قراءة في الإحتفال برأس السنة الأمازيغية بعد الاقرار الرسمي

بنضاوش الحسن

عم الإحتفال برأس السنة الأمازيغية ربوع المملكة المغربية ، بل تجاوزها إلى الدول والعواصم الكبرى حيث الجالية المغربية والمغاربية تقيم ، وحصل لأول مرة في تاريخ الدولة المغربية أن تم الإحتفال رسميا وبقرارات حكومية وقطاعية عبر احتفالات رمزية وفنية سيسجله التاريخ يفخر واعتزاز.

واذا كانت الأسر القروية والهوامش هي التي حافظت على ءيض ءيناير إلى اليوم، رغم غياب الاعتراف وضعف الإمكانيات ، وخاصة المرأة الأمازيغية التي كانت وماتزال تؤرث هذه العادات والتقاليد الراسخة في القدم إلى بنتها وإلى حفادتها بأمانة وإعتزاز وافتخار، فالجمعيات الثقافية والفنية والفكرية ضمن الحركة الأمازيغية كانت السباقة والاولى التي اخرجت الإحتفال من المنازل إلى القاعات العمومية وإلى المقرات وإلى الفضاء العمومي بمجهودات شخصية وجماعية لمناضلات ومناضلي الجسم الأمازيغي الثقافي والفني والفكري.

وفي ظل الإحتفال وتعزيزه وثتمينه والتعريف به، كان مطلب الاقرار الرسمي حاضرا قبل أن تستجب له المؤسسة الملكية ويتم ترسيمه عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها لكل المغاربة.

وفي السنة الثانية من الاقرار بالاحتفال الرسمي والوطني، وذلك بعد شهر تقريباً من صدور نتائج الاحصاء العام للسكان والسكنى 2024 م والذي اعتبر الناطقين بالأمازيغية في المغرب 21.6 في المئة ، وعند تأمل قوة الإحتفال ومكانته على المستوى الوطني والدولي يمكن اعتبار هذه النتيجة ليست حقيقة مع احترامي لمؤسسة المندوبية السامية للتخطيط ، وأنها لغاية في نفس يعقوب، ربما تنكشف مع السنين.

كذلك قوة الإحتفال وطنيا ودوليا يؤكد أن العادات والتقاليد الأمازيغية هي العلامة الثقافية العالمية للشعب الأمازيغي ، وأن ترميم الذاكرة بالعودة إلى التراث المادي واللامادي الأمازيغي بالمغرب هو المدخل الأساسي والاوحد للعالمية ولتحويل المغرب إلى دولة ثقافية عالمية بإمتياز.

إن تعدد الإحتفال وتفاعله مع الحداثة في المأكل والملابس ، وطرق الإحتفال دليل قاطع على كونية هذا الشعب وعالميته وتجدره التاريخي والفكري.

ومن دروس الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أنه كان سببا رئيسيا في خلق فرص الشغل ورواج اقتصادي وسياحي وثقافي وفكري بمجموعة من المدن والقرى المغربية ، دون أن يكلف ذلك الدولة امنيا أي استعداد ، ومفخرة أن تمر السنة الأمازيغية بصفر حادثة عكس ما يحصل في المناسبات الأخرى.

والحديث بالدراسة والتقييم ، ذلك الجمهور الغفير في السهرات الفنية بهذه المناسبة والتي تنتهي غالباً بدون مشاكل.
إنه الشعب الأمازيغي عبر التاريخ وإلى الآن بخصوصياته الإجتماعية والانسية التي تميزه عن غيره من الشعوب عبر التاريخ.
شعب مسالم، مضياف ، فخور، مجدد ، طموح ، يحب الخير للجميع.

أسگاس ءيغودان للجميع

اقرأ أيضا

احتفالات السنة الأمازيغية الجديدة: من الملك الفرعوني شيشونق إلى الملك محمد السادس

يحتفل المغرب وشعبه، من خلال مؤسساته المختلفة ومجتمعه المدني في كافة أرجاء المملكة، بالإضافة إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *