في الذكرى 99 لمعركة ابران: أحداث مهدت لمعركة ادهار اوبران

ادهار اوبران من المعارك التي اكتست صدى وطني ودولي، حيث تعتبر المعركة الاولى بعد انتهاء زمان الود بين اسبانيا  والخطابي اذ كانت نوايا اسبانيا واضحة المعالم خلال اواخر 1918، ها نحن نقف على الذكرى 99 لهذه الملحمة البطولية التي جرت احداثها خلال فاتح يونيو 1921، انتصار دونته نساء الريف قبل الجميع وذلك عبر القصيدة الشعرية ولازمات غنائية معلنة بذاك النصر على الاسبان.
ان ذكرى هذه الملحمة بقيت موشومة في الذكرى الجمعية الريفية الى يومنا هذا، ارتأينا في مقالنا هذا الحديث عن بعض الاحداث التي سبقت معركة ادهار اوبران، وفي مقدمتها الاحداث الاتية:

يناير 1921؛ وصل الجنرال سيلبستري الى انوال وعمل على تجهيز المنطقة بكل البنيات التحتية وجعلها معقلا له، ونقطة الانطلاق للسيطرة على باقي المناطق خاصة الطرق المؤدية الى ايث وارياغر .

مارس 1921؛ الجنرال  استحوذ على ثلة من المناطق المجاورة لمنطقة انوال، وكذلك بسط يده على مرسى سيذي ادريس الذي جعل منه منفذ بحري لكل تحركاته حيث يعتبر نقطة استراتيجية.

ابريل  1921 مؤتمر جبل القامة؛ يعتبر الاول من نوعه بعد وفاة الخطابي الاب، واكتسى البعد العسكري والسياسي، له حمولة تاريخية مهمة جدا، وحسب بعض المصادر نجد عدد الحاضرون على الشكل التالي: المرابطين 10، ايت عبد الله 10، بني بوعياش 6، بقيوة 4، وبالإضافة الى اعيان ايت توزين وتمسمان، ولقد خرج المؤتمر بتفويض الخطابي الابن لتولية زمام الامور وتوحيد القبائل والمجاهدين. وبالحديث عن هذا الجبل لم يقتصر دوره فقط على انه مكان اللقاءات، بل تجاوز الامر واصبح مدرسة عسكرية فريدة من نوعها بات مركز لكل التدريبات العسكرية بشتى انواعها.

13 ابريل 1921؛ تم قذف سوق الاربعاء من طرف الاسبان وتم تصويب المدافع الى منازل الاعيان والشيوخ، وكرد فعل من الاهالي الريفية كانوا يترصدون بإحدى السفن الاسبانية التي كانت متجهة نحو النكور، الا محمد بن محمد ازرقان عمل على توقيفهم ومنعهم.

وفي نفس السياق اجرى ازرقان عدة لقاءات بينه وبين الاسبان قصد تهدئة نيران الحرب بين الطرفين، يقول صاحب الظل الوريف ان الخطابي الابن بعث برقية مع ازرقان الى الاسبان مفادها : ان الريف لا يحب الا الخير للجميع ولا غرض لهم في مقاتلة الاسبان.

ماي 1921؛ هنا طلب القائد العام بمليلة سيلبستري بإرسال وفد مكون من القبطان كوط وادريس السلاوي – مغربي يشتغل مع الاسبان آنذاك- بالتخابر مع امحمد الخطابي، وتم رفض الطلب وهذا ما تشير له مذكرات لاريونيون.

ايام قليلة تبقت للمعركة؛ امام استعدادات الجنرال للزحف نحو ايث وارياغر معقل المقاومة الريفية عبر رأسي كيلاطيس وقمة ابران، توصل الجنرال بثلاث برقيات متعارضة:

الاولى من الخطابي الابن تنذره وتحذره في حالة تخطيه نهر امقران فإن المقاومة التمسمانية له بالمرصاد.

الثانية من المفوض السامي بتطوان دامسو بيرنكيز تعارض سياسته الارتجالية.

الثالثة من الملك الاسباني الفونسو الثالث عشر تقول : هيا اني انتظر.

فجر 1 يونيو 1921؛ وصلت الجنود الى قمة جبل ادهار اوبران وبلغ عددهم حسب بعض المصادر حولي 1500 جندي، وكانت انطلاقتهم من انوال وعملوا على تشييد سور من الحجارة تعلوه اكياس من الرمال تتقدمها الاسلاك الشائكة تحسبا لأي هجوم.

مساء نفس اليوم؛ عمد المجاهدون الى مواجهة الاسبان في هذا المركز الجديد، وفر الجنود الاسبان نحو انوال وسيذي ادريس، لم تستمر فرحة الجنرال بهذه السيطرة الا سويعات قليلة.

نافلة القول ان خسارة ابران رجت الوجود الاسباني في الريف، وحطمت ذاك الحلم الذي كان الجنرال يود ان يصل ويسيطر به على خليج الحسيمة برا.
محمد بدواو – باحث في التاريخ

شاهد أيضاً

“صدى وتأثير معركة أنوال في الأوساط المحلية والعالمية” محور ندوة بالحسيمة

تخليدا للذكرى 25 لعيد العرش والذكرى 103 لمعركة أنوال الخالدة، تنظم النيابة الإقليمية للمندوبية السامية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *