاثية لنقط البعيدة بتنسيق مع جمعيات محلية بكل من أيت واعزيز، أولوز، أولاد برحيل، تيكوكا، الفيض، تالكجونت ومنطق أخرى.
الملتقى الأول لذاكرة المقاومة بالأطلس الصغير الغربي:
في أواخر الشهر الماضي نظمت جمعية تيويزي بمعية شركائها، مركز إدواكنضيف للأبحاث والتنمية، مركز تيملت للبحث والتوثيق، العالم الأمازيغي واتحاد الجمعيات التنموية بأملن بشراكة وتعاوم مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وحضور السيد المندوب السامي، على مدى يومين ملتقى المقاومة لإعادة الإعتيار لمقاومي جهة سوس وتخليد ذكرى معركة أيت عبد الله، بقيادة المجاهد البطل عبد الله زاكور، كأحد آخر المقاومة المسلحة الشعبية وآخر معقل يدخله الإستعمار الفرنسي بالمغرب سنة 1934.
الملتقى الذي كان بدعم من بعض الفاعلين الإقتصاديين من أبناء المنطقة، كان فرصة لعقد ندوات فكرية في الموضوع من طرف أساتذة وباحثين جامعيين، والقيام بزيارات لأماكن الذاكرة وقبر المقاوم عبد الله زاكور، وتكريم رموز المقاومة بالمنطقة الذين ضحوا من أجل الدفاع عن الأرض والوطن وسطروا إحدى الملاحم الوطنية الكبرى.
في الختام:
العمل الجمعوي عمل جماعي تقتله الفردانية والأنانية الجمعوية، ويظهر جليا من خلا السرد تقاسم تيويزي تجربتها في عملية التشبيك والتنسيق مع مكونات المجتمع المدني سواء المحلي أو الإقليمي أو الوطني ليمتد التعاون ليشمل الدولي كذلك، وذلك بفضل مصداقية وشفافية معاملات الجمعية.
جمعية تيويزي للتنمية الاجتماعية لأيت عبد الله، كمؤسسة تطوعية تكميلية للمجهود الرسمي بالمنطقة، خلال الثلاث سنوات الماضية بصمت على مسار مثالي في التضحية. وقدمت نموذجا يحتذى به في العمل التشاركي الجمعوي الجاد بالمغرب العميق، القريب من هموم الساكنة بآليات الإشتغال الشفافة وإستراتيجية منتجة بأسلوب حضاري وأخلاق جمعوية عالية أكسبتها الإحترام بالميدان من طرف الفاعلين المحليين، وثقة الداعمين الإقتصاديين، والمنظمات الأجنبية. كما أن انفتاحها على الجوار ومحيطها المحلي من خلال التعاون مع الجمعيات المحلية والإقليمية من أجل تبادل الخبرات وتقاسم التجارب الناجحة وخلق حوار مدني يسعى للرقي بمستوى عيش ووعي الساكنة ومن أجل تعزيز فرص التنمية المستدامة محورها الاستثمار في الرأسمال البشري والأجيال الصاعدة وخاصة العنصر النسوي الركن الأسري المستتر.
هذه الحصيلة ليست إلا غيض من فيض، لأنه في نهاية المطاف، بالإضافة لتحقيق مكاسب ميدانية ومهمة ملئ الفراغ القاتل بالمغرب العميق وتمضيض الجراح الغائرة بتمازيرت. المكسب الحقيقي في العمل الجمعوي هو أولوية المشترك الإنساني، ونشوة الإنجاز عند جبر الخواطر والإبتسامة التي نرسم على الوجوه التي أنهكها الفقر والتهميش، والفرحة التي ندخلها لقلوب الناس المستضعفة. وكما يقول المثل الإنجليزي ” We did it ourselves”، أي صنعناها بأنفسنا.
وفوق هذا وذاك ساهمنا ميدانيا بفعل تعميق العلاقات الإنسانية وتقوية روح العمل الجماعي وتجسيد قيم التضامن والثقة المسترجعة في عالم طغت عليه التفاهة والسلوكيات السلبية ومغرب ينخر جزؤه الفساد من كل جانب.
عموما وقريبا من جوهر الأمور، المكتسب والربح الحقيقي الشعور بالمساهمة في صناعة مغرب جديد، وكوننا جسدنا التغيير الذي نريده في وطننا وحافظنا على القيم المعهودة في الإنسان السوسي الأمازيغي.
كما قال أحد الشعراء:
ما قيمة الناس إلا في مبادئهم ## لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب.
سنظل على الدرب سائرون ولجبر الخواطر فاعلون وبحب الوطن متمسكون ولأهالينا بالبلدة خدومون. موعدنا قريبا مع فرصة ضخ دماء جديدة في الجمعية ليستمر العطاء والتعايش.
وفي الأخير، تفضلوا بزيارة صفحة الجمعية للتعرف عن قرب على الأنشطة المتنوعة لجمعية تيويزي: