رغم توصيات “الهاكا” وغضب الفعاليات الأمازيغية .. القنوات العمومية تتجاهل الأمازيغية في الحملات التحسيسية ضد “كورونا”

رغم أن المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري “الهاكا” أوصى بأن تبث الوصلات التحسيسية المتعلقة بفيروس “كورونا”المستجد بالمغرب، على كل القنوات العمومية باللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، وبلغة الإشارة بالنسبة للخدمات التلفزية، إلا أنها (القنوات العمومية) استمرت في تجاهل اللغة الأمازيغية في الحملات التحسيسية التي تُقدمها.

وتمادت القنوات العمومية في ضرب حق المواطنين الناطقين بالأمازيغية في الإعلام الرسمي، عبر تجاهلها المستمر في التواصل والتحسيس بفيروس “كورونا”، وتقديم نصائح بخصوص الوقاية منه، باللغة الأمازيغية التي تعد لغة رسمية في الدستور والقانون واللغة الأم للأغلبية من المغاربة.

المؤسسات الحكومية لم تكن أحسن حالا من القنوات العمومية، إذ استمرت بدورها في تجاهل المراسلات والبيانات لعدد من الفعاليات الأمازيغية، وتوصيات “الهاكا”، واستمرت في تجاهل تقديم المعطيات والمعلومات والنصائح والإرشادات حول وباء فيروس كورونا، باللغة الأمازيغية.

وسجلت رئيسة التجمع العالمي الأمازيغي، أمينة ابن الشيخ “باستغراب شديد إقصاء كلّي للتواصل باللغة الأمازيغية مع المواطنين والمواطنات، خصوصا في المناطق التي لا تزال تحافظ على خصوصياتها اللغوية”.

وأضافت الفاعلة الأمازيغية “تتبعنا طوال الأيام الماضية الحملة التواصلية التي تقوم بها وزارة الصحة، والأرقام والمعطيات التي تُقدمها للرأي العام، باللغتين العربية والفرنسية، في حين تجاهلت وبشكل تام التواصل بالأمازيغية باعتبارها لغة رسمية للدولة، واللغة الأم للأغلبية من المغاربة، وفي هذه المرحلة الحرجة التي تستدعي التواصل مع المغاربة بلغاتهم التي يفهمونها”.

واعتبرت ابن الشيخ في رسالة وجهتها إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني “إقصاء الأمازيغية ومنعها من وظيفتها الرسمية وإقصائها من التواصل مع المغاربة في هذه الظرفية الحرجة، إجراءا مخالفا للقانون والدستور وللمواثيق والقوانين الدولية التي صادق عليها المغرب”.

وقالت ابن الشيخ في تصريح ل”أمدال بريس” حتى “البراح” الذي يقوم بحملة تحسيسية في الأزقة والشوارع وحتى في البلدات والقرى، يقوم بها باللغة العربية الفصحى في كثير من الأحيان، عوض الدارجة و الأمازيغية”. مشيرة إلى أن “الوصلات التحسيسية بالعربية يقومون بها مستغلين آليات الدولة من مكبرات الصوت و سيارات الشرطة والدرك وسيارات الإسعاف…في تجاهل تام للامازيغية”.

بدورها، اعتبرت منظمة “تاماينوت” تجاهل التواصل بالأمازيغية في هذه الظرفية “استمرارا لسياسة التمييز والعنصرية اتجاه الأمازيغ والأمازيغية بالمغرب”.

ووصفت “تاماينوت” الإجراءات التواصلية للحكومة ب”المخالفة للدستور والقانون ومنافية للواقع على اعتبار أنها تعرقل الحق في الوصول للمعلومة وتوفيرها، خصوصا حين يتعلق الأمر بمعلومات ضرورية مرتبطة بالنجاة والحياة”.

اقرأ أيضا

ندوة حول موضوع الفلسفة والحرب: مآزق العيش المشترك

نظمت شعبة الفلسفة، بالتعاون مع مجتمع الخطاب وتكامل المعارف وماستر الفلسفة المعاصرة: مفاهيم نظرية وعملية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *