لقد أثارت انتباهي تغريدة للأستاذ عبد الله زارو في الفايسبوك، حين علق على تصريحات المحجوبي أحرضان حول مقتل عباس المساعدي تحت إشراف بنسعيد آيت إيدر إذ قال: ”الشلح (أحرضان) يتهم الشلح (بنسعيد) بقتل الشلح (مساعدي)… سبق أن قلت أن الخيانة عُملة (بربرية) بامتياز، والمازوخية مُصل أمازيغي..
أفهم الآن، وأكثر من أي وقت مضى، لمَ يسهل استحمار ساكنة شمال إفريقيا والتحكم فيها عبر القرون ومن قِبل كل الأقوام..ولكم في معتوب، وهو آخر مغدور من قِبلِ أهله، عبرة ودرس أيّما درس“.
إنها بالفعل حقيقة مرة و لو أن مثل هذه الصفات هي صفات لصيقة بالطبيعة الإنسانية، والأمازيغي ليس ملاكا بل إنسان لا يمكن استثناؤه من القاعدة.
ولكن ملاحظة الأستاذ زارو تستحق الاهتمام لأن التمعن فيها وتحليلها سيجعلنا نستنتج ما يلي:
أولا: أن المغاربة كلهم أمازيغ إلا بعض العائلات القليلة جد امن بني هلال و بني سليم، وقصة وصول هؤلاء للمغرب وطريقة ومكان استقرارهم معروفة.
ثانيا: كثير من مشاكل الأمازيغية سببها الأمازيغ أنفسهم، وقد سبق لي في هذا المنبر أن أوردت لائحة الأمازيغ الذين يتربعون على عرش الاقتصاد الوطني من جميع الجهات، والأمازيغ الذين يسيرون الأحزاب السياسية التي تتبنى العروبة فقط دون أيأخذ بعين الاعتبار للأمازيغية، والأمازيغ الذين أسسوا تيارات إسلاموية تعادي الأمازيغية جملة وتفصيلا، ثم الأمازيغ الذين ينظرون لعقود صباح مساء للقومية العربية ويقومون بسلخ قوميتهم الأمازيغية، والأمازيغ الذين تعج بهم الأقسام في المدارس والثانويات وقاعات الدرس بالجامعات مغربية كانت أو أجنبية وووو.
لكن لما ذكر أعلاه بالتحديد نقول أن الأمازيغية ليست بالعرق أوبالدم ولا تؤمن بصفاء ونقاء العرق والدم، بل الأمازيغي أو الأمازيغية هي وهو ذلك الإنسان الذي يؤمن بقيم الأمازيغية من ديمقراطية، مساواة، عدالة، احترام الحق في الحياة، حب الأرض …………. الأمازيغية أو الأمازيغي هو ذلك الذي يحترم ذاته و هويته لا أن يحب نفسه، لأن الفرق بين حب الذات و احترام الذات فرق شاسع.
و السؤال الذي يفرض نفسه هو هل هذا المواطن الأمازيغي الذي نراه في كل مكان لم يحن له الوقت بعد، للتخلص من التبعية للغير واحتقار ذاته، ويهم بالإنخراط في مشروع سياسي كبير يجمع شتات الأمازيغ ودائما ليس مبنيا على العرق، ولكن على أولئك المؤمنين “بالقومية الأمازيغية” المبنية على القيم الأمازيغية التي تتصدرها الديمقراطية وشعار “الإنسان، الأرض، اللغة”.
إنها أسئلة مشروعة ربما ستلقى من يجيب عليها بالفعل وليس بالكلمات والهتافات.
وقديما قال الحكيم الأمازيغي:
ⵎⵜⴰⴷ ⵉⵙ ⵎⵓⵏⵏⵜ ⵓⵔ ⴰⵜ ⵏⵜ ⵉⵛ ⵡⵓⵛⵏ
Mtad is munnt ur atnnt ic wucn
ⵎⵇⵇⴰⵔ ⵉⵎⵥⵥⵉ ⵉⵜⵔⵉ ⵉⴳⴰ ⴰⴽ ⵜⵉⴼⴰⵡⵜ
Mqqar imzzi itri iga ak tifawt
صرخة العدد 161 / مارس – جريدة العالم الأمازيغي