إن الحركة الأمازيغية حركة ديمقراطية لا تؤمن بزعامات الأشخاص بل تنتصر إلى زعامة المبادئ الثابتة التي وضعها لها مؤسسوها منذ عقود وأصبح مناضلوها ومناضلاتها يؤمنون بها، ويمكن تحديدها في الديمقراطية، المساواة، النسبية، العقلانية والحداثة، أضيف إليها مبدءا أساسيا كثيرا ما نغفله وهو الأخلاق وحسن التربية، فمن زاغ عن هذه المبادئ لا يعتبر مناضلا أمازيغيا.. هذه إذن هي “الزعامة” التي يجب على مناضلي الحركة الأمازيغية أن ينضبطوا إليها ومن يخالف هذه المبادئ فلا مكان له داخل هذه الحركة.
من يتكلم عن تشرذم الحركة الأمازيغية بمجرد إعلان بعض من مناضليها ومناضلاتها مواصلة النضال من داخل الأحزاب السياسية فهو لا يعرف الحركة الأمازيغية، لأن وحدة الحركة تكمن أساسا في تنوعها من حيث تنوع الجمعيات التي تنتمي إليها وكذلك من حيث خلفيات وتكوين المناضلات والمناضلين الذين يناضلون من داخلها كذلك اختلاف أساليب واستراتيجيات النضال والعمل من داخلها، فمثلا هناك من يدعو إلى العمل الثقافي دون السياسي وهناك من ينادي بالعمل بجناحين السياسي والثقافي وهناك من يدعو ويناضل من أجل تأسيس أحزاب سياسية وهناك من يريد الانخراط في أحزاب قائمة…
إلا أن القاسم المشترك بين كل هؤلاء المناضلين والمناضلات، والذي لا يختلف عليه اثنين، هو إيمانهم بالنضال على الأرض واللغة والإنسان وإعادة كتابة التاريخ والعيش الكريم للإنسان في احترام تام للمواثيق الدولية لحقوق الانسان التي تعتبر من المرجعيات الأساسية للحركة الأمازيغية إضافة الى المبادئ الأساسية التي أشرت إليها أعلاه.
شخصيا أعتبر، أنا ابنة الحركة الأمازيغية ومؤسسة لأغلب الإطارات والمؤسسات الخاصة والعمومية التابعة للدولة، والتي تشتغل في الأمازيغية، إن الوقت الأكثر ملائمة للدخول في المعترك السياسي عبر مؤسسات حزبية هي اللحظة، لتوفرنا اليوم وليس البارحة، على مجموعة من الشروط الموضوعية والذاتية تسمح بل تساعد وتحفز مناضلات ومناضلي الحركة الأمازيغية على الإنخراط في المؤسسات للإشتغال أكثر فأكثر، وبدل عناية أكبر للنهوض والسمو بالأمازيغية، ومن بين هذه الشروط على سبيل المثال لا الحصر، إن الأمازيغية أصبحت رسمية في دستور المملكة والقوانين التنظيمية المتعلقة بأجرأة ترسيم الأمازيغية والقوانين التنظيمية المتعلقة بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، على علاتها، خرجت إلى حيز الوجود وبعض الأحزاب السياسية فتحت ذراعيها وأبواب مقراتها عارضة كل إمكانياتها للتعاون من أجل النضال على هموم الشعب المغربي بكل قضاياه ومنها القضية الأمازيغية.
لذا أعتقد بل أومن أن الكرة الآن بين أيدينا للمساهمة كمواطنين ومواطنات في بناء الوطن الذي نريده لا كما يريده البعض لنا، والتاريخ علمنا أن هذا المنال لن نبلغه إلا بتواجدنا الجدي في كل مؤسسات الدولة، في الجماعات، البلديات، الجهات، البرلمان ولم لا حتى في الحكومة وهذا لن يتأتى لنا، بكل تأكيد، إلا بالمرور عبر آليات ديمقراطية ومنها الإنتخابات مما يستوجب الإنخراط الجدي في الأحزاب كل حسب قناعته، لأن الأمازيغية همشت ولا زالت بقرارات سياسية عبر البلديات والجماعات التي تعمل على خلجنة وشرقنة وغربنة وتشويه الهوية البصرية للأزقة والدروب وشوارع المدن، وعبر الحكومات التي عملت لعقود على تدمير الأجيال عبر سياسات تعليمية وثقافية لا تعترف بهوية ولا بلغة هذا الوطن، سياسات ومخططات غرضها تعنيف المواطن بواسطة قوانين تسنها مؤسسات لا تمثله.
أن نمثل أنفسنا بأنفسنا هي خطوات، وأول خطوة نبدأ بها هي التسجيل في اللوائح الإنتخابية لنستطيع أن نقوم غدا بالتغيير.
وقديما قال الحكيم الأمازيغي:
ⵉⵣⵉⵎⵎⵔ ⵓⵔ ⴰⵖⵜ ⵙⵙⵉⵃⵉⵍⵏ ⵡⴰⵙⴽⵉⵡⵏ ⵏⵏⵙ
Izimmr ur aght ssihiln waskiwn nns
صرخة العدد 239 دجنبر 2020/2970 – جريدة العالم الأمازيغي