ما معنى أن يكون المرء مغربيا أو بالأحرى ما معنى «تامغرابيت»؟
مناسبة طرح هذا السؤال هو حدثين غريبين وبارزين صدرا عن أكبر الأحزاب السياسية في المغرب.
- الأول يتجلى في موقف حزب العدالة والتنمية الذي يحكم بمنطق ان المغرب بلد عربي يظهر ذلك في:
عدم اعتراف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بالسنة الأمازيغية رغم الكم الهائل من الرسائل التي توصل بها من طرف مواطنين مغاربة نساءا ورجالا شبابا وشيوخا ومن تنظيمات سياسية ونقابية وتنظيمات ثقافية وحقوقية ومع ذلك لم يعر الأمر أي اهتمام وكأن الشعب في واد ورئيس الحكومة في واد آخر، أقول رئيس الحكومة، وليس الحكومة لأن الأحزاب المشكلة للحكومة ساندت مبادرة الحركة الأمازيغية في مراسلة العثماني، بل أصدرت بيانات المساندة والإنخراط في الحملة التي أطلقها التجمع العالمي الامازيغي، لكن هذا ليس بغريب عن حزب وصلت به اللامبالاة بقضايا الوطن إلى: - انسحاب برلمانيين محسوبين عليه، من اللجنة المكلفة بمناقشة القانون التنظيمي للغة الامازيغية، لا لشيء إلا ليكونوا ضمن الوفد الحزبي الذي ترأسه العثماني، رئيس الحكومة، لاستقبال مشعل الفلسطيني، ضاربين عرض الحائط مصلحة الوطن وانتظارات المواطنين التي تتجلى في اخراج تلك القوانين، التي انتظروها لأكثر من سبع سنوات، إلى الوجود، اضف إلى ذلك تلك العراقيل التي يضعها هذا الحزب أمام تفعيل ترسيم الامازيغية والهجوم على اللغة الأمازيغية وحروفها «تيفيناغ» مع محاولة اعادة النقاش، حول تدريسها، إلى الصفر، لعرقلة، ليس فقط ما هو منتظر بل كل المكتسبات التي اكتسبناها منذ سنوات نتيجة نضالات الحركة الامازيغية بكل مكوناتها.
الحدث الثاني:
وهو الصادر عن حزب الأصالة والمعاصرة، الحزب الذي أبان مرة أخرى على مدى قوة إيمان أعضائه بالقومية العربية أكثر من العرب انفسهم في مقابل ايمانهم بـ «تامغرابيت» ومصلحة الوطن ويتجلى هذا في: - أنهم بمجرد ما استقبلوا بدورهم مشعل حماس، و«شعلوها حماسا» وطالبوا بجرد اليهود المغاربة من جنسيتهم، بل ذهبوا إلى ابعد من ذلك، وهو تقديم مقترح قانون أمام البرلمان بموجبه تنتزع الجنسية من يهود مغاربة، ذنبهم الوحيد أن هذا الحزب، بأعضائه وقياداته، يجهلون أن اليهود ليسوا إلا السكان الأصليين لهذا البلد فهم امازيغ مغاربة اعتنقوا الديانة اليهودية، كما اعتنق آخرون الديانة المسيحية، و آخرون الديانة الإسلامية، بل أكثر من ذلك فنبيهم موسى لم يكن إلا إفريقيا أمازيغيا لأنه بعث في مصر والحضارة المصرية ماهي إلا جزء من الحضارة الأمازيغية، وموسى يحسب له أنه تلقى النبوة من الله دون اية وساطة، بل إن الله فضله على جميع الأنبياء فكلمه مباشرة وأوصاه بفعل الخير، هذا الخير الذي تميزت به أخلاق الشخصية الأمازيغية منذ القدم، اذ كانت بيوت الأمازيغ مفتوحة واياديهم ممدودة لاستقبال أي وافد كيفما كان، بل وتمتيعه بامتيازات قد تصل إلى مبايعته حاكما عليهم كما وقع مع ادريس الاول الذي أولاه الأمازيغ امرهم ونسبوه اليهم بمجرد أن وطأت رجليه أرض المغرب، مما يعني أن الهوية المغربية تكتسب على أساس الإنتماء إلى الأرض وليس على اساس العرق.
إنها رسالة لأولئك المعربين الذين عربوا ايديولوجيا فأصبحوا يحسبون انفسهم عربا اكثر من العرب، ومن هذه النماذج عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يؤكد على أن الأمازيغية لن تصير أبدا لغة رسمية في الجزائر، لكن ها هو يتراجع عن موقفه وهو على فراش المرض بين الحياة والموت.
فمتى يحين الوقت ليتراجع المغاربة عن مواقفهم السلبية اتجاه الأمازيغية والعمل على اخراج القوانين التنظيمية وتفعيل رسميتها بشكل يرد لها الإعتبار بكونها لغة وثقافة وهوية هذا الوطن، وهم في صحة جيدة وعلى كراسي المسؤولية؟.
أسئلة لا بد من طرحها خصوصا وأننا نستقبل السنة الامازيغية الجديدة؛ هذا العدد الهائل من السنوات تشهد على عمق تاريخ انسان شمال افريقيا كما تشهد على الانتصارات العظمى للأمازيغ ليس فقط على الفراعنة بل على أكبر الامبراطوريات العالمية. ولكن للاسف لم تلق في عقر دارها إلا التهميش والترهيب، وخير دليل على قولنا هذا تعامل الحزبين اعلاه مع الأمازيغية، فهما يختلفان على وحول وفي كل شيئ، إلا في ما يخص معاداة القضية الأمازيغية فهما يتفقان ويتحالفان بل يصبحان كالسمن على العسل.
وقديما قال الحكيم الامازيغي:
ⵏⵏⵉⵖⴰⵙ ⴷⵅⵍ ⵉⴽⵛⵎⴷ ⴰⴽ
Nnighas dxl ikcmd ak
صرخة العدد 204 / يناير – جريدة العالم الأمازيغي