ان التعامل الغريب لبعض ممثلي السلطة في المناطق المهمشة المحسوبة على المغرب المنسي يثير الاستغراب ويدفع الى طرح مجموعة من الأسئلة من قبيل :
– هل السلطات في المركز هي من يعطي الضوء الأخضر لممثلتها للتنكيل بالمواطنين؟
-هل الدولة لا تملك إلا المقاربة الأمنية وسياسة العنف اللفضي والجسدي في معالجة قضايا ومشاكل مواطنيها ؟
– لماذا هذه القسوة الغير مبررة على مواطنين لا يريدون إلا العيش في كرامة لا منقوصة ولا مشروطة؟
– ما معنى إفراغ مواطنين من أراضي استوطنها آباءهم وأجدادهم منذ قرون فورثوها عنهم بالنسب والأصل والتاريخ؟
إنها أسئلة مشروعة من حقنا طرحها على كل من يهمهم الأمر من سلطات مركزية تحكم بمنطق الأنانية والاستعباد وسلطات جهوية وإقليمية تحكم بمنطق الإذلال والحكرة.
أسئلة نطرحها حين نجد أن الدولة، التي من المفروض عليها حماية مواطنيها، عبر العلاقة التي تربط كل الدول بمواطنيها تتجرد من هذه المسؤولية بل تنذر هؤلاء المواطنين بالإفراغ من أراضيهم كسكان أصليين مبررة ذلك كونهم لا تربطهم بالدولة أية علاقة قانونية. فما معنى أن السكان لا تربطهم بوطنهم أية علاقة قانونية وما هي المعايير التي يعتمد عليها لكي يرتبط المواطنون بالدولة التي ينتمون إليها مع العلم أن لا وطن لهم غيره؟ فلا هم جاؤوا من اليمن ولا من الشام ولا من الحجاز كأولاد الشرفاء المحضوضون الذين رسمت الدولة المغربية وقننت تمييزهم وتفضيلهم عن باقي المغاربة ببطائق رسمية.
إننا لا ننطق عن الهوى بل هكذا، ”دون أن تربطكم بالدولة أية علاقة قانونية”، ختمت مندوبية الأملاك المخزنية التابعة لوزارة المالية بمدينة أكادير الإنذار الذي وجهته إلى سكان تدوارت بالدراركة التابع لعمالة انزكان.
كذلك بنفس المنطق حجز رجال الدرك الملكي البطائق الوطنية لكل من السيد مهدي سموح والسيد عليبوش محمد لا لشيء إلا لأنهما ثارا رفقة السكان بجماعة اسول بتنغير وأمام البرلمان بالرباط العاصمة ضد السلطات التي أرادت الاستحواذ على أراضيهم دون وجه حق.
إن العاقل في مغربنا الحبيب لن تستقيم له المعادلات والنظريات أمام كل ما يعيشه من تناقضات في أربعة وعشرين ساعة في اليوم. خصوصا إذا كانت قدماه تمران به أمام البرلمان ففي كل يوم تجد مجموعات تعتصم في هذا المكان الذي أصبح عشبه وضلال أشجاره وقبلهما رمزية المكان ملجأ للغضب والتعبير عن عدم الرضا.
فأن تجد المعطلين والنقابيين والنساء قد يبدو عاديا لكن أن تجد رجالا في سن آبائنا محياهم وشم عليها الزمان بكل الالوان والاحجام كل ماسي الدنيا هؤلاء هم قدماء محاربي الوحدة الترابية الذين حاربوا في سبيل مغرب موحد بشماله وجنوبه هؤلاء من تصدى للعدوان ضد الوحدة الترابية وهاهم يجازون باللامبالاة والاهانة بالتنكر لهم بعد وعدهم من قبل بحل مشاكلهم وإنصافهم.
إنها مفارقة عجيبة وغريبة فكيف يعقل أن تتعامل الدولة مع من رفع بالأمس السلاح ضد الوطن بالرحمة والغفران وتمد له يدها وتغرقه في الامتيازات والإكراميات بل وتدعق عليه بالمناصب السامية، في حين أن من حمل السلاح دفاعا عن الوطن يجازى بالإهمال وبنكران الجميل.
إن المنطق الذي تعاملت به الدولة قبلا، في بداية الاستقلال مع أبائنا وأجدادنا الذين ضحوا بالمال والنفس في سبيل استقلال البلاد، هو نفس المنطق الذي تتعامل به الدولة الآن مع هذه الشريحة من المواطنين الوطنيين.
هل لكي تسمع الدولة بكل مؤسساتها، وهنا لا نستثني أحدا، صوت الشعب وأنين المواطنين يجب أن يلجأوا إلى سياسة الابتزاز الشونطاج التي نراها سياسة ناجحة هذه الأيام.
إنها مهزلة أن تدفع الدولة بمواطنيها إلى الراديكالية والعصيان.
فما معنى أن تنعت أمازيغ الريف في بني بوعياش وبوكيدارن ودريوش وتازة وأمازيغ سيدي ايفني بأولاد الصبليون؟ لماذا لم تنعت غيرهم بأولاد فرنسا؟ سؤال لا نريد منه معرفة من نحن؟
ما معنى ان تنتفض ءيميضر ومريرت وافلا ءيغير ألأن القاسم المشترك بين هذه المناطق هو سياسة تفقير القبائل والرمي بها في أحزمة المدن خدمة للوبيات العقار ولوبيات المناجم التي لا تربطها بهذه الأرض إلا المصلحة المادية.
وما معنى أن تمنع الدولة على مواطنيها الحق في التظاهر السلمي إن تعلق الأمر بمشاكلهم الداخلية في حين توفر لهم كل إمكانياتها اللوجستيكية والإيديولوجية إن تعلق الأمر باستيراد مآسي شعوب لاستعمالها ذريعة لتفريغ المكبوت لدى مواطنيها وتهييجهم ضد قضايا لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
من يريد للمغرب ان يسير إلى الهاوية؟
ⵉⵖⴰⵍ ⵓⵏⵊⵓⴼ ⵎⴰⵙⴷ ⴰⵣⴳⴻⵔ ⵓⵎⵍⵉⵍ
ⵉⴳⴰ ⴰⴽⴽ ⵜⴰⴷⵓⵏⵜ
ighal unjuf masd azger umlil
iga akk tadunt
صرخة العدد 141 / أبريل – جريدة العالم الأمازيغي