بمناسبة الذكرى الـ 24 لاغتيال الفنّان الأمازيغي، معتوب لوناس يوم 25 يونيو 1998، نُعيد نشر هذه المادة حول “المتمرد” التي سبق وأن نشرناها في صفحات جريدة “العالم الأمازيغي”.
لا تزال ذكرى رحيل المناضل الأمازيغي معتوب لوناس ماثلة في أذهان كل مناضل أمازيغي ولا يزال الحزن و الأسى على فراقه مرسوما على وجه كل أمازيغي مؤمن بقضيته العادلة، وفي كل شوارع وأزقة وبيوت (تيزي وزو ). بل وكل بلدان تامزغا .
تعود الذاكرة بنا إلى ما قبل 24 عاماً وبالتحديد إلى يوم25 يونيو 1998، حيث كانت اللحظات الأخيرة في حياة المتمرد الأمازيغي، صاحب سلاح الغيتارة “معتوب لوناس” الذي اغتالته الجماعات الإسلامية المسلحة الحاقدة علي الأمازيغية، بأزيد من 78 رصاصة على الطريق المؤدية إلى قرية “تاوريرت ن موسى” قرب تيزي وزو.
1- نشأته:
أبصر معتوب لوناس النور يوم 15مارس 1956 في ( أدرار نـ جرجرة ) بالجزائر في قرية ( تاوريرت نـ موسى ) وسط عائله متواضعة الحال، إبان الحرب التي يخوضها الجزائريون من أجل الاستقلال، كان معتوب وحيد الأبوين مما جعل منه هذا الوضع طفلا مشاكسا ومدللا. منذ السنوات الأولى من عمرة كان يقدم علي أعمال تدل علي شجاعته، فعل سبيل المثال ” غادر ذات يوم مع أطفال القرية حدود ( تاوريرت نـ موسى) وصادف في الطريق كوخا بها قش لجأ أليها لتدخين أعقاب السجائر التي كان يجمعها في الطريق، لم ينتبه معثوب حتى أن اندلعت النيران واتت علي الكوخ وما فيه، وهددت القرية كلها بالاحتراق، أحس بالخوف وفي الوقت نفسه انتابه شعور بالفجر، حتى ظن الفرنسيون الأمر يتعلق باستفزاز مقصود من طرف السكان أو عمليه لرجال المقاومة، تجمع كل سكان القرية للاستفسار عما حدث أنداك أدرك أن ما فعلة كان حماقة كبيرة، قدم أصحاب الكوخين ألي أمه وطلبوا تسليم المتهم للمحاكمة وبمجرد أن شاهدوه علي ظهر أمه أنتابهم ضحك هستيري لأنهم ظنو الجاني ليس طفلا في الخامسة، كان طفلا متمردا منذ صغره وظل كذلك حتى أن اغتالته أيدي الغدر .
هاجر أبيه إلى فرنسا وهو في الثانية من عمرة فكانت والدته تقوم بدور الأب والأم في نفس الوقت. والدته لم تكن متعلمة لكنها متخصصة في رواية القصص وسردها.على عكس أقرانه كان اللعب واللهو في حقول القرية بديلا عن المدرسة. فكان يقضي معظم أوقاته في نصب المصائد للأرانب بدل من الذهاب ألي المدرسة . تأثر كثيرا بالروايات التاريخية التي كان يسمعها عن الملوك الأمازيغ الشيء الذي ولد فيه وعيه للهوية الأمازيغية . كان دائما يقلد في العابة الحربية رجال المقاومة وكانت له رغبه شديدة في الانضمام إليهم ضد المستعمر الفرنسي يقول في الفصل الأول من كتابه “المتمرد” (في يوم ما قدم عندنا جندي فرنسي ليشتري منا أرنبا فبعنها إياه وبعد ذلك وهو لازال علي قيد الحياة، ساعدتني أمي لتسلق حائط الثكنة من اجل استعادة الأرنب، أعادت أمي الأرنب نفسه لذلك الجندي، وبمثل هذا الفعل كنا نعتقد شمتنا الفرنسيين، ربحنا مرتين ضعف المبلغ دون ضبطنا ونحن متلبسون).
