نظمت جمعية الأهداف النبيلة بتعاون مع مؤسسة سلا للثقافة والفنون على مدرج المركب السوسيو -ثقافي سعيد حجي بسلا يوم الخميس 12 أكتوبر، ابتداء من الساعة السادسة مساء ندوة علمية في موضوع: “مدونة الأسرة، بين واقع التنزيل وآفاق التعديل”.
وشارك في اشغال هذه الندوة ثلة من الأساتذة والخبراء في هذا المجال وأشرف على تسيرها الإعلامية وصال امغري، بحضور الفعاليات الحقوقية والمهتمين بمجال الفكر والثقافة والفنون.
وجاء في مداخلة السيد عبد العزيز ملوك رئيس جمعية الأهداف النبيلة أن “يوم 10 أكتوبر 2003 سيظل يوما تاريخيا في الذاكرة الوطنية المغربية وفي حياة الأسرة المغربية فهو اليوم الذي أعلن فيه السدة العالية بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله أمام ممثلي الأمة بالبرلمان عن التعديلات الجوهرية التي أدخلت على مدونة الأسرة والأحوال الشخصية المغربية”.
وقال “حيث أكد جلالة الملك خلال الخطاب بأنه: “لا يمكنني بصفتي أميرا للمؤمنين، أن أحل ما حرم الله وأحرم ما أحله”، بهذه الجملة البليغة المعنى والعميقة المغزى التي حسم بها موضوع مرجعية المدونة قدم صاحب الجلالة الملك نصره الله أمام البرلمان مدونة الأسرة التي أجمعت كل تعبيرات المجتمع المغربي على اعتبرها مكسبا وطنيا حقيقيا كمحصلة لنقاش وطني ساهم فيه الجميع …قضاة وعلماء شريعة وعلماء علم الاجتماع ومثقفون وحركات نسائية وذلك بعد سجال سياسي وفقهي لم يخل من حدة كادت أن تقسم المجتمع المغربي بين تيار حريص على الاجتهاد من داخل المرجعية الإسلامية والدفاع عن الأسرة وحمايتها، وتيار آخر يرفع مطالب تعديل القوانين المتعلقة بالأسرة بشكل اعتبره الكثير مسا ببعض قطعيات الشريعة الإسلامية واقتباسا من بعض التشريعات ذات التوجه التحرري”.
وأضاف السيد ملوك في معرض مداخلته “أكثر من 19 سنة اذن مرت على وجود مدونة تحقق خلالها ما تحقق من مكتسبات ملموسة، ورغم ذلك تم تستطع أن تصل الى مستوى التطلعات التي وجدت من ٍأجلها فلا زالت مثار نقاش وجدل واسعين ولا زال تفسير بنودها متأرجح بين مؤيد ومتحفظ ومهاجم”.
وأكد السيد الرئيس على أن جمعية الأهداف النبيلة تفتح هذه الندوة لاطلاع المجتمع المغربي عن أولى اللمسات لمراجعة مدونة ألهبت المواقع قبل الواقع وملأت الدنيا وشغلت عقول الناس، بغية فتح حوار صريح، ومناقشة مختلف الأفكار والتصورات، بكل مسؤولية والتزام لبلورة إجابات واضحة تهم الأسرة والمجتمع.
وختم مداخلته بقوله “مدونة الاسرة المغرية حاليا معروضة على الإصلاح وحينما نتحدث عن اصلاح ليس من الضروري ان تكون هناك اعطاب بمعنى اننا نتحدث عن افق جديد”.
“فماذا نريد نحن اذن كجزء من هذا المجتمع.
لا نريدها مدونة تعكس رئيا معينا،
لا نريدها أن تكون مدونة للمرأة على حساب الرجل،
ولا نريدها ابدا مدونة للرجل على حساب المرأة،
بل نريدها مدونة للأسرة ككل،
نريدها مدونة تشكل اجماع كل تعبيرات المجتمع المغربي،
نريدها مدونة تحافظ على تكامل وسلامة المجتمع،
وفوق كل هذا وذاك نريدها مدونة على صلة وثيقة بشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
مدونة
تحافظ على الاسرة وتصونها وتحد من نسبة الطلاق ومنسجمة كل الانسجام مع امارة المؤمنين ومع ما يريده صاحب الجلالة نصره الله لشعبه الوفي من نمو وتقدم وازدهار”.