قد يكون من الصعب ربط الأمازيغية بالأشخاص، لكون القضية فوق الأشخاص، وذات جذور تاريخية وكونية بشمال إفريقيا، إلا أنه من الضروري الوقوف بين الفينة والأخرى على تجارب ومسارات لأشخاص ساهموا في ملف الأمازيغية ايجابيا أو سلبيا.
وفي هذا الصدد استوقفتني شخصية رجل سياسي ، لا يختلف اثنان حول مكانته في سلم الدولة، جعلته يتقلد عدة مناصب هامة ومصيرية للبلاد.
وهنا يتعلق الأمر بالسيد شكيب بنموسى الذي أرى فيه رجلا سجل إسمه في معاداة الأمازيغية، والبداية كانت في منصب وزير الداخلية حيث كان وراء رفع دعوة قضائية ضد أول تجربة سياسية حزبية أمازيغية، ويسجل التاريخ أنه الوزير الذي حل الحزب الديمقراطي الأمازيغي، ثم في ظل رئاسة لجنة النموذج التنموي وما عرفه من اضعاف تام لمحور الأمازيغية في النموذج التنموي المغربي، وصولا إلى منصب وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة واقبار فعلي للأمازيغية في التعليم، وهو القطاع الأهم والاساسي بالنسبة لأي تنزيل حقيقي ومنصف لطابع الرسمي للأمازيغية.
وبعيدا عن التشخيص في معالجة إشكالية الأشخاص في علاقتهم بالأمازيغية ، لابد من إثارة الموضوع ومناقشته وطرح سؤال ، هل بالفعل بعض الأحداث التي تستهدف الأمازيغية والتي أشرفت عليها بعض شخصيات الدولة مقصودة ومدروسة أم أنها نتيجة سياسة عمومية للدولة ومواقفها ؟
والجواب في نظري يكمن في كون الدولة تختار بعناية رجالاتها لمهام خاصة تعرف إمكانية انجاحها من طرفهم وبالتالي تحقيق اهدافهم، إلا أن التاريخ لن ينسى الأشخاص وما قدموه من تضحيات في سبيل تحقيق المواطنة من غيره طيلة مسار الدولة المغربية.
وهنئا لمن قدم خدمة جليلة لقضايا الوطن، وتبا لمن يستثمر وقته ضدا على إرادة الشعب.
الحسن بنضاوش