واهم من يختزل القضية الأمازيغية في ما هو ثقافي ولغوي فقط، وإلا لما اعتصم أمازيغ إميضر من أجل ثروتهم المعدنية، واقتحم شباب أمازيغيين منجم أقا كولدن بتافراوت من أجل حقهم في الشغل والإستفادة من مواردهم، وواجه أمازيغ على طول خريطة المغرب انتزاع أراضيهم تحت ذريعة الملك الغابوي، بقوانين ترجع إلى الفترة الإستعمارية، ولما يحتج الأمازيغ مند سنوات، لإطلاق سراح معتقلين سياسيين أمازيغيين بسجن مكناس، ولما احتج جمهور فريق شباب الحسيمة ومعهم جمهور حسنية أكادير، برفع صور عبد الكريم الخطابي، عقب نزع صورته عنوة في إحدى المقابلات من قبل السلطة، ثم أليس مستغربا أن يضطر أمازيغ طاطا للإحتجاج، لأن قائد أزعجه رمز أزا بالمدينة فسارع إلى هدمه بلا تردد، ولأي سبب يسارع الأمازيغ إلى المشاركة في أي حراك احتجاجي، يتبنى أرضية مطلبية شاملة، أليست القضية الأمازيغية في نهاية المطاف قضية شعب، يعاني من التهميش والعنصرية، ثقافيا، لغويا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ألا يعد حرمان الأمازيغ من حقوقهم اللغوية والثقافية، بمثابة الجزء الظاهر فقط، من جبل العنصرية والتهميش الجليدي، ألم يتم اعتبار كامل الأرض الأمازيغية، مجالا حيويا يتم استنزافه اقتصاديا، وقمعه سياسيا مع حرمانه اجتماعيا، ألا يريد الأمازيغ حقوقهم اللغوية، الثقافية ومعها حقهم في العيش بكرامة داخل دولة ديموقراطية، تلك بضعة أسئلة نطرحها، على كل من يلخص القضية الأمازيغية، في مطالب لغوية، ثقافية يتم تجزيئها وتأجيلها سنة بعد أخرى.
إنها قضية شعب أمازيغي، يعاني على كل الأصعدة و المستويات، بديهي أن يقتضي النضال من أجله إدا مشروعا مجتمعيا شاملا، يتوخى إقرار كل الحقوق الأمازيغية بالتوازي، لغوية، ثقافية كانت، أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، وليس إقرارا شكليا لجزء رمزي جدا منها وبالتقسيط، مع استغلال حق ومطلب للالتفاف على مطالب وحقوق أخرى كثيرة، إننا نعيش تيها نضاليا وثمة أسئلة مغيبة، دقت ساعة استحضارها والإجابة عنها، من أجلنا جميعا.
مستحيل أن نستمر في الرهان على من يستكثرون، على الأمازيغ أمورا تدخل ضمن خانة الرمزية، من قبيل كتابة أسماء الشوارع والأزقة وشارات المرور بحرف تيفيناغ، وكدا إقرار رأس الأمازيغية كعيد وطني، مع تضمينه في جدول العطلات الرسمية، وكدا من يتحينون الفرص لإفراغ وتعطيل كل ما يتخذ لصالح الأمازيغية من قرارات، ليبقوها حبرا على ورق، ولكم في القانون التنظيمي مؤخرا خير مثال.
الأمر واضح إدا ولمن ينكره، فقديما قال الحكيم الأمازيغي:
wanna ithuchn ur ad ihbu udm ns
ⵡⴰⵏⵏⴰ ⵉⵜⵃⵓⵛⵏ ⵓⵔ ⴰⴷ ⵉⵃⴱⵓ ⵓⴷⵎ ⵏⵙ
وسنة أمازيغية سعيدة لكم جميعا، نصنع فيها التغيير.
صرخة العدد 149 / يناير – جريدة العالم الأمازيغي