2- ما بين (1963 /1964 ):
بعد استقلال الجزائر كانت بمثابة هزة ولدت فيه رفضه لكل ما هو عربي ومند ذلك الوقت تناما التاريخ والوعي بالهوية الأمازيغية لديه ورفضه لسياسة التعريب التي نهجها النظام العسكري التي كانت تهدف إلى محو الإرث التاريخي الأمازيغي للجزائر يقول في كتابة المتمرد الفصل الأول “الأمازيغية هي لغتي الأم، تعلمت بها الكلمات الأولي والفت بها نصوصي الغنائية لكن هي أيضا لغة غير معترف بها في الجزائر ولا تدرس وكلما نطقت بها تصورت نفسي كما لو أنني أقاوم”، فهكذا كانت طفولته مليئة بالمغامرات.
3- التحاقه بالخدمة العسكرية (1969/ 1970 ) تجربة الإهانة:
صادف التحاقه بالخدمة العسكرية قضية (أمغالا ) ووجدت الجزائر نفسها مرة أخري في مواجهة المغرب، أنداك عين المعتوب في مصلحة المعدات العسكرية، تولى مهمة الحراسة ورأى خلالها المغاربة يغادرون الجزائر بعد قرار طردهم بيومين يقول المعتوب في كتابة المتمرد الفصل الثاني ” تجمعنا جذور مشتركة بهم كانوا من أمازيغ الجنوب المغربي بالأطلس الكبير، في أعماق جبال القبائل، اكتشفت مع أبناء جلدتي أن تمت مغاربة نتحدث وإياهم لغة واحدة” هنا أحس معتوب وهو يرى المغاربة يهجرون من الجزائر بقرار سياسي وصمة عار كبيرة في جبين الجزائر علي عجل، أدرك أن الجزائر والمغرب سوف تخوضان حربا عبثية ولو أرسل للقتال فلن يكون قادرا على إطلاق ولو نصف رصاصة، ففعل المستحيل للتخلص من جحيم الخدمة العسكرية.
فكتب رسالة ادعى فيها بان أمه أرسلت إليه تخبره بعودة أبيه بصحبة فرنسية للزواج بها ولأنه من منطقة جبلية بها مهاجرون كثر فكانت هذه الكذبة المخرج الوحيد، ومن خلالها منحه قائد الفرقة إجازة لمدة ثلاثة أيام، حولها معتوب إلى عشرة أيام بالرغم من أنه يدرك العقوبة القاسية التي تنتظره عند مخالفته الأوامر وعند عودته سجنه قائد الفرقة في حفرة لمدة خمسة عشر يوما مع حلاقة الرأس.لم يحتفظ معتوب بأي ذكرى جميلة داخل المعسكر فمن العقوبات إلى الاهانات وهذه ولدت لديه حقدا عظيما كان يشعر بالمهانة وعرضه للعدوان والإقصاء، بدأ يحس أنه يخدم نظاما عسكريا يختلف عن قناعته ورغبته.
احتفظ معتوب بمشاعر عدم الثقة إزاء السياسة وبمرارة الأيام التي قضاها هناك ولحسن الحظ كان الشعر المنفذ الوحيد للهروب من هذا الواقع المرير وللتسلية أيضا، فكان جسده في المعسكر وتفكيره في القبائل المناضلة ضد النظام العسكري.
4 ـ معتوب وقيثارة النضال (1975/ 1980):
كانت قيثارته الأولى من القصدير وأوتارها من خيوط الصيد، علاقته الأولى بالآلات الموسيقية كانت عبر هذه الآلة وبها كان يحيي الحفلات في (تيزي وزو) إلى أن أتت الآلة الموسيقية الأولى من باريس عام 1977 وجعلته يغترق في الأحلام متأملا إياها كانت مختلفة تماما عن الأولى وبدأ في إحياء الحفلات وجعل منها أداة إيصال رسالته فغنى عن الأوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي كانت تعرفها القبائل بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة، غنى بفرنسا وبقاعة الأولمبياد في أبريل سنة 1980 بموازاة مع تسارع وتيرة المطالبة بالحقوق الأمازيغية.
وأصبحت الحركة الثقافية الأمازيغية تحتل الواجهة بالجزائر، أسابيع بعد ذلك وبالتحديد يوم 20 أبريل 1980 اندلعت أحداث الربيع الأمازيغي الذي نظمته الحركة الثقافية الأمازيغية فتعرضت للقمع العنيف من طرف النظام الجزائري وهو ما تفاعل معه معتوب لوناس وكانت الشرارة التي أطلقها عبر غنائه ضد التطرف والقمع والعنصرية وكانت قيثارتة أداة لذلك.
5 ـ معتوب والربيع الأمازيغي (أبريل 1980):
في 20 أبريل1980 كان مقررا أن يلقي المناضل وفيلسوف القضية الأمازيغية “د. مولود معمري” محاضرة حول الشعر القبائلي القديم حيث ناضل من أجل إبقاء كرسي الأمازيغية بالجامعة وكان قدوة لجيل كامل، بدل مجهودا كبيرا لبقاء الثقافة الأمازيغية فقوبلت محاضرته بالمنع نظرا لأن النظام القمعي رأى فيها إخلالا بالنظام العام، فكانت بداية الاحتجاج، تجمع الطلبة حول جامعة تيزي وزو ودعوا إلى مظاهرة في اليوم التالي وهي المظاهرة الأولى التي نظمتها الحركة الثقافية الأمازيغية بالجزائر، فانطلقت شرارة الاحتجاج وشملت عموم القبائل فحصل إضراب عام شل المنطقة برمتها وقامت انتفاضة شعبية ضد النظام العسكري بعدها بأربعة أيام من الانتفاضة أعطيت الأوامر للجيش بالهجوم على المنتفضين وكانت الحصيلة مئات الجرحى والاعتقالات.
وتابع معتوب هذه الأحداث من بعيد لأنه صادف وجوده بفرنسا، كانت الصحف هي الملاذ الوحيد لمعرفة الأخبار الواردة من القبائل، فغنى أمام الجمهور وعمل على ارتداء بذلته العسكرية تضامنا مع إخوانه في القبائل ونظم مع أصدقائه وإخوانه بفرنسا وقفة أمام السفارة الجزائرية بباريس قوبلت بـ (القمع هي الأخرى).
خرجت القبائل من هذه الأحداث وهي تنزف دما وأصبحت هذه الانتفاضة تخلد كل سنة وغنى معتـوب خلالها ضد الإرهاب وعن اغتيال المثقفين من قبل المتطرفين دينيا وعن القائمة السوداء التي تطول يوما بعد يوم، كما غنى ضد تماطل المسؤولين ومحاربة العنف.
يقول معتوب في الفصل الرابع في كتاب المتمرد “إننا مهددون في وجودنا وحياتنا وكرامتنا وحريتنا، نكون مقابل الدفاع عن هذه الأشياء، نريد أن نعيش ونفكر ونكتب ونغنى”.
أشعاره كانت تتحدث عن كل شئ من الحياة إلى الحب والموت، انتقد السلطة القمعية التي سلبت كرامته واحتقرت هويته وثقافته ومنعت صوته الحر إلى الوصول إلى الذين يستحقون سماعه.
6- أحداث أكتوبر 1988 ورصاصات الغدر:
مرت على الجزائر أزمة اقتصادية مما أدت إلى ارتفاع وتيرة الاحتجاج ومنها تحولت إلى مواجهات مع قوى الأمن أسفرت على قتلى وجرحى.
بلغت التظاهرة أوجها والقبائل تعودت على الانتفاضات الشعبية وأعلنت حالة الطوارئ في هذه المنطقة، بدأ معتوب في توزيع المناشير إيذانا بانطلاق الثورة وبدأت الرصاصات الغاشمة من الانطلاق من مسدس النظام، واحدة تلو الأخرى دخل من ضلالها معتوب إلى المستشفى وهو يشكي من إعاقة جسدية بعد أسابيع من العلاج المكثف أيقن الأطباء ضرورة نقلة إلى فرنسا للعلاج لأن السلطة رفضت ذلك خوفا من فضحها في وسائل الإعلام عما يحدث في البلاد بقى معطوب 6 أشهر وهو طريح الفراش في حالة خطرة قريب من الموت إلى أن نقل إلى فرنسا تحت ضغط الجماهير التي ساندته وتضامنت معه منذ الرصاصة الأولى التي اخترقت جسده.
يتذكر معتوب كل اللحظات التي مر خلالها أثناء تواجده داخل المستشفى بفرنسا ومن (سخريات القدر) وهي عنوان الشريط الذي لحنه في فرنسا أن تكون محاولة اغتياله سببان في تغير مجرى حياته وأدرك خصومه أنهم تسرعوا قليلا في دق المسمار الأخير في نعشه فإذا فشلت الرصاصات الخمس من النيل منه فإن العكازين لن يمنعاه من المشي قدما من أجل الاستمرار في الكفاح من أجل الهوية الأمازيغية وإيصال صوت المطالبة بالحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية.
