ومع ذالك فهاهي أربع سنوات تمر على ترسيم الأمازيغية ومع كل حكومة يتم تسويق أحاديث الإصلاح الذي لا ينتهي أبدا، فكل القطاعات تحولت إلى أوراش مفتوحة ما أن تعلن الدولة عن مشروع إصلاحي جديد يهم قطاعا معينا حتى تتخلى عنه بعد سنوات لتعلن عن اخر يهم نفس القطاع، ويبقى الثابت هو التقارير الدولية حول تصنيف المغرب في كل المجالات حيث يحتل دائما درجات دنيا.
إذا أخدنا قطاع التعليم على سبيل المثال فالدولة ماضية عبر وزارة التربية الوطنية والمجلس الأعلى للتعليم في صياغة مشاريع استراتيجية جديدة تهم إصلاحه، ولكن كالعادة فقد تم تجاهل اللغة الأم الأمازيغية للمغاربة، رغم ترسيمها في الدستور، ورغم فشل كل سياسات الدولة في ذات القطاع منذ فترة الإستقلال، ولعل أكثر ما يثير الحنق فيما يتعلق بمسؤولينا هو أنهم لم يتوقفوا لهنيهة ليتساءلوا عن مبعث كل ذلك الكم من الفشل الذي يتحملون فيه المسؤولية، كما لم نراهم يراعون أبدا المعايير والتوصيات الدولية المرتبطة بذات القطاع، خاصة فيما يتعلق بأهمية اللغة الأم، التي يؤدي تجاهلها في التعليم حسب اليونسكو إلى عدم تمكن المتمدرس المغربي من اللغات الأجنبية إلى جانب عدم استيعابه للعملية التعليمة، وواهمون من يعتقدون أنه بإمكانهم وضع مخطط لإصلاح التعليم يستهدف ضبط اللغات الأجنبية من قبل التلاميذ وإندماجهم بعد التخرج في سوق الشغل مع إقصاء اللغة الأم الأمازيغية، ودروس الستين سنة من السياسات الفاشلة خير دليل على ما نقول.
لكل فشل ثمن والوفاء لأيديولوجية القومية العربية من قبل مسؤولينا نرى نتيجته في التقارير الدولية التي تصنف المغرب في مؤخرة الترتيب إلى جانب الدول الفاشلة، وإن كان الثمن الذي يدفعه الملايين من المواطنين بسبب السياسات الفاشلة للدولة لا يهم مسؤوليهم الذين تتحكم فيهم أوهام إيديولوجية بالية، فإن هؤلاء ولابد أن يفهموا أن أوهامهم تلك هي كذلك فاشلة، وخير دليل على ذلك هو أنهم وبعد أن سعوا طويلا لتعريب الأمازيغ ومحو كل مقومات وجودهم، فالدستور والواقع يؤكد وعلى عكس ما سعوا إليه أن الأمازيغ أكثر وعيا بهويتهم مما يعتقدون، رغم دروس مراكش السالفة الذكر والبربر الدين يسكنون الكهوف وغيرها التي حاول هؤلاء إغراق أذهان أبناء الأمازيغ بها لتعريبهم وجعلهم يعتقدون في عروبة لم تكن لهم أبدا علاقة بها.
وكل الحكومات المتعاقبة منذ الستينيات الى الان لم تنتج سوى فشلا مضاعفا، إذ أفشلت الدولة سعيا لإنجاح مخططاتها الواهية والتي فشلت فيها كذلك، ومرور أربع سنوات من دون تفعيل رسمية الأمازيغية يؤكد لنا أن ذهنية هؤلاء عصية على التغيير، وأن غبائهم عظيم إلى درجة أنهم لا يستفيدون من كل ذلك الكم من الفشل لهم ولسياساتهم، وهو الفشل الذي دفع الشعب ثمنه غاليا من مستقبله ومقوماته.
إن الأمازيغ معروفون بالإعتماد على النفس في أحلك المراحل التاريخية، وليسوا اتكاليين على الدولة إلى الدرجة التي تهدد مقوماتهم، وكما يشقون الطرقات في المناطق النائية ويمدون أنابيب المياه وخطوط الكهرباء اعتمادا على أنفسهم، فهم قادرون على النهوض بمقوماتهم اللغوية والثقافية وصيانة هويتهم في ظل الغياب المتعمد للدولة، هذه الأخيرة التي تأخذ من الأمازيغ كل واجباتهم اتجاهها لكنها وبالمقابل تأبى إلا أن تحرمهم من كل حقوقهم، وحتى ما التزمت به من ترسيم للأمازيغية أبقته حبرا على ورق لأربع سنوات، وهي مدة كافية ليعود الأمازيغ للإعتماد على أنفسهم بعد أمل قصير في نهوض الدولة بدورها، وفي هذا الإطار تم الإعلان عن المبادرة الوطنية للتفعيل الشعبي لرسمية الأمازيغية، أفليس الأمازيغ هم من حرصوا على لغتهم وطنية ورسمية في الواقع وحافظوا على وجودها عبر القرون رغم سعي الساعين لمحوها وإبادتها..
وقديما قال الحكيم الامازيغي:
Ur iri uskay ad immas allí izra yuccn
ⵓⵔ ⵉⵔⵉ ⵓⵙⴽⴰⵢ ⴰⴷ ⵉⵎⵎⴰⵙ ⴰⵍⵍⵉ ⵉⵣⵔⴰ ⵢⵓⵛⵛⵏ
صرخة العدد 174/ماي 2015/2955