راضية آيت علا، خياطة شابة منخرطة في تعزيز إشعاع الثقافة الأمازيغية

بأناملها الذهبية، تقوم الشابة راضية آيت علا، داخل ورشتها الصغيرة المجهزة بعناية، بخياطة الجبادور والجلابيب والقندورة وإكسسوارات مستوحاة من حياكة الصوف الأمازيغي بمنطقة الأطلس المتوسط.

بشخصيتها التي تمتزج فيها روح المرح والجدية والهدوء، تجعل هذه الخياطة المتشبثة بأصولها الأمازيغية، من مهنة الخياطة لغتها الفنية لإنتاج قطع متميزة وفريدة من نوعها، حاضر فيها الجانب الأمازيغي بقوة.

متسلحة بمسار جامعي غني، وطموح ملهم، وشغف لا متناهي، ومواهب أخرى متعددة، تستلهم راضية من ملابس النساء الأمازيغيات في بلدتها الأصلية، تونفيت، بإقليم ميدلت، وتستمد أعمالها من الثقافة والفن الأمازيغيين، بشكل أكثر دقة من الألوان والأشكال وقطع النسيج لتجعل منها إبداعات تحمل علامتها وتوقيعها.

وهكذا أصبح شغفها بالخياطة شغلها الشاغل منذ حوالي أربع سنوات، حيث أسست سنة 2022 تعاونية “يو زرت” التي تتولى رئاستها وت شغل برفقتها سيدات ذوات خبرة وموهوبات أصبحن يعول عليهن في نجاح هذه التعاونية.

وقد قادها النجاح الذي حققته علامتها إلى المشاركة في معارض وطنية وجهوية لعرض إنجازاتها والتعريف بالثقافة الأمازيغية المغربية في روعتها.

أزيائي وإبداعاتي لا تقتصر على الأشياء البسيطة التي ترضي العين ، ولكنها تحمل رسائل تعيد ربط الصلة بالثقافة الأصيلة المتجذرة والتواصل مع الاتجاهات الجديدة في العصر الراهن والحديث“، تقول راضية آيت علا.

واعتبرت هذه الخياطة الشابة، المنخرطة بقوة في تعزيز الثقافة الأمازيغية، أن هذه الأخيرة بثرائها وتنوعها وتعدد ألوانها ما زالت تبهر وتجذب مصممين من جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنها تشكل اليوم مصدر إلهام لا ينضب للجيل الجديد من المصممين الشباب، ليس فقط المغاربة بل أيضا الأجانب.

وتابعت “لطالما ألهمتني المعرفة الفنية للنساء الأمازيغيات، والتي تمت المحافظة عليها منذ آلاف السنين، وقد اخترت في سبيل تكريس هذا التقليد، هذه الحرفة التي تتيح لي، كل يوم، فرصة لتعزيز هذه الثقافة العريقة“.

وفي حديثها لوكالة الأنباء المغرب الرسمية عن الدافع وراء تأسيسها تعاونية متخصصة في الخياطة الأمازيغية، أوضحت هذه الشابة أن ذلك نابع من طموحها لتوسيع مشروعها الذي بدأ في سنة 2019 بورشة صغيرة أقامتها في بيتها، وأيضا انطلاقا من رغبتها في توفير فرص شغل مهمة لنساء موهوبات منحدرات من قريتها الأصلية يمارسن الخياطة.

وقالت إن “العديد من الفتيات غير المتمدرسات وربات البيوت من قرية تونفيت التي ولدت فيها، يبحثن عن فرصة لإبراز مهاراتهن في الخياطة والحصول على مصدر دخل قار. وتعاونيتنا، التي تضم حاليا ست سيدات، تمنح هذه الفرصة“.

وعن مشاريعها المستقبلية، أبدت راضية طموحها لفتح قريبا لمركز للتكوين في مجال الخياطة والطرز التقليدي لتقديم تكوينات نظرية وعملية للسيدات اللواتي يمارسن مهنة الخياطة بهدف تعزيز اندماجهن في الدينامية الاقتصادية وسوق العمل.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *