عرفت منطقة أسامر “الجنوب الشرقي” جهة درعة تافيلالت، تساقطات مطرية قوية طيلة يوم الاثنين 17 شتنبر 2018، مما جعل بعض المناطق تعيش في عزلة تامة، وانقطاع الطرقات وتوقف الحركة، بعد أن جرفت سيول قوية بعض القناطر والمسالك، مخلفة خسائر مادية كبيرة؛ وضحت تلك التساقطات المطرية بالملموس مدى تهميش الجنوب الشرقي، وإقصائه من كل الجوانب، مندلعا من ذلك موجة من السخط وعدم الرضى لدى مواطنات ومواطني جهة درعة تافيلالت.
منذ أسبوع وأكثر من 250 تلميذا ينحدرون من قصر “الدوار” جماعة السيفا قيادة أرفود إقليم الرشيدية، محرومون من الدراسة، بفعل حمولة واد “غريس”، الذي قطع المسلك الوحيد الرابط بين قصر “الدوار” والطريق الوطنية رقم 13 المؤدية للريصاني وأرفود، مما إظطر فيه ساكنة الدوار صغيرهم وكبيرهم، تنظيم تظاهرة صباح يوم الجمعة 21 شتنبر 2018، تنديدا بالاوضاع المزرية التي تعرفها منطقتهم.
في تصريح “الحبيب الشوباني” رئيس جهة درعة تافيلالت، لجريدة “العالم الأمازيغي”، ردا على سؤالها عن التدابير المتخذة لفك العزلة عن القرية المتظررة والمحتجة، أكد أن الجهة لا تملك اختصاص التدخل المباشر في الجماعات، “لكننا جاهزون لوضع امكانيات الجهة رهن إشارة سكان الجهة المتضررين من اي كارثة طبيعية، إذا تمت المناداة علينا من طرف السلطات المنتخبة والترابية للقيام بتنفيذ مشروع يحمي الساكنة والمساهمة في إطار شراكة مع باقي الأطراف المعنية”.
من جانبه صرح الفاعل الجمعوي وأحد ابناء القرية “احمد نايت موحى” ل”أمضال” ان قصر الدوار السيفا التابع لقيادة عرب الصباح زيز من “أكثر القصور تهميشا وإقصاء، وتعاني ساكنته من لامبالاة المسؤولين، إذ يعتبر قصر الدوار السيفا من أكبر القصور بجماعة السيفا حيث يبلغ عدد سكانه 2000 نسمة حسب إحصاء 2014، مع العلم أن عدد سكان الجماعة ككل 7035 نسمة”.
وأضاف الفاعل “قد ازدادت معاناة ساكنة القصر في هذا الشهر بعد توالي حمولات وادي اغريس الذي يقطع الطريق الرابطة بين القصر و الطريق الوطنية رقم 13، ويجعل القصر في عزلة تامة عن العالم الخارجي، واليوم تلميذات وتلاميذ القصر في جميع الأسلاك والمستويات خارج المؤسسات التعليمية لأسبوع كامل والمدة مرشحة لأن تطول خاصة وأننا في بداية موسم الأمطار”.
وتابع “احمد نايت” ما يجعل الساكنة تتذمر وتفقد الثقة في كلام المسؤولين، “أنها طالبت بالإسراع في إخراج المنشأة الفنية المبرمج إنشاؤها بالمقطع الطرقي من رفوف الولاية إلى أرض الواقع، ولم نر أي مبادرة تبشر بأن الأزمة في طريقها للحل، لنحس بأن التهميش ممنهج ومقصود إلى درجة أننا نؤدي ثمن اختلافنا اللغوي والثقافي عن جميع قصور السيفا، إذ يعتبر قصر الدوار السيفا القصر الوحيد ذو الأصل الثقافي واللسان الأمازيغي”.
مردفا “الساكنة ضاقت ذرعا من الوعود الوهمية وتهرب المسؤولين، وقد خرجت اليوم لإسماع صوتها و تطالب بفك العزلة عن القصر و لاستفادة من المشاريع التنموية وصندوق تنمية العالم القروي لتوفير الماء الصالح للشرب للساكنة التي تستفيد من العداد الجماعي(السقاية)”
يشار أن ساكنة قصر “دوار السيفة” البالغ عددها حوالي 2000 نسمة، تعيش حالة من الرعب لانقطاعها عن العالم الخارجي، مؤكدين لجريدة “العالم الامازيغي” أن هذه الاوضاع تكرر في كل التساقطات المطرية، بسبب غياب قنطرة بواد غريس، مطالبين بفك العزلة عن قريتهم قبل مهاجرتها جماعيا، مرددين “من العار ونحن على مشارف سنة 2019 لا زلنا نتجه صوب العداد الجماعي ـ الساقية ـ لجلب الماء الذي ندفع عليه لنروي عطشنا، في قرية بلغ عدد عيونها المائية أكثر من ستة منابع تسقي حقول القرية، والحقول المجاورة”
أمضال أمازيغ: حميد أيت علي”أفرزيز”