في ما يشبه ردّا على التصريحات الأخيرة للكاتب الوطني لشبيبية حزب “العدالة والتنمية” اتجاه تحركات حزب “التجمع الوطني للأحرار” بخصوص الأمازيغية، وأخرها تنظيم “منتدى أزا” بإقليم ايت باها، وهي التصريحات التي اتهم فيها “أمكراز” عزيز أخنوش وحزبه باستغلال الأمازيغية لأهداف انتخابية سابقة لأوانها. قال البرلماني عن حزب “التجمع الوطني للأحرار” عبد الله غازي إن ” الأمازيغية ليست عِرقاً (معيناً) وليست عصبية ولا طائفة أو زاوية”.
وأضاف غازي في تدوينة له بمنصته على موقع التواصل الاجتماعي ” تمازيغت قيم لا تجتمع مع نقيضها، هي قيم وليست جبّة، هي قيم لا تجتمع مع نقيضها”، مضيفا:” ننتصر لأمازيغية بتراكم منظومة قيم، دون تقديس و بعيدا عن مجال المطلق”، وزاد “ننتصر لأمازيغية النسبية والعقلانية والديمقراطية والحداثة. نسبية :منطلقاتها التعدد والتنوع والاختلاف..عقلانية ديمقراطية حداثية: متبصرة، تنبد تقديس الثابت، والاستسلام للدجل والخرافة .. ديمقراطية حداثية: بكونيتها ونفسها التحرري”. يورد غازي
واسترسل عضو فريق “التجمع الدستوري” بمجلس النواب :”ننتصر لأمازيغية مغرب المواطنة، مغرب التنمية والعدالة، كقيم وليس كعنوان. ننتصر لتمازيغت دون تعصب ولكن دون مواربة ولا خجل ننتصر لها كمغاربة، وكقضية لكل المغاربة، و بمنطق تمغربيت. بمنطق الولاء للأرض، أرض المغرب..وليس لقومية المشرق وأصنامه. تمازيغت قيم لا تجتمع مع نقيضها!”. وفق تعبيره
ومضى رئيس المجلس الإقليمي لتزنيت، عبد الله غازي يقول :”جيدٌ جداً أن نتكلم الأمازيغية كلِسان عميق أن تسكننا الأمازيغية كوجدان وكثقافة…اليقين هو حين نتنفّس الأمازيغية و تجري تدفقا في عروقنا هويةً و قيماً. محمد خيرالدين شاعر أمازيغي وإن كتب بفرنسية مدهشة. سانت أوگستان كتب باللاتينية ولكنه أمازيغي..محمد شكري كذلك وإن كتب بالعربية..وأفولاي (لوكيوس أبوليوس) كتب روايته ” الحمار الذهبي” باليونانية منذ ثلاثة آلاف سنة، ولا أحد يجادل أنه أمازيغي…”.
من جهتها، قالت الإعلامية والفاعلة الأمازيغية، أمينة ابن الشيخ، إن “العبرة بالأفعال والممارسة والمواقف عندما يتعلق الأمر بالقضية الأمازيغية، وليس في الحديث بالأمازيغية أو النطق بها”، مشيرة إلى “أن رئيس الحكومة، سعيد الدين العثماني الذي يقود حزب العدالة والتنمية يجيد الحديث بالأمازيغية ويخاطب بها، لكن السؤال هو ماذا قدم للأمازيغية؟.
وأضافت أمينة ابن الشيخ، في حديثها لـ”amadalamazigh” أن جل “قيادات حزب العدالة والتنمية وأغلب المنخرطين في الحزب يجيدون الحديث بالأمازيغية وينتمون للمناطق التي لا تزال تحافظ على طابعها الأمازيغي، كسوس مثلا، لكن نجدهم يطلقون أسماء فلسطينية على أزقة وشوارع أكادير ويحاولون طمس الهوية البصرية للمدينة الأمازيغية، وتعربيها وربطها بفلسطين، وبالتالي فالحديث بالأمازيغية مجرد عذر”. تورد المتحدثة.