وكان ناطقا بضحايا النظام والجماهير الغاضبة، يقول معتوب في الفصل الخامس من كتابة المتمرد “أن الحركة الثقافية الامازيغية بصفتها حركة ضرورية جدا ولا زالت كذلك وستكون أكثر ضرورة في المستقبل لأنها قوام وجود القبائليين وبمختلف مشاربهم السياسية، أنها رمز لهويتنا”. جراحه لم تشفى بعد، نقل إلى فرنسا للعلاج من جديد، غادر وهو يحمل كيسا طبيا، انفجر وهو يتابع مبارة كرة القدم في القبائل عذاب حقيقي عاشه في تلك اللحظة، الأيام صعبة والليالي مظلمة رغم الداء والأعداء فقد غنى معطوب من أجل الحرية والعدالة وضد القمع والتطرف الديني الأعمى .
7- من أسير لدى الإسلاميين المتطرفين إلى رمزا عند الأمازيغ “سبتمبر 1994”:
كان قبل اختطافه بثلاثة أشهر يعلم بأنهم يترصدون له فكانت تصل إليه رسائل استفزازية وتهديديه وعلقت مناشير في كل أنحاء القبائل (تيزي وزو) كتب اسمه وصار أحد المطلوبين في القائمة السوداء عند المتطرفين الإسلاميين. في 25\9\1994 وهو عائد من الجزائر العاصمة حيث كانت الأمطار غزيرة تعب معتوب واستراح في أحد المقاهي في طريقه إلى أن دخلوا عليه القراصنة الذين ينتمون إلى (الجماعة الإسلامية المسلحة) واقتادته إلى مكان مجهول، استقبله أحد أصدقاء الماضي ولكن بعقلية مختلفة، عقب التطرف والأحادية الفكرية.
تساءل معتوب ما الذي يجعل الإنسان ينتقل من حالة التوازن إلى وضع من التعصب يمسخه من كائن عادي إلى كائن مستعد للقتل؟عانى الكثير أتناء اختطافه وبالمقابل كانت القبائل تغلي باحتجاجات وتظاهرات تنادي كلها بإطلاق سراحه يقول وهو يتحدث عن يومياته عند الإسلاميين “يعتقدون أن كل من قتل منهم في الجهاد ضد الكفار تفتح أبواب الجنة في وجهه ووجه سبعين من عائلته وأهله بعقدة الأفكار البسيطة والساذجة استقطب الإسلاميون بسهولة في أوساطهم الجانحين والمجرمين”.
في أكتوبر 1994 تم إطلاق سراحه حاملا معه رسالة من المتطرفين بأنهم ليسوا قتلة وكل ما يريدونه قيام الجمهورية الإسلامية ويطالبون سكان القبائل الكف عن الوقوف في وجههم.
بدأت الأصوات تتعالى معبرة عن فرحتها لإطلاق سراحه وانتشر الخبر في كل الجزائر ودول الشمال الإفريقي (تامزغا) وفي القبائل بشكل خاص، أفرجوا عنه لأنهم كانوا مضطرين وخائفين من انتفاضة الجماهير الشعبية يقول المعتوب “اليوم أشعر بمسؤوليات خاصة إزاءهم أدين لهم بحياتي واسمي وشعبيتي، لا يحق بي أن أخيب ظنهم بي ولن اخدعهم ستكون أغنياتي ومعركتي أشد قوة وأصلب عودا عما كانوا عليه فيما مضي”.
هل أنا متغير اليوم ؟ سؤال طرح عليه بعد خروجه من ذلك الجحيم، تغير سلوكه وصار عصبيا، متقلب المزاج، يعيش حالات من القلق، عاش حالة من الكوابيس المزعجة، ويبقى أفضل علاج عنده كتابه (المــــتمرد) وأعماله الموسيقية التي تعبر عن أحاسيسه ومعاناته وهويته.كان الموت الشعور الحاضر والغائب في نفس الوقت ومعركته أكيدة أنه تحت نار حكم موقوف التنفيذ، عادت إلى ذاكرته لحظات الماضي بآمالها وآلامها يقول معتوب في ختام سيرته الذاتية المتمرد “أريد أن أعيش وأغنى بكامل الحرية، الجزائر الإسلامية لن يكون لها وجود إذا اقتضى الحال أن أهب حياتي في هذا الكفاح فلن أتردد في ذلك، عجزوا عن كسر شوكتي طيلة 15 يوما من الاعتقال والآن سؤكد لهم، بل وسؤكد لهم أننا أقوى منهم، لا أحد بمقدوره الوقوف في وجهنا، معركتنا عادلة ونبيلة”،
رحل “النبي” معتوب كما يلقبه الكثير من الأمازيغ، وذكرياته بقيت راسخة في أذهان الحركة الأمازيغية في كل بلدان تامزغا، ناضل من أجل قضيه عادلة “الأمازيغية” وعليها أستشهد في مثل هذا اليوم 25 يونيو 1998 بعد أن استقرت في جسده 78 رصاصة.
