ردا على موقف ما يسمى رابطة علماء المغرب العربي

أمينة ابن الشيخ أوكدورت

في سياق النقاش الوطني حول مراجعة مدونة الأسرة في المغرب، تفاجأت بموقف صادر عن ما يسمى “رابطة علماء المغرب العربي”، التي تأسست خارج الحدود الوطنية وبالتحديد في تركيا. هذا الموقف الذي يعكس تدخلاً غريبًا وغير مبرر في قضايا تهم المجتمع المغربي وتمس خصوصياته الدينية والثقافية.

والى هؤلاء اقول، ان المغرب يتميز بنظام متفرد، نظام له سيادته الدينية تحت إمارة المؤمنين، التي تحمي وتضمن التوازن بين القيم الإسلامية والحقوق الإنسية والتطلعات المجتمعية، ووجود مجلس علمي أعلى يشرف على تدبير الشأن الديني وفق رؤية تستجيب لواقع المغاربة وخصوصياتهم.

اما هذه الرابطة ومن يناصرها فهم يسعون لتصدير توجهات دخيلة على تدين المغاربة وتبني خطابًا متعارضًا مع السيادة المغربية ومع خصوصيات نظامنا الوطني، فهي خارج السياق الديني والثقافي المغربي، ما يثير تساؤلات حول أهداف موقفها وخلفياتها الفكرية.

أكثر من ذلك، فإن محاولة هذه الرابطة التشكيك في مشروعية التعديلات المقترحة على مدونة الأسرة، مثل تقاسم الأموال بين الزوجين، تكشف عن جهلها بالسياق المحلي المغربي، حيث إن هذا المبدأ اي ءاصريض ن تمزالت او الكد والسعاية مستلهم من أعراف امازيغية مغربية أصيلة في الثقافة الأمازيغية. وهي من القيم التضامنية والإنصافية المتجذرة في تاريخ المجتمع المغربي قبل أن تُعرف في أي مرجع غربي.

إن المغرب، بثوابته ومؤسساته، ليس في حاجة إلى دروس من كيان أُسس في سياق إقليمي مختلف، يسعى إلى إعادة إحياء تأثير العثمانية في شمال إفريقيا. المواقف الصادرة عن هذه الرابطة ليست سوى محاولة لإقحام المغاربة في توجهات لا تنسجم مع استقلالية قرارهم الوطني، وهي بذلك لا تضيف شيئًا للنقاش، بل تعكس عجزها عن فهم الواقع المغربي وتجذره في قيمه الوطنية والدينية.

اقرأ أيضا

لماذا تخسر قضيتك رغم أنك على حق؟ . . . تأملات قانونية

في عالم القانون، يسود اعتقاد شائع بأن امتلاك الحق كفيل وحده بضمان الانتصار في أي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *