ورغم اتباع اغلب مسلمي الأمازيغ، مذهب السنة والجماعة، وتوارث سيرة النبي محمد شفوياً، إلا أنها المرة الأولى التي يصدر فيها كتاب بلغتهم يتناول حياته.

وعن تازغارت قال إنه “سفر ممتع مع حياة أكبر رجل عرفه التاريخ البشري الرسول محمد عليه الصلاة والسلام”، حسب ما نقلته عنه وكالة الأناضول.

وأضاف أن الرسول “تعرّض على مر التاريخ لحملات تشويه ممنهجة أثرت مؤخراً حتى على المسلمين المنبهرين بالثقافة الغربية المادية وقد انساق بعضهم وراء الحرب القذرة التي طالته”.

وأردف: “كتبت المؤلف انطلاقاً من جغرافية ميلادي بالجزائر، وذكرت في المحور الأول أن من الأوائل الذين اشتغلوا على الحجاز وجزيرة العرب حتى الهند هو الملك العالم يوبا الثاني (ملك أمازيغي وُلد في القرن الـ52 الميلادي.

وتابع: “تناولت في الكتاب محاور أخرى مثل الحالة الدينية والروحية قبل الإسلام عند المماليك الأمازيغية بشمال إفريقيا وقرار النبي أن تكون وجهة الهجرة الأولى نحو الحبشة في إفريقيا وأن ذلك لم يكن عبثاً”.

وأوضح تازغارت أن من واجبه كأمازيغي مسلم أن يكتب عن حياة الرسول ويحاول تقديمه بلغته.

وأرجع ذلك إلى أن “الثقافة الشفوية تحكي عن النبي بإسراف ولكن التدوين هو خطوة نحو البحث المتمعن في لحظات عيش رجل خرج وحيداً من غار حراء (الذي كان يتعبد فيه الرسول شرق مكة المكرمة وفيه نزلت الآيات الكريمة) ليُغير مجرى التاريخ الإنساني”.

وحول أسباب كتابته عن سيرة الرسول بالأمازيغية بيّن أن “الكنيسة بعد نهاية الحروب الصليبية (أواخر القرن 13) واصلت حملاتها ضد الإسلام بالإنتاج الفكري والمعرفي المتبلور فيما سُمي الاستشراق”.

وأضاف أن الكنيسة “حاربت الإسلام علانية وبوسائل مكشوفة، وأظهر أعداؤه دهاء كبيراً بعملهم على نسف الدين من الداخل عبر زرع أفكار وتصورات تقلل من قيمة الرسول الكريم”.

وزاد تازغارت أن “الرسول الكريم تعرّض لحملة محكمة لإظهاره رجلاً يجري وراء السلطة ولا يتوانى في القتل واستعمال العنف حتى يصل إلى مراده”.

واعتبر تازغارت، أنّ رسومات صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية “عيّنة من هذه التخيلات والتشويهات التي تراكمت منذ قرون”.

وحسب تازغارت، فإن “هذه الحملات الفكرية والإعلامية القوية خلفت شروخاً حتى داخل العالم الإسلامي الذي يُراد تجريده من قيمه وأخلاقه تحت ما يسمى العولمة”.

وأضاف: “أصبحت الكتابة ضد الرسول (ص) من شروط النجاح في الغرب وبخاصة فرنسا فيما يخص الجزائر وبلدان المغرب العربي”.