على سيارته لا يزال أثار الرصاص شاهداً على جريمة اغتياله.
كتب معتوب لوناس سيرة ذاتية بعنوان “المتمرد” “Le Rebelle” مفصلة عن حياته استعرض فيها عالم طفولته وقريته وظروف الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والفترة التي تلت استقلال الجزائر والتي تميزت بما يسميه انقلاب العناصر العروبية ضد الأمازيغ الذين أشعلوا الثورة الجزائرية وساهموا بأكبر الجهد والجهاد ضد الفرنسيين.
واستعرض لوناس القمع الذي تعرضت له الهوية الجزائرية من طرف النظام الحاكم، ويروي معتوب لوناس أيضا فترة خدمته بالجيش الجزائري بالتفصيل ويبين صورا من الحرب بين النظامين المغربي والجزائري. وأدلى معتوب في سيرته بما رآه من طرد الجيش الجزائري لآلاف المهاجرين المغاربة القدماء وسلب أموالهم وشحنهم على شاحنات عسكرية قبل إفراغهم على الحدود المغربية.
كما يبين معتوب لوناس آراءه في القضية الأمازيغية وأسباب إخفاق الأمازيغ في الحصول على حقوقهم. ويعطي صورة حية عن المجتمع الجزائري تحت الاستبداد.
*من أقواله
عن الربيع الأمازيغي، “كنت متوتراً حد السعار لعدم مشاركتي في الأحداث، كنت ممزقاً بين رغبتي الجامحة في أن أكون بين ظهران أبناء منطقتي وبين التزامي الفني. غنيت أمام الجمهور وحرصت على ارتداء بدلة عسكرية حتى أقول إننا نخوض معركة“
“أدركت عبر سنتي التجنيد، أنه لا هدف للجيش سوى تنمية مشاعر الخوف عند الشبيبة إزاء النظام والسلطة“.
“الأمازيغية هي لغتي الأم، تعلمت بها الكلمات الأولى في حياتي، وألفت بها نصوصي الغنائية، لكن هي أيضا لغة غير معترف بها في الجزائر ولا تدرس، وكلما نطقت بها تصورت نفسي كما لو أنني أقاوم”.
“إننا مهددون في وجودنا وحياتنا وكرامتنا وحريتنا، نكون مقابل الدفاع عن هذه الأشياء، نريد أن نعيش ونفكر ونكتب ونغنى”.
“أن الحركة الثقافية الامازيغية بصفتها حركة ضرورية جدا ولا زالت كذلك وستكون أكثر ضرورة في المستقبل لأنها قوام وجود القبائليين وبمختلف مشاربهم السياسية، أنها رمز لهويتنا”
“أعرف أنهم يترصدون بي وسيقتلونني وأن المسألة مسألة وقت فقط(…) لكنني أفضل الموت من أجل أفكاري على أن أموت على فراش المرض أو الشيخوخة”
“أريد أن أعيش وأغنى بكامل الحرية، الجزائر الإسلامية لن يكون لها وجود إذا اقتضى الحال أن أهب حياتي في هذا الكفاح فلن أتردد في ذلك، عجزوا عن كسر شوكتي طيلة 15 يوما من الاعتقال والآن سؤكد لهم، بل وسؤكد لهم أننا أقوى منهم، لا أحد بمقدوره الوقوف في وجهنا، معركتنا عادلة ونبيلة”.
عن الحرب بين الجيشين المغربي والجزائري، “تجمعنا جذور مشتركة بهم، كانوا من أمازيغي الجنوب المغربي بالأطلس الكبير، في أعماق جبال القبائل، اكتشفت مع بني جلدتي أن ثمة مغاربة نتحدث وإياهم لغة واحدة”.
*منتصر إثري
*المراجع..
- مؤسسة تاوالت
- كتاب المتمرد
- مواقع إعلامية
- صفحات اجتماعية