تابعت فدرالية رابطة حقوق النساء بجهة بني ملال- خنيفرة، بقلق، الوضع الصحي للسيدة المعنية بما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية ـ ولمثيلاتها من النساء اللواتي قد يتعرضن لمثل هذه الوقائع المؤسفةـ بشأن الفيديو الصادم الذي يوثق لنقلها على نعش مخصص للأموات لإيصالها إلى سيارة إسعاف بجماعة أيت تمليل، إقليم أزيلال.
هذه الحادثة المؤلمة تعكس عمق المعاناة اليومية التي تعيشها النساء في المناطق النائية بالمغرب، جراء العزلة والتهميش وضعف الخدمات الصحية وغياب وسائل النقل والتأخر في إنجاز المشاريع.
إن هذه الواقعة ليست استثناءً بل هي صورة من واقع متكرر، حيث يظهر بجلاء غياب تفعيل السياسات المعلنة والآليات المؤسسية، وعلى رأسها صندوق التنمية القروية وقطاع الصحة وباقي المؤسسات المعنية.
وفي هذا الإطار، تعتبر فدرالية رابطة حقوق النساء أن هذه الحادثة تمثل انتهاكًا صارخًا لحق المواطنات والمواطنين في الصحة والكرامة الإنسانية، وتجسد فجوة عميقة بين الخطابات الرسمية والواقع اليومي المرير.
وبناءً عليه، فالفدرالية تطالب بـ:
تعزيز البنية التحتية من خلال إنشاء شبكة نقل فعالة تضمن تمكين جميع المواطنين، وخصوصًا النساء، من الوصول إلى الخدمات الأساسية (الصحة، التعليم…)
إطلاق برامج تنموية مستدامة تستهدف النساء وعموم المواطنين في القرى والمناطق الجبلية لتعزيز تمكينهم وضمان حقوقهم الأساسية.
فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات ومعاقبة كل من ثبت تقصيره في هذه الحادثة الأليمة.
إعطاء الأولوية للكرامة الإنسانية، وخاصة سلامة النساء في المناطق المهمشة، كركيزة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان المساواة بين جميع الفئات.
إن فدرالية رابطة حقوق النساء، تؤكد على أن تحقيق الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، يجب أن يكون في صلب السياسات العمومية، كما تدعو إلى تدخل القطاعات المعنية، عبر التزام فعلي بتنفيذ البرامج والمخططات التي تضمن حقوق الجميع، وخاصة النساء، في العيش الكريم بعيدًا عن التهميش والعزلة.