نشرت المجلة العلمية المرموقة Nature، يوم الخميس 12 مارس 2025، مقالًا علميًا رفيع المستوى حول نتائج تحاليل جينية للحمض النووي لإنسان ما قبل التاريخ في كل من تونس والجزائر. وكشفت الدراسة أن الهجرات البشرية التي شهدتها المنطقة خلال العصر الحجري الحديث، بين 6000 و4000 سنة قبل الميلاد، لم يكن لها تأثير كبير على المكون الجيني لشعوب شمال إفريقيا، الذي ظل مستقرًا منذ نحو 24 ألف سنة قبل الميلاد.
وتأتي هذه النتائج لتعزز ما سبق نشره من طرف فريق من علماء الآثار بقيادة الدكتور يوسف بوكبوط، الأستاذ الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط. وكانت دراسته قد نُشرت في يونيو 2018 في المجلة العلمية المرموقة Proceedings of the National Academy of Sciences of the USA (PNAS)، حيث أكدت أيضًا على استمرارية التركيبة الجينية للسكان الأوائل في شمال إفريقيا.
كما تتماشى هذه الاكتشافات مع دراسة أخرى نُشرت في Nature في سبتمبر 2023، والتي تناولت التحليل الجيني لتسعة هياكل عظمية عُثر عليها في مواقع أثرية ما قبل تاريخية بالمغرب، لتكشف عن نفس النتيجة: ثبات الهوية الجينية لسكان المنطقة على مدى آلاف السنين، رغم موجات الهجرة والتأثيرات الخارجية.
تسلط هذه الدراسات الضوء على العمق التاريخي والجيني لشعوب شمال إفريقيا، مؤكدة أن التركيبة الجينية لهذه المنطقة ظلت متماسكة منذ عصور ما قبل التاريخ، رغم التغيرات الديموغرافية والثقافية التي شهدتها عبر الزمن.