رشيد نجيب: جائزة “ليركام” تحفيز والأمازيغية تكافح لإيجاد مكانتها في الإبداع العالمي

في إطار جهود النهوض بالترجمة إلى اللغة الأمازيغية، لا سيما في شقها الأدبي والإبداعي، تُوِّج المترجم والباحث رشيد نجيب بجائزة الثقافة الأمازيغية التي ينظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عن عمله المتمثل في ترجمة المسرحية العالمية “الخادمات” (Les Bonnes) للكاتب الفرنسي المبدع جون جوني (Jean Genet) من اللغة الفرنسية إلى الأمازيغية، الصادر ضمن منشورات شركة إديسيون أمازيغ.

وبهذه المناسبة أجرت جريدة العالم الأمازيغي حوار مع المتوج.

يقدم لكم طاقم الجريدة احر التهاني ووافر الأماني والمتمنيات لكم بالمزيد من التألق والسداد، في البداية قدم لنا نبذة حول عملكم الذي نال الجائزة، وماذا تعني لكم جائزة الثقافة الأمازيغية وماهي قيمتها المضافة بالنسبة لمسيرتكم العلمية؟

من أجل النهوض بالترجمة إلى الأمازيغية لاسيما في شقها الأدبي والإبداعي والفني وتوفير نصوص مسرحية عالمية للفرق المسرحية، أنجزت ترجمة للمسرحية العالمية: الخادمات ضمن منشورات شركة إديسيون أمازيغ، لصاحبها المبدع الفرنسي جوني الذي أقام ردحا من الزمن بالمغرب إلى أن دفن بمدينة العرائش في شمال المغرب. وقد ترجمت هذا العمل المسرحي المتميز من اللغة التي كتب بها ألا وهي الفرنسية. وهي المسرحية التي تميز كل الإنتاج الأدبي للكاتب الفرنسي جون جوني باعتبارها تنتمي لمسرح العبث. وقد رشحت هذا العمل الترجمي لجائزة الثقافة الأمازيغية التي ينظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كل سنة تخليدا منه لذكرى خطاب جلالة الملك محمد السادس السامي والتاريخي ألا وهو الخطاب الملكي لأجدير 2001 المحدث والمنظم للمعهد الملكي للثقافة والأمازيغية. هذه الجائزة المعترف بها تمثل بالنسبة لي كمبدع وكباحث وكمترجم يشتغل في المجال المؤسساتي المرتبط بالترجمة الأمازيغية، إشهادا جديدا وترصيدا لمختلف العمليات الترجمية إلى الأمازيغية التي أقوم بها خاصة وأنني أمارس العمل الترجمي إلى الأمازيغية بوتيرة يومية تقريبا بحكم انشغالي اليومي المهني الرسمي المؤسساتي، فضلا عن الأنشطة الأخرى التي قمت بها في الأونة الأخير, ومنها تنظيم ندوة حول الترجمة الأمازيغية بمقر جريدتكم وباحتضان منها وكذا إشرافي على ملحق أمازيغي أسبوعي بإحدى الجرائد الوطنية كثيرا ما أنشر فيه ترجمات لعدد من الأخبار، فضلا عن الترجمات الثقافية والتاريخية التي أنشرها بجريدتكم الغراء العالم الأمازيغي التي تعتبر مدرستي الأولى في مجال النشر والترجمة الأمازيغية حيث سبق لي وأن نشرت فيها وأنا بعد طالب رواية البؤساء مسلسلة ومواد ترجمية كثيرة ومنها كذلك ترجمة القانون التنظيمي 26/16 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.

هل يمكن القول إن الجائزة تحفز المبدعين الامازيغ على مزيد من العطاء في كل المجالات، خاصة الترجمة، (وحدثنا عن اهمية الترجمة في اللغة الأمازيغية)؟

بطبيعة الحال، لا يمكن لأي جائزة إلا أن تكون عنصر تحفيز وتشجيع بالنسبة للحاصل عليها، فهي في المجصلة الأخيرة اعتراف جلي بأهمية العمل الذي أنجزه. وترصيد للعمل المنجز من ضمن كل الأعمال المتنافسة. بالنسبة للترجمة الأمازيغية، ففي الواقع هناك عمل باعث على الأمل ينجز سواء إن على المستوى المؤسساتي (التجربة المتميزة مثلا لمؤسسة مجلس النواب في الترجمة الأمازيغية الأنية والمحينة لكل أنشطة المجلس وكذا المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووكالة لاماب وكل المؤسسات الرسمية التي وظفت أطرا عليا متخصصة في الترجمة الأمازيغية) أو المستوى الأدبي من خلال ترجمة الأعمال الأدبية الكبرى والمتميزة سواء تلك التي ينشرها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أو تلك التي ينشرها المجتمع المدني المهتم بالأمازيغية كرابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية أو جمعية أد نورو س تمازيغت وغيرهما من الجمعيات والمراكز الثقافية الأمازيغية…وكذا الذي ينشرها المبدعون بشكل فردي وعلى نفقتهم.

من خلال تجربتكم هل فعلا الأمازيغية استطاعت أن تجد لها مكانا في مجالات الإبداع الأدبي والعلوم الاجتماعية وتنافس باقي اللغات أم ما يزال حضورها في مجال الكتابة والابداع محتشما؟

الأمازيغية كلغة وكثقافة تكافح يوما عن يوم، منتجو الثقافة الأمازيغية بدورهم يكافحون يوما عن يوم لفرض ذاتهم والدفاع عن لغتهم وثقافتهم والتعريف بإنتاجاتهم المتنوعة في هذا الإطار. مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية صرح علمي وأكاديمي كبير، مؤسسة مفتوحة ومنفتحة تبذل جهودا كبيرة وجبارة في سبيل تشجيع منتجي الثقافة الأمازيغية في مختلف المجالات والميادين واحتضان أفكارهم ومشاريعهم في هذا الإطار. وهذه المؤسسة فضلا عن ذلك هي صاحبة مبادرات متميزة كثيرة ومنها التنظيم السنوي لجائزة الثقافة الأمازيغية التي تمنح في أصناف عدة. واقعيا ومنطقيا، لا يمكن أن نقول بأن الأمازيغية تنافس اللغات الأخرى المتواجدة في السوق اللغوية الوطنية ويكفي أن ننظر إلى الإحصائيات الرسمية حول عدد الإصدارات بالأمازيغية على سبيل المثال. الامازيغية ستتمكن من منافسة هذه اللغات إذا توفرت لها نفس الإمكانيات المتوفرة لهذه اللغات بنفس القدر وفي المجالات ذات الأولوية.

حاورته نادية بودرة

اقرأ أيضا

تمويل مشاريع نسائية بجهة درعة تافيلالت لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة

جرى، الثلاثاء 22 أكتوبر 2025، بالمركز الثقافي تاركة بالراشيدية، حفل توقيع الاتفاقيات الخاصة بتمويل المشاريع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *