أخبار عاجلة

جيل Z بين صوت الأمل والفوضى

أمينة ابن الشيخ أوكدورت

من المفروض أن جيل Z ليس جيل فوضى ولا جيل العبث والاستهتار، بل هو جيل واع مثقف تعلم في مدرسة فضاء الإنترنت، ودرس في أقسام التيك توك والانستغرام واليوتيوب والفيسبوك وديس كورد، جيل يتحدث اللغات الاجنبية ويتقن حتى لغة البرمجة، جيل منفتح على العالم، متشبع بقيم الحرية والمساواة والعدالة. مطالبته بالتعليم الجيد، الصحة الكريمة، وفرص العيش الكريم، هي مطالب وطنية مشروعة لا يختلف حولها اثنين.

لكن الخطر يكمن في أن يستغل وتحور مطالبه المشروعة وتظاهره السلمي الى أفعال العنف والبلطجة، وتُختزل هذه المطالب بين عشية وضحاها الى شعارات رافضة للوطن وللمشاريع الثقافية والرياضية، التي في صلب اهتمامات كل الشباب.

نعم، المطلوب اليوم هو الإنصات الجاد، الحوار الصريح، والبحث عن حلول عملية وشاملة. وسأسمح لنفسي كأم لشاب من شباب هذا الجيل بأن اقترح مقترحات حلول أراها عملية ومتكاملة لا بد منها، وهي كالتالي:

  • اخراج المجلس الوطني للشباب المنصوص عليه في الدستور منذ 2011، ليكون حاضنة ومنصة ديموقراطية تصغي لأصوات الشباب وتمنحهم فرصة المشاركة في صياغة السياسات العمومية.
  • تعميم اللغة الأمازيغية في المدارس العمومية والخصوصية والجامعات وكل المعاهد العليا، باعتبارها لغة رسمية تحمل قيم المواطنة الحقة، وتعمق الانتماء المشترك.
  • تنمية العالم القروي حتى لا يظل المغرب يمشي بسرعتين مختلفتين، مدينة متقدمة وبادية مهمشة.
  • تشجيع النساء على التعليم والعمل، لأن الأم المتعلمة مصدر نجاح للطفل والأسرة والمجتمع.
  • دعم الطاقات الشابة عبر تشجيع الإبداع والابتكار واحتضان مشاريعهم بدل تركهم فريسة للإحباط.
  • فتح مراكز للتكوين والتدريب في القرى والأحياء الهامشية، لتمكين الشباب من مهارات عملية تسهّل اندماجهم.
  • فك العزلة عن البوادي بفتح الطرق والمسالك، وضمان التنقل السلس بين المدن والقرى.
  • تحفيز الأطباء والمعلمين على العمل في المناطق الجبلية والبعيدة، بما يضمن عدالة مجالية حقيقية.
  • العمل على تغيير أحكام النفقة في مدونة الأسرة لتضمن للأم الحاضنة عيشًا كريما لها ولأبنائها، بما يقي الأسرة من الفقر والهشاشة
  • الاهتمام بضحايا الزلزال عبر إعادة البناء وتوفير الخدمات الأساسية، للمتضررين لضمان حياة كريمة لهم وتحويل الكارثة إلى فرصة للإعمار والتنمية المستدامة..

هكذا ستحول مطالب هؤلاء الشباب الى سياسات ملموسة، تزرع فيهم الأمل بدل الإحباط، وتفتح امامهم الأفق بدل الانسداد لأنهم بكل بساطة هم طاقة هذا الوطن المتجددة ورأسماله البشري الأثمن، ولكي يتقدم، الوطن، فهو يحتاج إلى شباب مؤطر، منخرط، وواعٍ بأن الإصلاح لا يكون بالعنف ولا بالفوضى، بل بالمسؤولية المشتركة وبالحوار والإرادة الجماعية.

فجيل Z ليس جيل أزمة، بل جيل شجاعة يرفع صوته من أجل الكرامة والعدالة، وهي نفس القيم التي يتقاطعها مع جيل ⵣ الأمازيغي، رمز الحرية والمساواة وكل القيم النبيلة المتجذرة في الذاكرة الوطنية.

اقرأ أيضا

قبل جيل Z: ماذا قال تقرير النموذج التنموي عن الأثر المواطن للسياسات العمومية؟

قبل أن يظهر جيل “زد” (Z) بصوته الرقمي ووعيه الفوري بحقوقه وواجباته، كان المغرب يعيش …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *