حسن ساف: حضور الأمازيغية في معرض التكنولوجيا فرصة علينا العمل من أجل ضمان استمراريتها

لأول مرة في تاريخ المعرض الدولي لمراكز خدمات الإتصال بالمغرب SICCAM يتم إدراج اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغات العالمية المتدولة عالميا في المجال التكنولوجي والذكاء الصناعي، ولتقرب أكثر من دوافع هذه المبادرة كان لنا حوار حول هذا الموضع مع حسين ساف رئيس تعاونية الاعلام الذكي.

  • ماهي السياقات التي دفعت بكم في تعاونية الاعلام الذكي لادراج الأمازيغية في هذا المشروع؟

نحن كشريك إعلامي استحسنا كثيرا هذا الإدراج الذي كانت أصلا بمبادرة من المنظمين  أنفسهم مشكورين، لكن بعد استقصاء صحفي وقفنا على أسباب نزول هذه المبادرة المحمودة والمشروعة، التي دعونا كإعلاميين إلى ضرورة تطويرها والعمل على إدراجها في الدورات المقبلة كمحور أساسي يكون بمشاركة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية IRCAM الذي من المفروض أن يكون حاضرا،  ليس فقط كمتدخل في الورشات العلمية، بل أيضا كعارض لإنتاجاته الرقمية في دورات السنوات القادمة للمعرض الذي يجمع فاعلين في قطاع رقمي واعد له دور هام في التنمية الاقتصادية واجتماعية.

  • وفي نظرك هل يمكن أن تجد الأمازيغية مكانها في العالم الرقمي؟

من الثابت تاريخيا أن اللغات مثل البشر تخضع لسنة الحياة… لذا فإن اللغات الحية عليها أن تنجح في مواكبة التطور والتفاعل مع المصطلحات الجديدة والتلاقح مع المهن المبتكرة ومع الخبراء ورواد الأعمال من الجيل الجديد خاصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات ومواكبة النماذج الناجحة للحرف والأنشطة الجديدة التي تشهد أكبر قدر من النمو.

واعتبر هذه المشاركة اليوم فرصة متاحة علينا العمل من أجل ضمان استمراريتها.

وسوف تستمر هذه المشاركة ان شاء الله بفضل قناعاتنا وجهودنا المشتركة كإعلاميين غيورين على ثقافتنا ولغتنا الامازيغية.

  • التكنولوجيا الحديثة فتحت ابوابا عدة امام الصحافة والإعلام فكيف يمكن للصحافي التقليدي ان يواكب هذا التطور؟  وماهي الخصائص المميزة لمبادرة الاعلام الذكي؟

التكنولوجيا الحديثة فتحت أبوابها لجميع الفئات ومنهم الصحفيون، بشكل شمولي ومجاني متاح للجميع. لكن ماذا حدث؟

الصحافي التقليدي بقي غافلا ومتشبثا بمهنة المتاعب، ولم ينازعه فيها أحد… بقي وحده يتصارع للحصول على بطاقة الصحافة لإثبات هويته الصحفية رغم تجربته الطويلة وشهاداته الجامعية، في حين أن المواطن العادي استفاق من غفلته مبكرا وسبر أغوار بيئة الأنترنيت التي جعلت منه مؤثرا  بشكل سريع في قنوات التواصل الاجتماعي، تتسابق نحو مضامينه الشركات الكبرى، بل مؤخرا حتى بعض الإدارات العمومية مقابل مبالغ مالية كبيرة،

في رايي المتواضع هناك ثلاثة شروط أساسية قادرة على تمكين الصحافي التقليدي من مواكبة هذا التطور؟

  • الشرط الأول: عليه فعلا مواكبة هذا التطور بمحاربة الأمية الرقمية وامتلاك المهارات في التعامل مع الآليات التكنولوجية المسخرة في بيئة الانترنيت والمتاحة لجميع المواطنين بشكل شمولي ومجاني،
  • الشرط الثاني : عليه أن يحدد مساره ويبدأ بتغيير نفسه (عملا بقوله تعالى: لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وذلك بالبدء بتقنيات التسويق الشخصي لنفسه ليصبح نجما = علامة شخصية تتميز بما يريد أن يظهر به لمتتبعيه (مصداقية؟، هزلية؟ تقليدية؟. عصرية؟ …)، وفي كل الأحوال عليه أن يصبح متخصصا و قدوة في مجال دقيق ومحدد، حتى لا تطبق عليه مقولة أجدادنا الحكماء: “سبع صنايع والرزق ضايع”

