
دعوة للعدالة والمراجعة النقدية
حث “سومار” على ضرورة دمج رؤية تاريخية نقدية للحقبة الاستعمارية الإسبانية في المغرب، كإجراء يهدف لمنع انتشار الخطابات العنصرية ضد السكان المغاربة، وخاصة تلك التي تروج لها جماعات اليمين المتطرف. وأكدت الوثيقة، التي وقعت عليها النائبتان آينا فيدال وفيفيان أوغو، أن الاستعمار شكل فترة تاريخية ذات “عواقب عميقة للشعوب التي تم غزوها”، وأن “تداعياتها الهيكلية لا تزال قائمة في الوقت الحاضر”. وأعربتا عن أسفهما لكون “الدولة الإسبانية لم تتحمل هذه المسؤولية التاريخية بعد”، وأن التاريخ الاستعماري لا يزال غائبا عن كل من المناهج التعليمية والنقاش العام.
تداعيات حرب الريف واستخدام الأسلحة الكيماوية
ويعتبر التكتل أن فترة الحماية الإسبانية في المغرب، ولا سيما “حرب الريف” (ابتداء من 1921)، كانت حالة نموذجية، حيث اندلعت كرد فعل على ثورة السكان المحليين. وذكر النص أن الحرب التي قتل فيها ما يصل إلى 25,000 جندي إسباني، كان لها “عواقب مدمرة” على السكان المدنيين الريفيين، مع الاستخدام الموثق للقصف الجوي العشوائي وحتى الأسلحة الكيماوية المحظورة، مثل غاز الخردل. كما سلط الاقتراح الضوء على أن حرب الريف مثلت “مدرسة حرب” لجنرالات مثل فرانسيسكو فرانكو وإميليو مولا، الذين قادا انقلاب 1936 والحرب الأهلية الإسبانية.
تناقض في تخليد الذكرى
ويأتي اقتراح “سومار” بالتزامن مع ذكرى مرور قرن على معركة إنزال الحسيمة عام 1925، التي وصفها الاقتراح بأنها عملية إنزال بحري جوي واسعة النطاق أدت لاحقاً إلى سقوط جمهورية الريف، مُخلفة آثار تهميش اقتصادي واجتماعي في المنطقة. وفي تناقض واضح، وافقت لجنة الدفاع بالكونغرس على اقتراح مدعوم من حزب فوكس (Vox) والحزب الشعبي (PP)، يدعو الحكومة إلى تنظيم فعاليات للاحتفال بذكرى إنزال الحسيمة. وشدد “سومار” على ضرورة أن تتحمل إسبانيا “مسؤوليتها” تجاه “الجرائم المرتكبة” وأن تتبنى إجراءات لضمان الاعتراف بهذا الماضي وفقاً لمعايير الحقيقة والعدالة والجبر.
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر