قدمت صفحة “أخربيش ميتينك” على صفحة فيسبوك لقاءا خاصا حول شخصية الحاج حماد اوكودرت لقاء من تأطير ابنته أمينة ابن الشيخ اوكودرت، بمشاركة السيد معاد الرادكي الفاعل الجمعوي وابن كدورت بمعية كذالك تلثة من أبناء المنطقة عبر أسئلتهم وشهاداتهم التي تقدموا بها عبر ذات المباشر ، وذلك يوم الاربعاء 28 أبريل على الساعة العاشرة ليلا.
وتعرضت الاستاذة والاعلامية امينة ابن الشيخ اوكودرت لمجموعة من المحاور التي لامست جوانب مهمة حول شخصية والدها احماد اوكودرت، ومكامن تأثره وتاثيره في مجتمع سوس، ضمن بيوغرافيا مختصرة يتفرع كل عنصر منها لاشكاليات بحث وتحليل وتأويل، وحيز البرنامج غير كافي لعرض سيرة الرجل.
وحظي متتبعي الحلقة بالاستماع والاستفادة من جوانب عائلية دافئة تحمل الكثير من القيم ورسائل في التربية، عن ابنته التي كان لها الفضل في مشاركة حيثيات هذه الشخصية التي لم تنل حقها من الدراسة.
كما تعرضت امينة ابن الشيخ لجوانب حياة والدها العملية والعلمية والنضالية، التي امتدت بين تافراوت والرباط، وتجاذبها المقاومة ضد الاستعمار والقيادة.
وخلصت الى ان الرجل كان سابقا لزمانه، واختار القيادة للاصلاح، وتحقيق مطالبه النضالية و التي تعددت ومنها:
- التعليم: دعا أوكدورت في زمانه الى تمدرس الفتاة عامة والقروية خاصة، وعمل على احداث المدارس، ودار الطالبة “الخيرية” لحتقيق القرب تكافؤ الفرص، وكانت له مساهمات قيمة في مكتبات الجنوب، وضع قواعد واسس تثمين التعليم…، وكان معلما للناس الفرائض الدينية…
- الصحة: حرص على توعية السكان باهمية النظافة والسلامة البدنية، وناضل من اجل توفير حق الصحة والمستوصفات لاهل تافراوت ونواحيها…
- التنمية الاقتصادية: ساهم في تثمين التعاونيات النسائية الخاصة بالنسيج والخياطة…، والمشاريع المدرة للدخل والمساهمة في خلق فرص الشغل…، كما دعم المشاريع الفلاحية وعلى راسها التشجير، ودفع باهل تافراوت في اكثر من مناسبة الى تحقيق الاكتفاء الذاتي…
- التنمية الاجتماعية: دعا الى تحرير المرأة من قيود المجتمع (اهمها تنميط المظهر وملبسها) وتعليمها لتكون عنصرا فاعلا في المجتمع، وكان مربيا للاجيال بمواقفه التوعوية والتقدمية التي غيرت من مجتمعه الشيء الكثير…
- رجل سياسة: وفق البعد التاريخي حيث دخل قلب المقاومة الفورية بمساهماته في توفير السلاح والعتاد لرجال المقاومة بحيث ان اول رصاصة اطلقت في الرباط ضمن الحركات الفدائية بالمدن كانت من مسدس اشتراه من ماله الخاص، هو من أرسى قواعد المقاومة المسلحة بالمجال الحضري في مدينة الرباط، كما اشادت بذالك شهادات بعض قيادات جيش التحرير مثل الصنهاحي عبد الرحمان الذي أكد بأن الحاج أوكدورت كان من مؤسسي المقاومة في الرباط وكان يدعم أعضاء جيش التحرير بجبال الريف وتطوان من ماله الخاص.
بعد مرحلة الاستقلال واعتلائه مركز القيادة لم يكن متطلعا للسلطة وفقط، او يعمل لحساب مصالحه الشخصية، ولم يكن قائدا عاديا بل كان له برنامج سياسي اصلاحي طمح لتحقيقه، وتمكين ابناء منطقته من تحسين مستوى عيشهم، ودفعه حسه الوطني للرغبة في تنمية بلاده، وكان على دراية تامة بمسؤوليته كقائد…
وليس من الغريب على من عاش مرحلة نضال امتدت من مسقط رأسه، وقالبها منعطف مدينة الرباط، وسلسلة من الاعتقالات ومرحلة المنفى والتعيين السامي بمنصب القيادة…، ان يراكم قدرا واسعا من تجربة الشخصية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وحسا وطنيا يدفع به لتنمية منطقته ومنها وطنه ككل.
كما تضمن اللقاء شهادات حية ومتوارثة في حق هذه الشخصية التاريخية الفذة، والتي اجمعت على ان احماد اوكودرت الانسان الطيب والمناضل العنيد والقائد الذكي جمع بين القيم النبيلة وقوة الرأي…، وسبق زمانه واستشرف آفاق المستقبل.