*منتصر إثري
بحضور عدد من أصدقائه وأقربائه وزملائه في النضال الأمازيغي وفي هيئة التدريس، خلّدت “عائلة وأصدقاء الراحل مولاي باجي” بتنسيق مع “جمعية أمنزو للثقافة والبحث”، مساء السبت 22 شتنبر الجاري، بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة خنيفرة، الذكرى الأربعينية لرحيل الأستاذ والمناضل الأمازيغي مولاي باجي الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض يوم 13 غشت الماضي.
وقدم عدد من الوجوه الحاضرة شهادات مؤثرة في حق الراحل مولاي باجي، الذي يعتبر أحد أبرز المناضلين الأمازيغ الذين ناضلوا في سبيل القضية الأمازيغية وأحد مؤسسي الحركة الأمازيغية، كما ساهم في تأسيس أولى الجمعيات الأمازيغية في الأطلس المتوسط منتصف التسعينيات وهي جمعية “امنزو للثقافة والبحث”، وكان نائبا لرئيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي الذي كافح في سبيل تأسيسه وآمن بمشروعه السياسي، وناضل ضد حله من طرف وزارة الداخلية، وبقي الأستاذ “باجي” الذي يعد قطبا من أقطاب النضال الأمازيغي بالمغرب، وفيا لمبادئه وقناعته النضالية طوال مساره النضالي الطويل، كما ظل يترافع عن القضية الأمازيغية على طول خريطة المغرب، طولا وعرضا إلى أن غادر إلى دار البقاء.
وقالت وصال باجي، ابنة الراحل مولاي باجي، إن هذا الأخير قدم الكثير للحركة الأمازيغية، مضيفة أنه ساهم ماديا ومعنويا وأعطى كل وقته للنضال الأمازيغي”. وأضافت ” كان أبي يناضل في سبيل إعطاء التاريخ الأمازيغ حقه”، مبرزة أن ” مولاي باجي مناضل ليس فقط في الحركة الأمازيغية، بل أيضا في حياته وفي أسرة التربية والتعليم”، مؤكدة أن الراحل “مفخرة وبطل في عيون عائلة باجي”.
من جانبها، اعتبرت الأستاذة أمينة ابن الشيخ، مديرة “العالم الأمازيغي” أن رحيل “الأستاذ مولاي باجي” يعد “خسارة كبيرة للنضال الأمازيغي الذي فقد مناضلا من العيار الثقيل، فهوناضل وضحى طوال مساره في سبيل الحقوق اللغوية والثقافية والسياسية للشعب الأمازيغي”. وعادت ابن الشيخ إلى تفاصيل أول لقاء بينها و بين الفقيد في مقر”منظمة تاماينوت” بمناسبة اول احدى اجتماعات مجلس التنسيق الوطني في تسعينات القرن الماضي، مشيدة بـ”نبله في النضال والأخلاق ونكران الذات وتضحياته في سبيل الحقوق الأمازيغية”، مبرزة أن “مولاي باجي” يشكل مرجعية للأجيال القادمة.
بدوره، أشاد الأستاذ رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، بالدور الكبير الذي لعبه الراحل “مولاي باجي” الذي يعد أحد مؤسسي الحركة الأمازيغية بالمغرب، في سبيل الترافع عن القضية الأمازيغية، مشيرا إلى أن “باجي” ظل وفيا لمبادئه وقناعته النضالية طوال مساره النضالي الطويل، كما “ناضل على عدة واجهات وآمن بالقضية الأمازيغية وبقيمها ومبادئها وبمشروعها التنويري الحداثي”. وتحدث الراخا عن القيم الأخلاقية والتضحية من أجل الأمازيغية ونكران الذات الذي تميز بها الراحل طوال حياته”، مؤكدا أن “باجي الراحل ساهم ماديا في نضالات الحركة الأمازيغية ودافع عن الحقوق اللغوية والثقافية والسياسية للشعب الأمازيغي”، مردفا القول ” ما ناضل من اجله باجي وتضحياته كان في سبيل حرية الأمازيغ”.
عيسى عقاوي رئيس الشبكة المغربية لحقوق الإنسان و الرقابة على الثروة و حماية المال العام، أكد من جانبه أن في رحيل الفقيد “مولاي باجي” خسارة كبير للحركة الأمازيغية على المستوى المغرب وليس فقط خنيفرة”، مؤكد أن ” الفقيد يبقى من بين المناضلين الذين نعتز بنضالاتهم ومنهجهم وتضحياتهم التي كانت بقناعة وجرأة “، مشيرا بدوره إلى أن الراحل “كان يتنقل بين مختلف مناطق المغرب وكان دائم الحضور في مختلف المحطات النضالية، وكان مفخرة للمنطقة، وعلينا أن نتبنى فكره ونسير في طريقه”. يورد المتحدث
من جهته، أثنى محمد باري عن الجمعية الوطنية لمديري ومديرات التعليم الابتدائي بخنيفرة، عن الراحل مولا ي باجي، مؤكدا في شهادته أن الراحل “كانت تسكن شخصية مولاي نفس طيبة طوال حياته، نفس المودة والاحترام، نفس البطولة والشجاعة والوفاء، النفس الحافلة بالعطاء في ميدان الشرف التربية والتعليم والدفاع عن القضايا التربوية”.
وأشار باري إلى أن “مولاي” أعطى وقته في خدمة الناشئة، وممن أسسوا تنظيم الدفاع عن الإدارة التربوية مع ثلة من زملائه، و كانت سابقة جريئة بخنيفرة، مبرزا أن حياة المرحوم تميزت بالتضحية ونكران الذات في سبيل أداء الأمانة التربوية والقضايا الإنسانية والمجتمعية”.
وأردف المتحدث قائلا:”فقدنا احد أعمدة النضال في قلعة النضال، نستحضر طيبوبته ومشاعره الإنسانية، جعجعته وانتفاضاته في الدفاع عن قضايا الهوية الأمازيغية”.
وأثنى عدد كبير من أصدقاء الراحل “مولاي باجي” على الدور الإيجابي لهذا الأخير في نضالات الحركة الأمازيغية وتاريخه المليء بالتضحيات ونكران الذات، وأجمعوا على أن الحركة رزأت في وفاته.
بعدها اختتم اللقاء بقصيدة شعرية باللغة الامازيغية عن الراحل باجي مولاي القاها بذات المناسبة الأستاذ لكبير غازي احد أصدقائه.