ينتابنا الشك حول إفريقية المغرب ونتساءل بكل صدق.. هل المغاربة حقا أفارقة؟
إذا كان الرد بالإيجاب فما هي المبررات التي تدفع بالدولة المغربية إلى الابتعاد عن إفريقيا وترسيخ الشرقنة في عقول المغاربة، وما دافعنا من وراء التساؤل إلا استغرابنا لإنخراط المغرب في الحرب الأهلية اليمنية التي لا تعنينا في أي شئ لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا ثقافيا…
إن الحديث الرسمي عن إفريقيا يماثل شبيهه حول الأمازيغية وكل ما يرتبط بالمغرب، وثمة معادلة تحاول الحكومة المغربية باستمرار تكريسها ومفادها أنه حين يحضر الشرق ومصالح المشرقيين يلغى كل ما عدا ذلك، بما في ذلك إكراهات الموقع الجغرافي للمغرب وارتباطاته التاريخية ومصالحه السياسية والإقتصادية ومقوماته اللغوية والثقافية.
المغرب الذي لا ينتمي إلى أية مجموعة دول افريقية وتجمعه علاقات سيئة مع الإتحاد الإفريقي، يتداول ساسته الانضمام إلى مجلس دول التعاون الخليجي الذي يبعد عنهم بعد السماء عن الأرض، تاركين دول إفريقية تقع تحت أنوفهم عرضة للإستغلال من أطراف لا تكن الكثير من الود لدولة كانت في عز ريادتها تسمى مراكش، وأراد لها نفس السياسيين الذين كانوا مبعث ويلاتها أن تكون مجرد مغرب للمشارقة.
إن الطامة الكبرى هي كون سياسة الدولة المغربية إفريقيا وداخليا أبعد من أن نقول عنها أنها إستراتيجية، والدليل أن المغرب اليوم يرسل طائراته لتقاتل في حرب السعودية ضد اليمن رغم أنه لا أحد يجد محلا لهذا التدخل العسكري المغربي في بلد بعيد وفقير كاليمن من إعراب المصالح الإقتصادية والسياسية للمغرب، بل حتى بيان الخارجية المغربية تحدث عن حماية أمن وسيادة السعودية !!!
لم يعد خافيا أن ألسنة سياسيينا لا تلوك حديث إفريقيا إلا مناسباتيا، أو حين يتعلق الأمر باستثمارات ضعيفة هنا أو هناك، أو مزايدات سياسية مع دول أخرى حول الارتباطات الروحية والتاريخية للمغرب مع العمق الإفريقي، وهي ارتباطات لا تعكسها السياسات على أرض الواقع، فحتى كأس إفريقيا لكرة القدم لم تتردد الحكومة المغربية في التنازل ببس%