أهم التحديات التي تواجه السياسات العمومية اليوم، في ظل مغرب متقدم، اختار الإنخراط الفعلي في كوكبة الدول النامية، والسائرة في طريق التقدم، مستقبل تامازيرت أو القرى الأمازيغية بالمناطق الجبلية ، مع وجود فرق كبير ومساحة شاسعة بين مظاهر التنمية وواقع المعيش والتركيبة الإجتماعية والبشرية لهذا المجال الجغرافي.
وبعدها كانت تمازيرت، مصدر اليد العاملة، ومجال جغرافي يعرف نسبة مهمة من السكان، ونمط اجتماعي وثقافي يحمل القيم والمبادى، وحرف ومهن ليست فقط لسد الحاجيات بقدر ما هي فنون وابداع كوني وانساني ، رغم ضعف البنية التحتية والأساسية للعيش الكريم ، كان الزهد والقناعة والعيش المشترك من أجل الجماعة يغني الجميع ويسد حاجياتهم النفسية والاجتماعية والثقافية والمجالية.
أصبحت تمازيرت مجال جغرافي مهجور، يعاني الجفاف المناخ والقيم ، وينذر بمستقبل مجهول، مع تزايد وتيرة الهجرة نحو الهوامش، وتراجع الخصوبة والزواج ، وشبه انعدام كلي لفرص الشغل ومصادر التمويل القارة للعيش الكريم.
وعليه تدخل تامازيرت إلى خانة المجال المهجور، والذي يستدعي إعادة الاعمار من طرف أبنائها عبر الإنخراط الفعلي في إعادة الحياة لها، والبحث عن سبل ضمان مصادر التمويل والعيش الكريم حتى يتسنى البقاء للعائلات دون البحث عن البديل.
إن التناقض الصارخ الآن هو وجود الكهرباء والطرق وشبكة الماء الصالح للشرب ، وخدمة الهاتف والانترنيت ، ومؤسسات تربوية وأخرى صحية، إلا أن الهجرة في تزايد نحو الهوامش ، وهي هجرة أكثر تعقيدا من غيرها، تصل درجة هجرة بدون عودة.
ويكاد الإجماع يحصل على كون فرص الشغل هي الحلقة الفارغة والمفقودة في دائرة التنمية المجالية بتمازيرت في ظل غياب فرص الشغل تضمن الحد الأدنى من الأجور للشباب من أجل البقاء في تمازيرت.
وحتى لا تتحاول هذه القرى إلى فضاءات مهجورة قد تستثمر في اغراض أخرى ، وفي أشياء لا تمث بالصلة بالعرف وتقاليد المنطقة وثقافتها في ظل وجود نوايا لتحويل المنطقة إلى منتزهات ومجالات بيئية تفضل الحيوانات والطيور على الإنسان ، ومحميات للقنص ، على الجميع تحمل مسؤوليته تجاه تامازيرت من أجل انقادها وإعادة اعمارها لضمان البقاء والعيش فيها وهي تنزف بالهجرة نحو الهوامش ومن طرف كل الفئات الاجتماعية.