تم،يوم الأربعاء 10 ماي الجاري، في ندوة احتضنتها ستوكهولم، إبراز دور المغرب كنموذج في مجال توطيد قيم التسامح والعيش المشترك.
وعرف اللقاء، الذي نظم بمبادرة من جمعية “أصدقاء اليهودية المغربية” بشراكة مع سفارة المغرب في السويد حول “دعم التنوع وفتح الطريق أمام العمل المناخي” مشاركة أزيد من 150 شخصية من دبلوماسيين وباحثين وممثلي المجتمع المدني.
وأتاحت الندوة التأكيد على أهمية حفظ التنوع الثقافي كعامل مهم لتوطيد الدولة الاجتماعية، مع استحضار المغرب كنموذج في هذا المجال.
ولاحظ الباحثون كيف أن المغرب تميز عبر الأجيال كملتقى وأرض للتعايش بين ثقافات وعرقيات وديانات عديدة.
وبهذه المناسبة، أوضح سفير المغرب في السويد وجمهورية لاتفيا، كريم مدرك، أن لقاء من هذا النوع يساهم في التعريف بالمملكة كمثال لتكريس قيم التسامح والعيش المشترك، والتعددية الثقافية واللغوية والعقائدية لدى الرأي العام السويدي.
وسجلت أستاذة القانون بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن المغرب عرف دائما كيف يعزز هويته حول منظومة من القيم والتطلعات الاجتماعية والثقافية والروحية والقانونية مبرهنا على قدرته على مزج مختلف الثقافات.
وقالت إن المغرب بصدد إرساء نموذج للسياسات والبرامج التي تجعل البيئة دعامة للصمود والمرونة ويحرص على أن يشارك جميع قطاعات المجتمع في تحقيق هذا الهدف بفضل برامج ثقافية وتربوية وصيانة ذاكرة مختلف الجماعات المكونة للنسيج الوطني الاجتماعي.
وأكدت الجامعية أن هذه البرامج تسحب البساط ممن ينشدون زرع الانقسام والعنف مشيرة الى أنها تنفذ في إطار علاقات توافقية بين مختلف الأطراف المعنية وتعكس قدرة الدولة على الاضطلاع بدور الوساطة.
من جهتها، رأت الباحثة المختصة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، أرينغبيرغ لاناتزا، أن المغرب أبان عن قدرته على استيعاب مختلف الهجرات وعرف، عبر الزمن، كيف يصنع فضاءات للعيش المشترك والتبادل بين مختلف الثقافات والديانات.
واعتبرت أنه من خلال السهر على النهوض باللغة والثقافة الأمازيغية، كرست المملكة حقيقة أن التعددية الثقافية خاصية أساسية للمجتمع المغربي.
ونوهت الباحثة السويدية بدور المغرب كبلد تعايش جسده تاريخ اليهود في المملكة، مشيدة بالجهود المبذولة من قبل السلطات المغربية في مكافحة الأفكار المسبقة ومعاداة السامية.
ومكن اللقاء، في محور آخر حول الطاقات المتجددة والتغير المناخي، من إبراز جهود المغرب في مجال تحقيق الانتقال الطاقي وتطوير هذا القطاع الواعد.