بعد تطورت أحداث العنف بجامعة إبن زهر بأكادير بشكل مؤسف لإعتداءات بالضرب والشتم، والتهديد بالقتل وطرد الطلبة من الجامعة وتهديد الطالبات بالاغتصاب، والتي إستمرت منذ يوم 16 أبريل 2018، وهي أحداث وقعت أمام أعين الإدارة والسلطات الأمنية التي تبنت الحياد السلبي، مما ساهم في تشجيع هذه العصابة الإرهابية على التمادي في ترهيب الطلبة عامة والطلبة الامازيغ بشكل خاص، محاولة منع طلبة شعبة الدراسات الأمازيغية من اجتياز امتحاناتهم النهائية يوم السبت 19 ماي 2018، حيث تم الاعتداء بالضرب والرشق بالحجارة على الطلبة والطالبات والهجوم عليهم في أخر يوم من الامتحانات الربيعية داخل الكلية وخارجها.
أمام هذه الاحداث المؤسفة، قامت مجموعة من الفعاليات المدنية الأمازيغية بمدينة تنغير، بعقد لقاء تواصلي ليلة الخميس 24 ماي 2018 بفندق “بوكافر”، مع كل الفعاليات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية، لتدارس أحداث العنف بجامعة إبن زهر، والدفع بمطالبة السلطات الأمنية لتحمل مسؤولياتها وتوفير الأمن والأمان لكافة الطلبة بجامعة ابن زهر، والطلبة الامازيغ الذين يعانون بشكل خاص، بغية حمايتهم من هجمة انفصالي البوليساريو وحلفائهم، وتحميل مسؤولية تطور الأحداث للدولة وأجهزتها الأمنية وللجامعة بصفة خاصة.
هذا واحتضنت “منظمة تماينوت فرع تنغير” لذات اللقاء” بحضور ممثلي الاحزاب السياسية “العدالة والتنمية ـ التقدم والاشتراكية ـ الأصالة والمعاصرة ـ التجمع الوطني للأحرار”، بمعية نقابات حقوقية وجمعوية “الاتحاد المغربي للشغل فرع تنغير ـ المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف” وجمعيات مدنية من تنغير ـ قلعة مگونة ـ بومالن دادس ـ النيف ـ توروگ، وفعاليات سياسية أتت دون تمثيليتها الحزبية وآباء وأولياء الطلبة من النيف ـ تاغزوت نايت عطا ـ صاغرو ـ تنغير، وبعض الطلبة الفارين من أكادير أدلو بشهادتهم لواقع الاحداث المؤلمة التي عرفتها جامعة إبن زهر أكادير، مع تسجيل غياب باقي التمثيليات الحزبية؛ حيث خلص اللقاء لضرورة تعليق الامتحانات بجامعة إبن زهر لغياب الامن للطلبة والترافع على ذلك بغية تحقيقه، وكذا االضرورة الملحة لبناء جامعة القطب بجهة درعة تافيلالت.
في تصريح الناشط الامازيغي “موحى أوحى” لجريدة “أمضال أمازيغ” بصفته خريج الحركة الثقافية الامازيغية وأحد المبادرين للقاء، قدم فيه التحية “لروح المسؤولية وشجاعة التبني المبدئي السلمية وتنزيله من قبل طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية، التي ما فتئت منذ 2009 وهي تطالب وتلح على جميع مكونات الساحة الجامعية لصياغة وتوقيع ميثاق شرف ضد العنف والإقصاء”.
مضيفا “نحييهم عاليا لعدم انجرارهم لمستنقع العنف الذي يحاول هذا الفصيل جرهم إليه منذ سنة 2015، وهذا لا يعني قبولنا للعنف والعنصرية والترهيب الذي يمارس علينا فلكل كأس حقينة ولكل صبر حدود ولكل مبدأ أولوية، فأولوية حماية النفس و الحق في الحياة و حرية لتنقل و التعليم أولى من كل المبادئ”.
في تصريح “نزيه بركان” أحد المبادرين للقاء وخريج الحركة الثقافية الامازيغية موقع أكادير؛ وسؤالنا له عن أهداف ذات اللقاء؟أردف قائلا، “انا لدي قناعة راسخة أن ما أخد بالقوة لا يسترجع إلا بمثلها؛ وماأخذ بالسياسة لا يسترجع إلا بها. فالميلشيات المسلحة التي تنشر فسادا ورعبا ورعونة بأكادير؛ الأن وصلوا إلى هذه الوقاحة بقرارات سياسية مغلوطة وإمتيازات زائدة و ـ الفشوش بلا قياس ـ ويتمتعون بريع وصل حد الثخمة وقد حان الوقت لنقول كلمتنا فيه”.
هذا ويضيف المتحدث أننا “دعونا كافة الفعاليات السياسية والنقابية والمدنية في لقاء واحد وعلى طاولة واحدة تحت سقف واحد، أطرناه بمقتطف من الخطاب الملكي حول الوطنية والخيانة ـ المغربي وغير المغربي ـ؛ بخصوص السياسيين دعوناهم من أجل رفع مذكراتهم وإستفساراتهم وتسائلاتهم حول الريع الذي يستفيد منه أولائك المرتزقة ويتبجحون به أمام أعين وأنظار الوطنيين، وكذا من أجل مسائلة الحكومة على تلك الأوضاع الكارثية التي يعيشها المواطنين لأنه أصل البلاء”.
أما بخصوص المجتمع المدني والإطارات النقابية يضيف خريج “الحركة الثقافية الامازيغية موقع أكادير” فقد إستدعيناها من أجل تحصيين البيت الداخلي والإستعداد لخطوات نضالية نوعية؛ ومن إعتقاد المتحدث قد “وضعنا كل واحد في موقعه ويتحرك وفق ماهو متفق عليه في ذات اللقاء حسب مسؤولياته في التسيير سواء محليا أو جهويا أو وطنيا؛ أوله توفير الأمن والأمان لأبنائنا وبناتنا، ودعوة القائمين على الإمتحانات بإعادتها دون إسثتناء؛ سواء عند الوزير المكلف بالقطاع أو من إدارة الجامعة، وهي الأمور العاجلة التي يتم تفعيلها هذه اللحظات مع كل المسؤوليين كل من جهته وإختصاصه”.
أما بخصوص الحقوق “الأجلة” حسب ذات المصرح “فهي تَوَفُّر قطب جامعي بهذه الربوع من الوطن، وسوف نعمل إبتداءا من هذه اللحظة على مراسلة وتذكير السادة النواب البرلمانيين بالجهة والسادة المستشارين كذالك، علاوة إلى السادة رؤساء الفرق بجهة درعة تافيلالت لتحمل مسؤولياتهم؛ بالاضافة على ذالك كل من حزب الحركة الشعبية بإقليم تنغير الذي تمنينا حضوره بذات اللقاء، خصوصا وهو على رأس وزارة التعليم وباقي الأحزاب والمكونات الأخرى، للتحرك عاجلا من أجل إحقاق المطلبين الأولين لكل الطالبات والطلبة بكل المدن الجامعية، المتمثل في الأمن وإعادة الإمتحانات”.
ووصف المتحدث هذه الخطوات المستعجلة الانية بالمعنى الحقيقي لجملة ـ ربط المسؤولية بالمحاسبة ـ، واضعا ثقته في كل هؤلاء السياسيين والنقابيين وجمعيات المجتمع المدني، “أنهم سيتحركون وهم يتحركون فعلا من أجل الخروج من الأزمة التي يتخبط فيها أبناء الجنوب الشرقي، ويتخبطون فيه هم، وكذا نحن دون إستثناء،
فالأمر جلل ويستحق تظافر الجهود”.
وبهذه المناسبة ومن خلال منبركم الإعلامي والذي اتوجه إليه بخالص الشكر ومتمنياتي له كل النجاح، يختم “نزيه بركان” تصريحه الذي خصه لجريدة “أمضال” بنداء عاجل لكل الإخوة الطلبة والطالبات بجامعة أكادير سواء المجتازين منهم للإمتحان في ظروف سيئة أو لمن لم يجتازوه بالمرة، أن يبادروا بوضع مذكرة وعريضة لغرض إعادة الإمتحانات، حيث تكون هي الأخرى ورقة ضغط نستعين بها.
أمضال أمازيغ: حميد أيت علي “أفرزيز”