مسار إدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية والتعليمية بالمغرب، بإعتباره مدخل أساسي في تفعيل الطابع الرسمي والفعلي للامازيغية، وضمان استمرارها والمحافظة عليها من الانقراض
الذي يهددها منذ سنوات بإعتراف منظمات دولية ذات الصلة، يتطلب تظافر الجهود، والتنسيق بين جميع القطاعات من أجل إنجاح أهم ورش وطني لصالح الأمازيغية.
يعد قطاع الإعلام بالشقيه السمعي والبصري، من قناة تامازيرت، و الاذاعة الأمازيغية، والقنوات الخاصة الإذاعية والتلفزية، والمطلوبة قانونيا وعرفيا، وفي إطار واجب وطني تجاه مكون أساسي للشخصية المغربية وأرضه، الإنخراط فيه بقوة، وتسخيره لفائدة هذا المكون.
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه المقدمة، كيف يمكن للإعلام المساهمة في تعليم اللغة الأمازيغية لكافة المغاربة، والمشاركة بجانب المدرسة في تعميم تعليم الأمازيغية ؟
إننا أمام تحدي تعليم جميع الشعب المغربي اللغة الأمازيغية من أجل تملكها، واكتشاف خباياها وما تشكله من حضارة وثقافة وهوية للشعب الأمازيغي بعموم شمال إفريقيا.
وهذا متاح أمام تطور الإعلام السمعي البصري، بكل أنواعه، فقط يتطلب الأمر إرادة قوية، وسياسة وطنية في الإعلام تستحضر البعد الوطني والهواياتي للأمازيغية، وتفعيل شعار أن الأمازيغية مسؤولية جميع المغاربة.
وجوابا على السؤال المحوري السابق، عن كيفية ممكن للإعلام المساهمة في تعليم الأمازيغية لكافة المغاربة، بالأمر يستدعي فقط برمجة برامج تعليمية لكل الفئات العمرية بالقنوات العمومية والخاصة، والاذاعات الخاصة والعمومية في أوقات مناسبة، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والتعليم، وقطاع التعليم العالي، ووكالة محاربة الأمية والتعليم الغير النظامية، والتي أصبح من الواجب عليها اليوم الإنخراط الفعلي في محاربة الأمية بالأمازيغية للشعب المغربي، وعلينا الإستفادة والإستئناس بتجربة التعليم عن بعد فترة جائحة كورونا.
ولما لا خوض تجربة التعليم عن بعد، والتي تمكن الجميع من كسب المعارف والمهارات في مجال اللغة والثقافة والحضارة.
وهذا العمل لن يتم إلا بالتنسيق بين القطاعات الوصية بميزانية وإمكانيات مالية ولوجستيكية مهمة لإنجاح الورش، والتنزيل الفعلي لورش الأمازيغية.
ويبقى دور الإعلام في التنزيل السليم لورش الأمازيغية في مجال التعليم دورا مهم وفعال، ومدخل أساسي لإنجاح الورش.
الحسن بنضاوش