في العدد السابق من جريدة العالم الأمازيغي تطرقنا لحصيلة الأمازيغية لسنة 2013، وهي حصيلة سلبية، مؤلمة، بكل المقاييس تدفع للتشاؤم، ولكن الأدهى والأمر هو ان بداية السنة الحالية المفروض فيه أن تحفل بالجديد في كل الأوراش الخاصة بالأمازيغية، وتكون مبعث تفاؤل لانتظارات شريحة كبيرة من الشعب المغربي ولكن العكس هو الذي حدث، فالتعامل السلبي لا زال مستمرا ضد كل ما هو امازيغي إنسانا، لغة وثقافة…. والإجهاز على مكتسباتها على علتها أصبح بطولات وميداليات على أكتاف من لا يقدر عواقب هذه الأفعال، مما يدفعنا بالتالي منذ الآن إلى عدم التفاؤل كثيرا بخصوص ما يمكن أن يتحقق للأمازيغية هذه السنة، التي على ما يبدو ستمر كما الثلاث سنوات الماضية التي تلت ترسيم الأمازيغية في المغرب مما ينذر بما لا تحمد عقباه لان هذه التصرفات دليل على استصغار واحتقار ذكاء المواطنين الامازيغ الذين – طال الزمن او قصر- سينتفضون ضد هذا الظلم آنذاك سيقال ليت هذا ما كان.
فما معنى أن يتقدم الفريق البرلماني لحزب الاستقلال بداية شهر فبراير الحالي، بمشروع قانون تنظيمي للمجلس الأعلى للغات والثقافة، يقترح فيه تدريس الأمازيغية بالحرف ألأرامي المنسوب إلى العربية، وهو أمر أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه عبثي، إذ كيف يمكن أن نستسيغ قيام برلمانيي حزب الاستقلال بمحاولة إعادة فتح نقاش حرف كتابة اللغة الأمازيغية، الذي تم حسمه منذ إحدى عشر سنة، بتوافق أمازيغي مغربي ومصادقة ملكية. الغريب أن بقية الأحزاب والفرق البرلمانية بدل أن تنبه إخوانها في حزب الاستقلال إلى كون دورهم جميعا اليوم يجب أن ينصب على إخراج القوانين التنظيمية لتفعيل ترسيم الأمازيغية، الذي بقي مجمدا لثلاث سنوات وليس إعادة فتح نقاشات محسومة، ولكسب الرضا والود والتقرب من حزب الاستقلال سارع حزب العدالة والتنمية وجناحه الدعوي حركة التوحيد والإصلاح، للتعبير عن بهجته لمقترح حزب الاستقلال حول إعادة عقارب الساعة الأمازيغية إلى الصفر، وتجديد نقاش طوي منذ سنوات حول حرف كتابة اللغة الأمازيغية لأن الأحزاب عندنا في المغرب وبقدرة قادر تتصارع وتختلف على كل شيء إلا على ماهو ضد القضية الامازيغية آنذاك تستكن إلى بعضها وتتآلف قلوبها وتهنئ بعضها البعض، أما فيما غير الامازيغية فالحروب الباردة والساخنة بينها هي الفيصل.
يوم 9 فبراير الحالي أعلن التجمع العالمي الأمازيغي والمجتمع المدني بالجهة الشرقية عن عزمه تنظيم وقفة تضامنية بالمعبر الحدودي بين المغرب والجزائر، لمساندة أمازيغ المزاب بالجزائر الذين تقوم ميليشيات مدعومة من السلطات الجزائرية بالهجوم كل يوم على بيوتهم وأحيائهم، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ما خلف عشرات القتلى ومئات الجرحى والمهجرين من الأمازيغ من ديارهم ومحلاتهم التجارية، بالإضافة إلى خراب هائل في الممتلكات يقدر بالملايير، لكن السلطات المغربية في شخص والي جهة وجدة السيد محمد بالمهدية منعت الاحتجاج التضامني يومين قبل موعده منعا كتابيا، فسارع حزب العدالة والتنمية إلى الترحيب بقرار المنع من خلال إعلامه سيرا على خطى الإعلام الجزائري، وهذا ليس بغريب عن هذا الحزب الذي تبقى حصيلته الحكومية ايجابية فقط في قمع المغاربة الذين يضطرون صباح مساء للاحتجاج ضد سياسته الفاشلة في كل شيء.
إذا استطعنا أن نسقط مقولة الكتب تقرأ من عناوينها، على السنوات، سنقول أن السنة تقرأ من بدايتها، فسنة 2014 إذن منذ بدايتها تبعث على الكثير من التشاؤم، وسبب هذا التشاؤم استمرار تحكم وحكم المغرب، من قبل أحزاب مرجعيتها وإيديولوجيتها – كما نقول دائما – مبنية على القومية العربية التي لا تعترف لا بالأمازيغ ولا بالمغرب، بل فقط بالمشرق أما المغرب فهو فقط بقرة حلوب لها لا لغيرها. ولم تكتف هذه الأحزاب بما ارتكبته من جرائم طوال عقود في حق هذا الشعب، بل الآن تريد الرجوع بنا إلى الوراء، ومحو كل المكتسبات الهزيلة التي اكتسبها الشعب بالنضال الميداني، سواء في مجال حقوق المرأة وحرية التعبير والقضية الامازيغية التي تحقق لها الترسيم بفضل نضالات جمعيات وفعاليات الحركة الأمازيغية من جهة، ومن جهة أخرى بالبحث العلمي والأكاديمي، خاصة من طرف باحثات وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وباقي الباحثين بالجامعات والمعاهد الوطنية والدولية، ومن هذا المنطلق لن نسمح لأي احد النيل والضرب في ما تحقق الى الان.
والغريب انه في الوقت الذي من المفروض فيه أن تتحمل الحكومة والبرلمان ومختلف المؤسسات الدستورية وأحزاب الأغلبية كما المعارضة، التي تمول بأشكال أو بأخرى من جيوب المواطنين المغاربة، مسؤوليتها لإيجاد حلول للوضع الشاذ للأمازيغية لغة أغلبية المغاربة، نجدهم يشنون الحروب ليس ضد الامازيغية فحسب بل كذالك على مناضليها ونعتهم بالصهيونية لأنهم بالأمس كانوا ينعتونهم بأولاد الاستعمار وحفدة ليوطي وحين وضعوا أيديهم في أيدي فرنسا وقطر لقطع الطريق على الامازيغية بشمال أفريقيا هاهم اليوم يستعملون ورقة الصهيونية لعلهم يجدونها وسيلة لتهميشنا وتقزيم وتبخيس مجهوداتنا. إلا أنهم مهما فعلوا فلن يثنونا عن الدفاع عن قضيتنا ولا تزيدنا هذه الحروب الا قوة وعزيمة إيمانا منا بمشروعية قضيتنا التي لن يننازل عنها. وللتاريخ نقول انه سيان عندنا بين من يتحامل على الأمازيغية علانية، ومن يتواطأ بالصمت للهجوم عليها.
وقديما قال الحكيم الامازيغي:
Ur tlli tmazirt n ssird ad tct
ⵓⵔ ⵜⵍⵍⵉ ⵜⵎⴰⵣⵉⵔⵜ ⵏ ⵙⵙⵉⵔⴷ ⴰⴷ ⵜⵛⵜ
صرخة العدد 160 / فبراير – جريدة العالم الأمازيغي