في مديح الكتابة.. شباب مجنون بالأمل في لقاء ثقافي حول السيناريو وسينيما الموبايل من لقاءات تاماينوت أيت ملول

يقول جورج لوكاش إن السيناريو بمثابة حلم تراه بمفردك، الفيلم حلم يراه الجميع، ولأن المجتمع المدني مجتمع يعيش على عنفوان الحلم بالمدينة بما هي فضاء للسمو بالقيم النبيلة وجعلها واقعا فعليا يسري في مهتلف أبعاد الحياة الفردية الجماعية، فإن منظمة تاماينوت فرع أيت ملول ركزت على االتدريب على أساسيات كتابة السيناريو في ورشتها الخامسة من ورشات مشروعها الثقافي المتعلق بالترافع عبر الفنون المعاصرة لتعزيز الانفتاح الثقافي للشباب المنظم في إطار برنامج البحر الأبيض المتوسط من ضفة إلى أخرى المدعم من قبل مؤسسة فرنسا ومنظمة هجرة وتنمية يوم الخميس 12 ماي 2022 بمقر المنظمة، وذلك بتأطير من الفنان الأنفوكرافي أحمد ليديب، الذي راكم تجارب مختلفة في اشتغاله في أعمال سينيمائية مختلفة ومشاركته في ملتقيات حقوقية دولية وإسهامه في تنظيم مجموعة من المهرجانات السينيمائية كعضو فاعل في إدارة المهرجان الدولي للسينيما والبحر بميرلفت.

ورشة كتابة السيناريو شكلت كوة للشباب المستفيدين من البرنامج للانفتاح على سينيما الموبايل بوصفها إحدى الأجناس السينيمائية المعاصرة التي أسست حضورها في المتداول الثقافي باعتماد فتوحات الزمن الرقمي وإمكاناته بالانتقال بالموبايل من الاستعمال اليومي المبتذل وتوظيفه في الإنتاج السينيمائي واتخاذه آلية لتشييد عوالم جمالية وسينيمائية ملتصقة بالحياة اليومية، الأستاذ أحمد ليديب قدم مجموعة من المداخل حول الفعل السينيمائي بالمغرب وحول تجارب فيلمية تحررت من أساليب السرد الكلاسيكية، كتجربة هشام العسري في أعماله ” هم الكلاب” و” البحر من ورائكم” و ” ضربة فالراس” وتجربة حكيم بلعباس ، هذه التجارب حد تعبير مؤطر الورشة هي نماذج جلية لقدرة الاشتغال الرمزي عبر الصورة على التكثيف الدلالي وإشباع معنى العمل السينيمائي، وهو الرهان ذاته الذي تتغيأه سينيما الموبايل كسينيما وفية للعابر والمنسي واللامفكر فيه، وكدفقة شعورية باعثة على التأمل لبناءالمعنى، وفي صميم ذلك يعد السيناريو بمثابة النواة التي تستلزم العناية والاهتمام لبناء أعمال جديرة بالانتساب إلى مدارات السينيما والتحول إلى حلم جماعي مفتوح على مسارات تأويلية متعددة.

تخللت الورشة نقاشات خصيبة ومفتوحة بين الشباب حول قضايا السينيما البديلة ورهاناتها وحول السياسات الثقافية النتعلقة بالسينيما وحركة نايضة والبولفار وموسيقى الفوزيون وفنون الشارع والكولونيالية، نقاشات مفتوحة تشكل في حد ذاتها انفتاحا ثقافيا على راهن مجتمعي وعلى تحولات في الفعالية الثقافية لشباب نقدي يعيش زمنه المعاصر على إيقاع مغاير. شباب يقوض الصورة الثقافية عن الشباب المفتون بحلم الهجرة إلى سراب الفردوس الأوروبي.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *