خيبة أمل أمام استهتار منقطع النظير بالمغاربة المقيمين و العالقين في الخارج

الغربي سلوى*

في أول الأمر كنت أظن أن الوقت غير مناسب للانتقادات، و أنه يجب علينا التحلي بالصبر أمام هذه المعضلة التي هي ضرر عام، و مشكلة تمس جميع شعوب العالم و نصحت بالتروي و الهدوء و الهدانة العديد من المتدمرين و المتدمرات الذين اتصلوا بي كنائبة برلمانية، لكن بعد انتظار طويل و انتظارات كبيرة و وعود بالتوصل إلى حل لهاته المحنة التي يعاني منها المغاربة العالقون في داخل المغرب و خارجه نفاجأ بأن السيد ناصر بوريطة وزير الخارجية لم يكلف نفسه عناء حضور جلسة البرلمان، و لم يكن هناك نقاش حول الموضوع كأننا أمام موضوع تافه وحالة عادية وليس من الضروري الحضور لطرح الحلول المتوخات و المرتقبة و خصوصا ان هناك حالات كثيرة من الأضرار و العواقب على المستوى الصحي والإداري و المادي التي تسبب فيها قرار إغلاق الحدود من غير إعلان مسبق.

الأمر المفاجئ و الاحساس بالإحباط للمغاربة العالقين داخل المغرب و خارجه كان عندما وجدوا ان مشكلتهم تعرض عن طريق كلام عام انشائي لا معنى له أمام ما يعانون.

اما الحديث عن تقديم مساعدات واستشارات للمغاربة المقيمين في الخارج فانه افتراء مضحك مبكي، انه للأسف إملاء للفراغ.

ولهذا أتساءل: لماذا مثلا اعادة الطلبة من الصين فقط؟
و لماذا تم السماح للمغاربة الامريكيين و الكنديين للعودة إلى وطنهم ؟

ماهي قيمة المغاربة أمام جميع جنسيات العالم؟
لماذا المغاربة يحسون دائما و كأنهم يتامى و ليس عندهم من يحميهم في وقت الحاجة؟
لماذا العديد من المغاربة يحسون بأنهم غير محترمين وغير مقدرين و معززين من طرف المسؤولين في بلدهم؟
لماذا يحسون أن بلدهم يتخلى عنهم عند كل مشكلة يواجهونها؟
لماذا هذه النظرة ادونية و المعاملة النخبوية في مواجهة مشاكل العموم؟

هل يجب أن تكون أمي هي أم السيد رئيس الحكومة العثماني و ابنتي هي بنت السيد بوريطة و أخي هو أخ أحد السفراء لأخذ بعين الإعتبار مشاكلهم و حفظ حقوقهم و كرامتهم، من التشرد و العوز و العمل على ارجاعهم إلى مكان اقامتهم.

لماذا في الوقت الحالي لا أحد من المسؤولين و المسؤولات أو من المؤسسات العامة او الخاصة يسأل عن أحوال و احتياجات المغاربة العالقين في المغرب و لماذا لم يخصص أي مقدار من المال لسد حاجياتهم و خصوصا ان اغلبهم جاءوا لوقت جد مؤقت لقضاء فقط أمور الخاصة أو زيارة الاهل.

أقول هدا رغم أنني اعرف أن اغلبهم لا يريد و لا يرغب في أي شيئ غير التسهيل لهم للعودة إلى بلد إقامتهم في المهجر في اقرب وقت ممكن، لأنه كلما طالت المدة الا وتفاقمت المشاكل و تعقدت.

هذا جزء يسير و ملخص من الأسئلة و الاستفسارات و الملاحظات الكثيرة التي اسمعها و اتقاسمها مع مغاربة المهجر عندما يرن جرس هاتفي، و التي لا أجد لها ردا لأنني واحدة من اللذين لا حول لهم و لا قوة ومن اللذين يعانون من نفس المشكلة بغض النظر عن المستوى المهني في الوقت الحالي.

ان وضع المأساة في اطار ديماغوجي و مواجهة المشاكل الناتجة عن الجائحة بشكل نخبوي و زبوني و استهتاري مع أولويات المغاربة بشكل عام و المغاربة العالقين داخل المغرب و خارجه ستكون لها عواقب وخيمة على نفسيتهم، لهذا أتمنى أن يسخر كل ما يلزم للإعانة و إيجاد حل في اقرب وقت ممكن صونا و حفاظا على كرامة المغرب وحقوق المغاربة.

تمر المشاكل و تبقى الذكريات.

نائبة برلمانية*
مجموعة معا من أجل كتالونيا*
البرلمان الكتلاني
كتالونيا- اسبانيا

اقرأ أيضا

ندوة حول موضوع الفلسفة والحرب: مآزق العيش المشترك

نظمت شعبة الفلسفة، بالتعاون مع مجتمع الخطاب وتكامل المعارف وماستر الفلسفة المعاصرة: مفاهيم نظرية وعملية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *