سعاد بن قيشوح: دعم المرأة نفسيا وتمكينها سياسيا واقتصاديا هو أنسب الحلول للتحقيق المساواة

تترأس بن قشوح سعاد جمعية الاستقبال والاستماع والتوجيه للدعم النفسي، وشبكة الجمعيات التنموية بإقليم الحسيمة، وهي خريجة كلية الآداب ضهر المهراز- فاس تخصص الأدب الإسباني، ومباشرة بعد تخرجها من الجامعة عملت في وكالة الاسفار، وراكمت خبرة في هذا المجال لسنوات، وأهلها تمكنها من اللغات الأجنبية لمنصب مديرة هذه الوكالة، غير أن زلزال 2004 غير مجرى الأحداث، حيث هاجر صاحب الوكالة إلى بلجيكا، وانخرطت سعاد في العمل الجمعوي، الذي كانت كل أولوياته بحوزتها، لآنها كانت تقوم بأعمال خيرية متعددة تستهدف دور العجزة والإيواء بالحسيمة.

وأول انخراط لها في العمل الجمعوي كان مع جمعية “تويا للعمل النسائي”، والتي كانت فيها متطوعة، نظرا للظروف التي فرضها زلزال 24 فبراير 2004 وما خلفه من دمار وحاجة الساكنة للدعم…، وفي مارس من نفس العام زارت منظمة فرنسية تتكون من أطباء نفسانيين مدينة الحسيمة، وبحكم أنها كانت المتطوعة الوحيدة التي تجيد اللغة الفرنسية في جمعية “تويا”، كلفت بمرافقة الأطباء النفسانيين لزيارة الدواوير الأكثر تضررا من الزلزال، والتحق بها مجموعة من كفاءات المدينة منهم أساتذة ومديري المدارس وموظفين بالمجلس الجماعي بالحسيمة، وآخرين…، تكونوا على يد المنظمة الفرنسية المسماة CAM comité  d’aide médicale  لمدة 3 اشهر.

وتروي لنا سعاد عن ذكرى ذات أهمية غيرت من مسارها النضالي، تتمثل في حوار دار بينها وطبيبة نفسانية منسقة لمجموعة الأطباء الذين قدموا إلى الحسيمة؛ “قالت لي سعاد نحن سنعود الى فرنسا أتمنى أن نلتقي في يوم من الأيام، فكرت جيدا فسألتها ما جدوى الشواهد التي حصلنا عليها هل سنضعها في الرفوف ونقفل عليها… قالت لي وماذا تقترحين؟ قلت لها نخلق لها امتداد لنؤسس جمعية تستمر في هذا الاتجاه، قالت لي هل هذا ما تريدين قلت نعم لأنها ستكون أول جمعية في الإقليم تعمل على الدعم النفسي، قالت لي سأعود إلى فرنسا وسأخبر رؤسائي بهذا المقترح قد نتمكن من تأمين دعم لهذه الفكرة”، وأضافت “أخبرت زملائي وزميلاتي بالحديث الذي دار بيننا، وفعلا عادت الطبيبة إلى فرنسا وبعد مدة قصيرة هاتفتني وقالت إن رئيستها وافقت على دعمنا”.

توجت هذه الفكرة والتخطيط خلال شهر يوليوز سنة 2004 بتأسيس جمعية “الاستقبال والاستماع والتوجيه” وصوت الجمع العام بالإجماع على سعاد لتترأس الجمعية، وخلال سنة 2009 وبعد التنسيق والعمل مع بعض الجمعيات الصديقة بنوا عملهم الجمعوي وفق مقولة “الإتحاد قوة” بعد لقاءات ومشاورات تم تأسيس شبكة الجمعيات التنموية بإقليم الحسيمة، والتي كانت تضم فقط 4 جمعيات بدأت تتكاثر على مدى السنين، ولتصبح اليوم أكثر من 17 جمعية وتعاونية. والشبكة تضم جمعيات مختلفة منها التي تعمل في مجال مناهضة العنف ضد النساء وجمعيات ثقافية وجمعيات رياضية وجمعية تعمل في مجال دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وجمعيات نسائية أخرى بالإضافة إلى بعض التعاونيات.

بالنسبة لتقييم سعاد للعمل الجمعوي بمدينة الحسيمة فتعتبره متقدم جدا، وظهر مستواه خلال الفترات الحرجة المتمثلة في الفترة التي تلت زلزال 2004 مثلا، وخاصة الجمعيات النسائية التي بذلت مجهودات جبارة لإخراج النساء عامة والريفيات خاصة من ظلمة الأمية، والعمل على تنظيم حملات تحسيسية في المجال الحقوقي والدفاع عن الحقوق الإنسانية للنساء، وأهم الأهداف التي حققتها كجمعية أو كشبكة هو التمكين الاقتصادي للنساء حيث ساهمت من خلال العمل الجمعوي في تأطير نساء كثيرات وتكوينهن ودعمهن على تأسيس تعاونيات خاصة بهن.

وأضافت سعاد “ناضلنا أيضا وترافعنا في إطار جمعيتنا على تأسيس أول مركز الاستقبال والاستماع والتوجيه بالإضافة إلى إيواء النساء ضحايا العنف وفي وضعية صعبة، وعقدنا شراكات كثيرة مع منظمات أجنبية منها “إطفائيين بلا حدود” بفرنسا التي تعمل معنا منذ 2004 على تكوين وتأطير التلاميذ والتلميذات في مجال الإسعافات الأولية”، كما تم تكوين أيضا جمعيات كثيرة في هذا المجال، وكذلك بعض الإدارات.

كما ربطت أيضا شراكة مع منظمة إيطالية وبدعم من الاتحاد الاوروبي لتكوين الجمعيات في هذا الميدان، وتكوين موظفي وموظفات ومستشاري ومستشارات ضمن 6 جماعات ترابية وهي امزورن، بني بوعياش، ايث قمرة، والرواضي وبني جميل وتارجيست بالإضافة إلى إقليم الحسيمة، ولديها أيضا شراكة مع منظمة فرنسية تعمل في مجال محاربة الاتجار في البشر، وذلك عبر التأطير القانوني وتوفير الدعم المادي لضحايا الاتجار في البشر.

وفيما يخص الأنشطة المقترحة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، دورة تكوينية في مجال التشبيك والترافع، مقدمة من طرف الخبيرة الدولية خديجة الرباح خلال يومي 6 و7 مارس، ولقاء خاص مع النساء المستفيدات ضمن جمعية النساء والاتحاد النسائي الوطني يوم 8 مارس، حول دلالات هذا اليوم العالمي، وتوسيع دائرة معارفهن حول الطابع  النضالي الذي يكتسيه هذا اليوم، واستماتات وتضحيات الحركة النسائية من أجله على الصعيد العالمي، كما ستقدم سعاد دورات تكوينية بالتنسيق مع جمعيات أخرى إحداهن بإمزورن والتي ستتطرق من خلالها لمواضيع مهمة أهمها مناهضة العنف ضد النساء والتمكين الاقتصادي.

وتعتبر سعاد أن “وضعية المرأة بالريف تطورت بشكل ملحوظ، والريف الآن يزخر بكفاءات نسائية مهمة، ولدينا نساء في مراكز القرار، بمستوى مستشارات وموظفات…، نحن نطمح لتمكين المرأة سياسيا واقتصاديا، ونسعى لتحقيق الأفضل دائما، لنبلغ مرحلة المساواة الحقيقية”.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *