أخبار عاجلة

قضية الشهيد “إزم”: وقائع موثقة ومسار قضائي حاسم يواجه حملات التشكيك

قضية الشهيد "إزم": وقائع موثقة ومسار قضائي حاسم يواجه حملات التشكيكفي ظل ما يتداول مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي من مغالطات وتشكيك في رموز القضية الأمازيغية، طفت إلى السطح قضية اغتيال الطالب الأمازيغي؛ الشهيد عمر خالق، المعروف بلقب “إزم”، وسط محاولات لتأويلها وتوظيفها خارج سياقها الحقيقي.

واستنكر عدد من الفاعلين الأمازيغيين، في تصريحاتهم وتدويناتهم، تصاعد خطاب التشكيك في نضالات الحركة الأمازيغية ورموزها، معتبرين أن بعض الجهات التي كانت تتبنى خطابا داعما للقضية، تحولت فجأة إلى تبني خطاب عدائي، يقزم التضحيات ويشكك في المسار النضالي للحركة، بل ويتهمها أحيانا بالارتهان لأجندات لا تمت إلى الأمازيغية بصلة.

ويؤكد هؤلاء أن هذا التحول لا يمكن فصله عن سياق أوسع من التبخيس الممنهج، ومحاولة إفراغ الذاكرة النضالية الأمازيغية من رموزها التاريخية، في مقابل إبراز “أسماء ظرفية” تخلق الجدل الرقمي أكثر مما تساهم في التراكم الميداني

وفي ما يخص خلفيات القضية، أكد مبعوث “جريدة العالم الأمازيغي”، الذي حضر جميع جلسات محاكمة المتورطين في اغتيال الشهيد “إزم”، أن المتهمين كانوا يرددون شعارات معادية للدولة ورموزها، وكذلك للحركة الأمازيغية، داخل قاعة المحكمة وخارجها. وبحسب المعطيات نفسها، فقد جرت المحاكمة بحضور المحاميين الراحل د. أحمد الدغرني، والأستاذ محمد ألمو، إضافة إلى الأستاذ محمد أبادرين وعدد من المحامين الأمازيغيين، إلى جانب مراقبين دوليين وممثلين عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

وأسفرت المحاكمة المارثونية التي امتدت لأزيد من 15 جلسة؛ عن صدور أحكام ابتدائية واستئنافية بالسجن النافذ في حق 18 متهماً، بلغ مجموعها 89 سنة؛ من بينها 10 سنوات نافذة في حق خمسة متهمين، و3 سنوات لكل واحد من المتهمين الثلاثة عشر الآخرين. ولاحقًا، وبالضبط أكتوبر 2020؛ أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش حكما بالسجن 15 سنة نافذة في حق المتهم الرئيسي، الطالب الانفصالي “أ. أ”، الملقب بـ”صدام”، المنتمي لما يعرف بفصيل “الطلبة الصحراويين” الموالي لجبهة البوليساريو، والذي تم توقيفه بجزر الكناري بعد مغادرته المغرب بطريقة غير قانونية وتسليمه إلى السلطات المغربية.

وفي ظل حملة التشكيك الجارية، شدد المصدر ذاته على أن من يمتلك أدلة تناقض ما قُدم خلال المحاكمة مطالب بتقديمها إلى الجهات القضائية المختصة، عوض الترويج للادعاءات على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف نيل الشهرة أو تحقيق “البوز”.

وختم المصدر تصريحه بالقول إن الشهيد عمر خالق سيظل رمزًا من رموز القضية الأمازيغية، مؤكدًا أن هذه القضية، التي تجاوزت على مر السنين أحزابًا وتنظيمات وجهات معادية، قادرة اليوم كما الأمس، على إسقاط كل من يحاول طعنها أو تشويه رموزها، تمامًا كما ينهض طائر الفينيق من تحت الرماد.

ويغلي موقع التواصل الاجتماعي بتدوينات ومنشورات نشطاء الحركة الأمازيغية، وطلبة أمازيغ من رفاق وأقرباء الشهيد إزم، ومن ممن عاشروه وتعرضوا بدورهم لهجومات ومحاولات قتل، إضافة إلى مناضلين ومناضلات من الحركة، مندّدين بهذا الهجوم المستمر والممنهج على الحركة الأمازيغية ورموزها وتاريخها وعمقها الحضاري.

وعبّر النشطاء عن استنكارهم لاستمرار التحامل المجاني على التراكم النضالي الذي راكمته رموز الحركة الأمازيغية، في مقابل حملات تبخيس وتشويه متعمدة.

ونشرت العديد من النشطاء تدوينات توضح فيها طبيعة هذا الهجوم وخلفياته، في حين أكد آخرون ممن حضروا أطوار الملف ومحاكمة المتورطين في اغتيال الشهيد إزم، أن هذه الادعاءات والتشكيكات تستوجب استدعاء من يروجها لتقديم ما يزعم أنه يملكه من أدلة، أمام الجهات القضائية المختصة.

اقرأ أيضا

المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يصدر دليل المراسلة الإدارية لترسيخ الأمازيغية في المرفق العمومي

في خطوة نحو تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، أصدر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كتاب المراسلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *