لا أدري ومن قال لا أدري علمه الله ما لا يدري أين تسير الأمور الانتخابية في فرنسا، لكن المتتبع لما يجري في فرنسا اليوم يدرك ايما إدراك أن مفهوم القيم والديمقراطية في هذا البلد الأمين ومعه الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من البلدان الديموقراطية تعرف فعلآ تحولا كبيرا في السياسة الإنتخابية، وتفسيرات متعددة لمفهوم السياسات العمومية ولمفهوم الديمقراطية.
بل إن المناظرات والحملات الإنتخابية في بلدان كنا الى أمد قريب نعتبرها فعلآ نموذج يحتذى به في قيم الديموقراطية تحول بقدرة قادر إلى بلدان لا قيمة القيم فيهآ ولا قامة ولا مقام.(Leurs valeurs n’ont plus de valeur)، بحيث تحولت فيهآ السياسة والانتخابات من مناسبة إلى طرح أفكار سياسية لكسب ثقة الناخب وتعجيز الخصم السياسي،إلى مناسبة تكال فيها ومن خلالها جميع أنواع التجريح والإتهامات المختلفة والمتبادلة بين الخصوم السياسيين الى أصبحت كلمة “التطرف” معترف بهآ رسميا ومجتمعيا واعلاميا وخطرها (كلمة التطرف) على الدولة والمجتمع أصبح مرتبط “بتطرف” الكائن الانتخابي والسياسي ومنه إلى القرار السياسي.
كلمة “تطرف” في ما يقع حاليا في فرنسا وباقي دول الغرب لم تبق لها دلالة لغوية واحدة ولا تفسير لغوي واحد،بل أن كل جهة ( دولة) حسب المصالح، تعطيها تعريفيا خاصا بهآ وبدلالاتها،بل يبدوا صراحة من خلال مايقع اليوم في فرنسا أثناء الحملات الانتخابية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك حقيقة واحدة ووحيدة هي أن أغلب البرامج الإنتخابية إفتراضية وغير واقعية وغير قابلة للتطبيق
كسياسة عمومية في فرنسا لعدة عوامل باعتراف النخبة الفرنسية نفسها لسبب بسيط هو بروز برامج محاربة “التطرف ” بدل برامج انتخابية الشيء الذي سيؤدي بعد ظهور النتائج الإنتخابية إلى ظهور برامج الواقع والممكن فعله مع سياسية الإتحاد الأوروبي،”وما هي وما لونها” من مصطلحات متداولة خلقت رجة قوية في بلدان الاتحاد من قبيل إتهام مارين لوبين زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني “المتطرف” كون الرئيس الفرنسي يستعد “لإنقلاب إداري ” بتغير مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية الفرنسية لمحاصرة جزبها، وهكذا تحولت حملة “انتخابات” فرنسية ديمقراطية الى حملة “مصطلحات” بهذه الحدة الهادفة الى “إقصاء ديموقراطي” يسعى إليه اليسار الفرنسي وغيره.
ان المتتبع لما يجري في فرنسا اليوم بحكم عولمة الخطابات “السياسية”، سيعبر لا محالة الحدود الجغرافية لفرنسا إلى دول أخرى،كموجة جديدة وظاهرة جديدة بحمولة جديدة،ستولد إرتدادات كبيرة قد تعبر الحدود الجغرافية لفرنسا إلى ما وراء البحار والمحيطات ولن تستثني أي بلد في ظل وضع اقتصادي عالمي متحول تحول كثبان رمال صحراء الذهبية بحيث لا ولن يبق مجال للحكومات الإستعراضية ولا العرضية في العالم والتي تستند على أرقام إنتخابية متحولة “محلولة” تتخصص وتختص فقط في إقصاء الآخرين بدون تقديم
سياسات عمومية تلبي إحتياجات المواطنين الذين يعيشون جحيم حياة تزداد يوم عن يوم قساوة وضراوة.
عواصم العالم دون استثناء تراقب حاليا الأزمة السياسية في فرنسا، واحتمال صعود يمينها “المتطرف” الحكم لأول مرة منذ قيام الدولة الفرنسية، حيث قالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك إن “ألمانيا وفرنسا تتحملان مسؤولية خاصة تجاه أوروبا المشتركة… ولا يمكن لأحد أن يظل غير مبال”.
وفي وارسو، دعا رئيس وزراء بولندا دونالد توسك الأحزاب المؤيدة في بلدان الاتحاد الأوروبي إلى بذل جهد أكبر لمعالجة مخاوف الناخبين العاديين والتصدي للنزعة القومية المتصاعدة بعد محادثات مع نظيره الألماني أولاف شولتس.
واعتبر توسك أن نتائج الجولة الأولى من هذه الانتخابات تعكس “اتجاهًا خطيرًا” تسلكه فرنسا وأوروبا ومعا…
كما أعلنت روسيا أنها تتابع “من كثب الانتخابات في فرنسا”، في حين أكّدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها “تعتزم مواصلة تعاونها الوثيق مع فرنسا بشأن مجمل أولويات السياسة الخارجية”.
وأشاد “آخرون” بالنتيجة التي حققها اليمين المتطرف الفرنسي، على غرار رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي اعتبرت أن “شيطنة” اليمين المتطرف لم تعد مجدية.
# عبد العزيز ملوك