أراد أحمد لحليمي المندوب السامي للتخطيط المشرف على الإحصاء في رده على الندوة الصحفية التي نظمتها جريدة العالم الامازيغي بتنسيق مع الهيئات والمنظمات الأمازيغية التي دعت إلى مقاطعة الإحصاء، خلال برنامج ملف للنقاش على قناة “ميدي 1” أن يبرر تجاهله للتوصيات الأممية ومطالب الأمازيغ فيما يتعلق باللغة الأم، فقدم عذرا أقبح من زلته الأولى التي اعتبر فيها السؤال عن اللغة الأم لا أخلاقي ولا مهني، حيث زاد أن اللغة الأم لا تطبق إلا حين يتعلق الأمر بلهجات ولغات مهددة بالانقراض. وهذا كذب ليس على الأمازيغ فحسب بل وحتى على الأمم المتحدة نفسها، لأنه عندما طالبنا بإدراج السؤال المتعلق باللغة الأم في استمارة الإحصاء، انفجر لحليمي غاضبا واتهمنا بالفتنة واعتبر هذا السؤال لا أخلاقي ولا علمي ولا مهني. وبعد أن جئناه بأكبر برهان على جهله وترهاته، أي النص المتعلق باللغة في تقرير الأمم المتحدة المراجع والمنقح من طرف شعبة الإحصاءات للأمم المتحدة برسم دورة إحصاءات 2010 (“مبادئ وتوصيات لتعداد السكان والسكنى، التنقيح 2” نيويورك 2009)، الذي عرف اللغة الام ب “اللغة التي يتكلمها الفرد عادة في منزله في طفولته المبكرة”، لم يجد لحليمي بدا، خلال برنامج ملف للنقاش الذي شارك فيه يوم الأحد 07 سبتمبر على قناة ميدي1 من الاعتراف بأن السؤال عن اللغة الأم هو بالفعل سؤال يطرح في الإحصاءات السكانية.
غير أنه وللأسف، وحتى يداري عن الطريقة الإيديولوجية واللاعلمية واللامهنية التي يدير بها عملية وطنية كبرى شديدة الأهمية والحساسية، فقد حاول من جديد، وخلال نفس البرنامج استغباء المغاربة، من خلال التصريح بأن سؤال اللغة الأم لا يطرح إلا بخصوص اللغات الآيلة للانقراض.
ومع ذلك وانسجاما مع هذا التعريف الجديد الذي أعطاه لحليمي للغة الأم نطرح سؤال، فلماذا تم تجاهل مراسلة كونفدرالية جمعيات أمازيغ صنهاجة بالريف بتاريخ 16 يوليوز 2014، التي أكدت على أن فروع الأمازيغية التي تخصهم مهددة بالانقراض حسب تقرير لليونسكو سنة 2009؟ أليسوا أناسا كباقي البشر؟ أليسوا مواطنين مغاربة والمال الذي يمول به الإحصاء هو مال المغاربة أجمعين؟
ونزيد ونقول لماذا لم تشر شعبة الإحصاء للأمم المتحدة إلى أن السؤال يهم فقط اللغات المهدد بالانقراض؟ وما رأي لحليمي إن احتكمنا إلى بان كيمون في هذا الموضوع؟
ثم ما رأي السيد لحليمي في الإحصاء العام للسكان سنة 2011 بكندا الذي أفضى إلى إحصاء أكثر من 200 لغة، كلغة أم أو كلغة مستخدمة في البيت، وصنف العربية كثالث لغة من بين الأكثر تطورا ما بين إحصاءي 2006 و2011، هل العربية لغة في طور الانقراض؟ أم أنه حلال علينا وحرام عليكم.
وفي الأخير، ننهي إلى علم السيد لحليمي إلى أن عددا من الأساتذة المشاركين في الإحصاء يخبرونه أنهم يعتبرون هذا الإحصاء أسوأ الإحصاءات التي شاركوا فيها، فالتكوين كان رديئا جدا، مما أدى إلى فرز باحثين دون المستوى. إلا أنهم بعد أن رأوك من خلال البرنامج المشار إليه أعلاه مرتبكا وعاجزا عن التعريف بمصطلح بسيط من أبجديات علم الإحصاء، وهو مصطلح “الساكنة النشيطة” زال عجبهم وعلموا أنه إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة.
و قديما قال الحكيم الامازيغي:
ⵎⴰ ⵢⴳⴰⵏ ⵉⵏⵉⴳⵉ ⵏⵏⴽ ⴰ ⵢⵓⵛⵛⵏ?
ⵉⵏⵏⴰⵙ: ⴰⴱⵔⴹⵓⴹ ⵉⵏⵓ.
Ma ygan inigi nnk, a yuccn ?
Innas: abrdud inu.
صرخة العدد 166 / شتنبر – جريدة العالم الأمازيغي