ينتظر أن يرى النور قريبًا كتاب جديد يحمل عنوان “معالم طوبونيميا من قبيلة أيت ورياغر؛ دراسة مورفولوجية ودلالية”، وهو عمل أكاديمي يسعى إلى تسليط الضوء على أحد المواضيع التي تندرج ضمن حقول الطوبونيميا واللسانيات والأنثروبولوجيا الثقافية.
يبسط هذا الكتاب الإشكالية المركزية المؤطرة له، والمتعلقة بالعمل على إبراز وتبيان العلاقة المتينة والمضمرة بين اسم المكان وبين ما يختزنه من حمولة لغوية وتاريخية وثقافية وغيرها. كما يسعى إلى رصد الدوافع المتحكمة في إطلاق التسمية على مساحة أرضية ما، والبحث عن “بطاقة ازديادها”، وعن التغيرات التي طرأت عليها مع مرور الزمن، ودلالتها التاريخية والحالية. وبعبارة أدق، يعود هذا العمل إلى التصور العام وآلية التفكير المنتجة لهذه التسميات.
2ñولمقاربة هذه الإشكالية، يطرح المؤلف أسئلة عامة مرتبطة بأسماء أماكن بعينها، من قبيل:
من أين يستمد مكان ما اسمه؟
كيف أُطلق عليه اسم ما دون آخر؟
ما هي العناصر التي يمكن افتراضها قد تدخلت في إطلاق هذه التسميات؟
ولمعالجة هذه الأسئلة، حاول المؤلف تقديم صورة عامة عن الموضوع المركزي، من خلال:
العودة إلى سياق نشأته وتطوره،
إبراز أهميته في حقل العلوم الإنسانية،
استحضار أهم الدراسات المغربية السابقة التي اشتغلت عليه،
تقديم نماذج ميدانية من تسميات لأمكنة تنتمي إلى قبيلة أيت ورياغر، وذلك بمقاربة لغوية ودلالية وثقافية.
يشكل هذا الكتاب مساهمة نوعية في مجال الطوبونيميا الأمازيغية، ويندرج ضمن الجهود الرامية إلى استجلاء الأبعاد العميقة الكامنة في أسماء الأماكن، باعتبارها مدخلًا لفهم التاريخ المحلي والذاكرة الجماعية والثقافة الشعبية.