إن تاريخنا الأمازيغي الطويل يزخر بنماذج لأسماء نساء قياديات، ملهمات هن قدوة لنا في الحياة، قائدات محاربات حملن السلاح وحررنا الأرض، سياسيات محنكات نجحن في إخضاع الشعوب لسياساتهن، فقيهات جليلات حفظن القرآن وتبحرن في التراث الإسلامي تفقهن ودرسن فافتين، شاعرات نظمن الشعر فأبدعن، فنانات موسيقيات أطربن، رياضيات فزن بميداليات ذهبية وبصمن تاريخ الألعاب الأولمبية ببصمات من ذهب، ثم محاميات، طبيبات، استاذات جامعيات وصحفيات حاورن وناقشن كل الأطياف والألوان السياسية، الفنية، الثقافية والأكاديمية، ثم نساء ربات بيوت ربين نساء ورجال هذا الوطن.
إن نساء وطني كثيرات بعلمهن اللامحدود وعطائهن اللامنتهي وشجاعتهن التي لاتوصف، إنهن هنا في هذه الأرض السعيدة التي أنبتت تيهيا وتينهنان وكنزة الاوربية وزينب النفزاوية وعدجو موح ولالة تعلات والسيدة الحرة، وغيرهن ممن يشهد لهن التاريخ بمسار طويل وناجح، منهن نستقي العزة والكبرياء وعلى دربهن نسير وفي أيدينا مشعل النجاح نحمله عاليا لنقول بلسان واحد ها نحن هنا، كفانا تهميشا لقدرات النساء في البوادي والجبال، وكفانا إقصاءا من المسؤوليات، كفانا اغتصابا لأجسادنا ولحقوقنا، كفانا من الأفكار المعيقة للحرية باسم الدين والمذاهب، كفانا من تلك الصورة النمطية التي تختزل المرأة في الجسد وتبخس قدراتها وعطاءها.
ونحن نحتفل بيوم 08 مارس، اليوم العالمي للنساء، هي فرصة لتقييم ما تحقق وما لم يتحقق لصالح المرأة المغربية، مكانتها، رصيدها داخل المجتمع، إنجازاتها، مبادراتها ومساهماتها، كذلك إنها فرصة لطرح الإشكالات التي ما زالت تعيق مسيرتها وتعترض طريقها.
ما أخشاه وأتوجس منه، هو أن تصير هذه المناسبة، مناسبة فقط لتقديم الورود الحمراء والبيضاء وعلب الشوكلاطة، ونتوه بين التبريكات والهدايا وصور الذكرى وننسى فلسفة هذا اليوم ومعناه في التاريخ، فنقزم أيام بل حياة وتاريخ النساء المناضلات في الحركات النسائية عبر العالم وكل النساء الديمقراطيات في يوم واحد، إن كل ما اخشاه هو أن نتوه وننسى مطالب النساء في تحقيق المساواة في الحقوق مع شقائقهن الرجال، كيف لا ولهن كمثلهم نفس الإلتزامات ونفس الواجبات، ولكن في المقابل ليس لهن نفس الحقوق.
اليوم علينا العمل جميعا في سبيل تمكن النساء:
- اقتصاديا وبلوغ نسبة نشاط النساء % 30 كما جاء في البرنامج الحكومي في أفق بلوغ 50% لما لا وهن قادرات.
- سياسيا، أن تحقق المرأة بالفعل مبدأ المناصفة وفق مقتضيات دستور 2011.
- اجتماعيا، عبر منع زواج القاصرات وتحقيق المساواة في الإرث.
- قانونيا، تغيير مدونة الأسرة وتفعيل كل الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب والعمل على ملائمة القوانين الوطنية مع المواثيق الدولية وسيادة هذه الأخيرة.
- نفسانيا، وضع آليات زجرية لمحاربة العنف ضد النساء بكل أشكاله المادية والرمزية.
وقديما قال الحكيم الأمازيغي:
ⵉⵖ ⵉⵀⵏⵏⴰ ⵓⴳⵍⵉⴼ ⴰⴷ ⵉⵥⵟⵟⴰ
Igh ihnna uglif ad iztta
ما معناه:
إذا حس النحل بالاطمئنان ينتج.
صرخة العدد 254 مارس 2022/2972 – جريدة العالم الأمازيغي