وتساءلت ابن الشيخ عمّا قدمت “البيجيدي” للأمازيغية، وهو “الحزب الذي يملك جمعيات أمازيغية وأسسها لـ”غرض فرملة بعض الأوراش الكبرى المتعلقة بالنهوض بالأمازيغية”، مبرزة أن الحزب الحاكم يوجد “في تسيير الحكومة وأقرب إلى تنفيذ المشاريع، إلا أننا نجدهم يقومون بفرملة الأمازيغية بحجة الأمازيغية مسؤولية وطنية”.
وأفادت الفاعلة الأمازيغية أنها استجابت لدعوة “الأحرار” للمشاركة في “منتدى أزا” الذي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم أيت بها نهاية الأسبوع الماضي، لأن “المشرفين على تنظيمه هم فاعلون أمازيغ معرفون بنضالهم على الأمازيغية في الميدان قبل “التيكيت” السياسي والانتماء الحزبي”، مبرزة أنه “أول منتدى من نوعه ينظمه حزب سياسي مغربي”، مشيدة في السياق ذاته بـ”المشاركة الوازنة للفاعلين الأمازيغ ونوعية النقاش الجاد”، كما نوهت بـ”الجوائز الرمزية التي خصصها “الأحرار” لعدد من المشاركين وهي جوائز ترتبط أساسا بالميدان الذي نناضل من أجله، كالإعلام والتعليم والأدب والفنون..”.
وشدّدت ابن الشيخ في معرض حديثها، على “أننا لا نملك حق منع أي حزب سياسي من العمل في الميدان الأمازيغي لأننا ببساطة لسنا أوصياء على الأمازيغية، ويجب أن نكون حذرين في تعاملنا ونضالنا، لأن الغاية في النهاية هي أن تأخذ الأمازيغية منحاها الصحيح وتنال حقوقها كاملة”، وفق تعبيرها، مردفة القول :”هناك من يتحدث عن الدولة الأمازيغية ولو على شاكلة “دولة طالبان” وهذا الأمر نرفضه بالتأكيد”، نحن “لا نريد الأمازيغية الفارغة من الحمولة والقيم الحداثية والتقدمية ” ن تامازيغت””. على حد قولها
وحول ما وصفها البعض بـ”انتهازية الأحرار” في تعامله مع الأمازيغية، أوضحت ابن الشيخ أن هناك تغيير على مستوى قيادات الحزب، بالإضافة إلى أن “هناك عدد من المناضلين الأمازيغ الذين نعرفهم في الساحة النضالية حتى قبل التحاقهم بالحزب، وهذه العوامل ساهمت في الدينامية التي نشهدها اليوم داخل حزب “الأحرار” وبالتالي ربما شروط توفرت اليوم، أي الشروط للانفتاح أكثر على الأمازيغية”.
وعادت ابن الشيخ في حديثها لـ”amadalamazigh” إلى القول بأن الأحزاب السياسية المغربية تعرف “الصعود والنزول في مواقفها، وهذه المواقف تأتي غالبا حسب الأشخاص الذين يقودون هذه الأحزاب”، إلا أن هذا لا يمنعنا اليوم من الإشادة بموقف “الأحرار” الذي يملك قوة اقتراحية وقوة جماهيرية ويستطيع أن يفيد الأمازيغية”. تقول المتحدثة
واعتبرت الفاعلة الأمازيغية أن “الانفتاح” الذي عبرت عنه قيادات حزب “الحمامة” مؤخرا بخصوص الأمازيغية، هو “امتحان للحزب داخل المجلس الحكومي وفي غرفة البرلمان المقبلة على مناقشة ميزانية 2019، وما مدى إيمانه بالأمازيغية والضغط على تخصيص ولو حيز من الميزانية للنهوض بالأمازيغية، وكذا الضغط كقوة اقتراحية على إخراج القوانين التنظيمية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، ليس بصيغته الحالية التي أعدها رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، بل بصيغتها الصحيحة التي كانت به هذه القوانين في الأول”.
وأضافت أمينة ابن الشيخ أن “حزب التجمع الوطني للأحرار” يستطيع أن يمارس التأثير والضغط على باقي الأحزاب السياسية التي تحالف معها في التصويت على رئيس مجلس المستشارين وهو من المعارضة، وبفضل قوته وتحالفاته تمكن من ذلك، وبالتالي يستطيع أيضا أن يضغط بنفس التحالف بخصوص مناقشة الميزانية وكذلك في إخراج القوانين التنظيمية للأمازيغية”. على حد قولها
*منتصر إثري