الشرط الثالث : على الصحفي التقليدي أن يعتمد على التعلم الذاتي المستمر وثقافة النظراء أي ذكاء المجموعات المتضامنة الذي أحدث اقتصادا من نوع جديد Creator Economy  وهو اقتصاد صناع المحتوى حيث اعتلى المواطن سلم القيادة بمساهمته في إنتاج المضامين والتقاسم وتقييم  الجودة والشعور  بالإضافة الى حقه المعترف به قانونا في تقديم مبادرات تشريعية منذ عدة سنوات

  • وماهي الخصائص المميزة للاعلام الذكي

أطلقت مبادرة الاعلام الذكي لإفريقيا سميافريقيا SMIAfrica  في وقت أصبح قطاع الإعلام ضحية أزمة عميقة على المستوى العالمي ويخضع حاليًا لتحول جذري للمهن الإعلامية وحوكمتها ونماذجها الاقتصادية.

مشروع “مبادرة الإعلام الذكي لإفريقيا” مشروع تضامني من انجاز تعاونية رقمية مغربية، فاز بانتقائه للمشاركة في معرض جايتكس افريقيا 2023 GITEXAFRICA الذي انعقد لأول مرة خارج دبي بمراكش.

هذا المشروع – التضامني  الاعلامي؛ سبق أن فاز من قبل على علامة الابتكار منحت له من طرف تجمع المغرب الرقمي، وفاز أيضا بجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات في جنيف كأفضل مشروع مغربي ضمن فئة”التزامات الحكومة والمواطنين”.

ومن خصائص هذا المشروع كونه يهدف الى:

  • المساهمة في إنجاح التحول الرقمي لقطاع الإعلام في المغرب و البلدان الإفريقية ، بتوفير منصة ذكية تشاركية وتضامنية للخدمات الإعلامية المبنية على أساس حوسبة الصحافة كخدمة (Journalism as a service)
  • مواكبة الصحافي ليصبح رائد أعمال صانع محتوى مؤثر، احترافي، متخصص، جاد ومجدي يتم إنتاجه بناء على طلب ضامن للارتقاءه الاجتماعي والمالي للصحفي
  • إعادة هيكلة النماذج الاقتصادية والحوكمة اللامركزية للمشاريع الإعلامية للشباب واحتضان مشاريعهم الابتكارية،
  • تعزيز المصداقية و محاربة الأخبار الزائفة
  • المعرض يحمل اسم التكنولوجيا الرقمية والخدمات المرحلة بالمغرب، فما المقصود بالخدمات المرحلة؟

يتعلق الأمر بنقل عمليات تجارية أو إنتاجية أو خدماتية من بلد إلى آخر ، على عكس التوطين الذي يفضل المناطق الوطنية أو البلدان المجاورة. عادة ما تكون عملية مثل التصنيع ، أو خدمات الزبناء ، أو المحاسبة وغيرها.

في السنوات الأخيرة ، ارتبط قطاع الخدمات المرحلة إلى الخارج بشكل أساسي بالضرورة الملحة للاستعانة بموارد بشرية خارجية ذات خبرات عالية للخدمات الفنية والإدارية من جهة، وللاستفادة من تحفيزات وإعفاءات ضريبية جد هامة خاصة في المناطق الصناعية والمناطق الحرة المعفية من رسوم الجمارك. وقد شمل هذا التوجه مناولة العمليات التجارية والتصنيع بما في ذلك قطاع السيارات والإنتاج بالإضافة لقطاع الخدمات.

  • ماهي النتائج التي يمكن الوصول اليها في هذا الشأن؟

لقد أثبتت الدراسات والواقع المعاش، أن قطاع الخدمات المرحلة بدأ يعيش تحولا رقميا  متزايدا بشكل غير مسبوق، جعله خلال السنوات الأخيرة، يعرف  تطورا سريعا نحو أشكال جديدة من الأنشطة والوظائف، جعله يواجه تحديات بسبب التطورات التي أتى بها الذكاء الاصطناعي؛

ومن أهم النتائج المتوخاة ، أن هذا المعرض يعتبر حاضنة لعدة  فرص، كلها متاحة أمام الفاعلين المغاربة والفاعلين في الدول الأفريقية والاوروبية الستة المشاركة، بالإضافة الى السلفادور للتعاون المثمر ،وعقد شراكات جديدة تعود بالفائدة الاقتصادية  على المواطنين المغاربة لتنمية مهاراتهم بالابتكارات الذكية والتعامل مع شركات عالمية.

حاورته رشيدة إمرزيك

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *